أصفَر فاتِح

9K 1.3K 231
                                    

 
__

" لقَد سامحتُ صديقتِي "

بتعلثمٍ اكتسحَ حروفها نطقت ، بينما تشيح بنظرهَا عن عيناه القابِعة امامها ،

ابتسامةٌ راضيَة توجّت لشفتَاه حالما تكلم موجهّا حدقيته لها

َ " جيّد ، علمتُ انك ستُصغِين الي "

نظرت له بحرجٍ طفيفٍ ونبست

" انَا فقط- "

" المهم انكِ سامحتِها "

استقامَ من على كرسيِه مُتجهًا لحيثُ المطبخ ، تبعته الأخرَى و جلسَت على الكرسِي قبالتَه 

اخذت ترسم دوائِر وهمية على المائدَة بمحاذاتِها ترتب جملهَا وحين فرقت شفتاها لسؤالِه اخيرًا سبقهَا هو ناطقًا

" لأننِي اعلم انكِ تريدينَ ذلك "

استغربت للحظاتٍ من كلماته لكنها سرعان ما ادركت انه جوابٌ لسؤالها ،  انزلت نظَرها متمتِمةً

" ولكن هي من خانتنِي ، كيف لي ان اريدَ مصادقتها مجددا ؟"

" لا تكذبِي على نفسكِ هيجِين ، لقد سامحتيها بالفعل منذ اليوم الذي اعتذرَت هي "

اِتكأ على الحائط بجانبِه واضعا يديهِ في جيوبِه ومعطيًا للأخرى حق الرد على كلامِه ، استلت الاخيرَة نفسًا لتهسهس

" اننِي ضعيفَة صحيح ؟"

تنهدّ واقتربَ من مجلِسها ، نظرت لهُ بملامِح باهتَة ليبتسِم لها ويمد يديهِ ناحية شعرِها يستلمسُه بتربيتَة هادئَة

" لو كنتِ كذلك ، لما سامحتها"

عدّل غرتهَا وهو يسترسِل

" الضعفَاء من استفحلت البغضَاء على قلوبِهم ، وانتِ لم تكونِي  منهم قَط "

" لكِنـ- "

" انكِ قويَة ولطالمَا كنتِ كذلِك "

بهدوءٍ رفعَت رأسَها ناحيَته تصنع تواصُلاً بصريًا معه ، ابتسمت حالما رأتهُ يعكفُ على غرتّها التي ابت ان تستقِر كما أرَاد

" ذلكِ المندِيل أصبَح مِلكك"

نَظرت للمائدة لتجد منديلاً بلونٍ أصفَر فاتح ، امسكَت به ونطقت مستفهِمة
" لِي ؟ "

"هدية لانكِ اخذتِ بنصيحتِي "

_

مِنديل - بارك جيمين .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن