أصفَر غامِق

11.1K 1.4K 336
                                    


__

" فلتخرُجي ولا تعودِي الى هُنا مجَددًا ، أيتُها الـ -"

نطَق بها بجهورٍ عالٍ وهو يرمِي بحقيبتِها لتتوسَط حُضنها المرمِي أرضًا ، كانَ سيغلف حروفه بشتيمَة لكنه تفطّن ان القابعَة امامه ليست الا إبنته ليَصكّ على أسنانِه قهرًا

تسارعَت لتطلُب الصفحَ من والدِها لكنّه أغلقَ عليها الباب ، تارِكًا شهقاتِها تؤنسُها في هذا البردِ اللافِح

تهاوَت مع حبيباتِ السقيعِ باكيَة ، طرقَت البابَ مراتٍ لكن لاردّ منهم 

إحتضنت حقيبتَها وحملت معطفَها لتجرّ اقدامَها مُبتعدة

عيونَها إشتدت احمِرارًا ، وجسدهَا اشتد ارتجافًا هو الآخر ، تحمِل يَأسها وتجرّه معها لإستأجارِ شقّة لهُما ، حيثُ سيمكنها الاحتفال معه بإسوِداد لحظاتِها

وبالفِعل إستأجرَت شقةً رخيصة ، إستطاعَ ماتبقى لها من اموال عملها ان يُوفره لها

فتَحت بابَ شقتها لتسقبل أنفهًا كمًا من الغبار جعلهَا تسعُل بشدة ، تنَهدت لترمِش مراتٍ لإستفحال الغبار لعينيهَا

" تبًا لي ولحياتِي "

هسهستَ فتمرّدت دمعَة استطاعت ادراكها بمنديلها ومسحِها

" لديكِ ذوقٌ جيد حقًا في اخيارِ المناديل "

التفَت له وهي مُقطبة حاجباها مستغربَة ، لتجدَه نفسَ الفتى في كل مرة ، وككل مرة هو استطاعَ لفت انتباهها بغرابتِه ، تنبّهت لشيءٍ لتُطارده بنظراتِها

" نحنُ شريكان في السَكن "

اكمَل بعدَ ما لاحظَ إستغرابَها لوجودِه ، فيتجِه للداخِل بعدَها وهو يتحسُر على الفوضَى التي سيعيشُ بها

_

مِنديل - بارك جيمين .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن