قاموس العشق للعاشقين

مباراة للحياة

بعد الوصول للمستشفي ،أدخلوا سارة الطوارئ كما إتصل نادر بوالده ليتصل بدوره علي أهلها...
وصل الأهل بعدها ببرهة حيث خرج الدكتور ...
والد سارة: خير يا دكتور
الدكتور: ان شاء الله خير ،هو الموضوع بسيط بس ممكن اعرف والدها ووالدتها مين؟
-انا والدها يا دكتور ودي والدتها
-طيب ممكن حضرتك في كلمة علي انفراد
-بشمهندس ياسين زي اخويا ونادر ابنه لو فيه حاجة قول
-انا اسف يا جماعه ،بنتكو محتمل يكون عندها صديد في الدم، كل الاعراض بتودينا للحقيقة دي...احنا اخدنا منها عينات دم كافية عشان نتأكد...
(الكلمات أفجعت كل من في القاعة أباها وكأنه تجمد،والدتها التي وضعت يدها علي فمها تبكي ،مهندس ياسين يحاول تمالك نفسه ،نادر الذي سقط علي ركبتيه ليتذكر ،صديد في الدم، إنه التابع المخلص للوكيميا ،تذكر أمه وآيه ،تذكر دعواته لآيه بعد كل اذان وفي كل سجود ،تذكر حبه وإكثارة للصدقات وبحثه عن المحتاجين ليتصدق بإسمها ،لا يحب أن يري صديقته مكان أمه أو آيه ،الدموع تنهار من عينيه ليأخذه والد سارة في حضنه ويهدؤه، كففوا دموعهم وعادو لطبيعتهم ممثلين علي سارة التي خرجت كي تعود معهم للمنزل...
في سيارة المهندس ياسين كان الكل صامتين إلا سارة التي أفافت بنشاط
-يا زفت
(نادر ممثلا الطبيعية):نعم
-نعم الله عليك، الدكتور قاللكو ايه؟
-شوية انيميا يا اوفر وعاملالي نفسك فيها شهيده العلم وتدلعي ويغمي عليكي في التاكسي ياجزمه
-يعني مش هموت؟
(صمتت لحظتا ثم رد): باردو يا جميل؟!!، اومال لما انت تموت مين يعيش ياعسل؟
-احترم نفسك ابوك وابويا وامي قاعدين بدل ما اشبشبلك قدامهم
-الولية دي من بولاق اكيد
(مزاح وضحك وبعد لحظة تجمد ناظرا لها ،يتمني أن يحتضنها ،أن يبتلعها بين ضلوعه فيستمر الحضن الي الأبد، إنها صديقته التي لن يعيش بدونها إذا رحلت ،هي طعم لحياة كانت بلا طعم ولا معني لفترة طويلة...
-بتبصلي كده ليه؟!!
-ااااه، معلش والله سرحت في حوار كده ،المهم يا عمو انا هاجي انهاردة بالليل عشان نكمل البحث ،عشان الدلوعه ما تتعبش وتيجي هي ،ماهو مش هاتعملي فيها التعبانه بقي
-فعلا ان شاء الله مستنيك انهاردة يا نادر عشان تكملوا ولو جزء واحد من البحث ،مش من عادتكو التأخير
-ان شاء الله مافيش تأخير تاني يا عمو ...
ليلا أنارت رنات نادر ظلام غرفة سارة الذي غلبها النعاس طوال اليوم حتي تستيقظ لتجيب علي المكالمة ويخبرها نادر بأنه قادم لتجهز غرفه المذاكرة ...
وصل نادر الي بيتها وأدخله والدها إلي الغرفة ،غرفة مرتبة منمقة بها أيضا بعض الكلمات التحفيزية ،وبعض الصور التي تجمعها بنادر منذ زمن ،فهذه الصورة عندما كانت معه في أول يوم بالمدرسة لها ،وتلك لأول تكريم لهم في الأكاديمية والكثير من الصور للحظات كانا معا، فهو كجزء من عائلتها وهكذا هي ،دائما ما كان يساعدها ويراجع معها دروسها ،حتي شاء القدر أن يتساويا دراسيا ،في هذه الأثناء تدخل سارة عليه لتقطع حبل ذكرياته ،هذه الليلة بالرغم من النعاس الذي ارتسم علي وجهها ،إلا أنها الليلة أجمل من أي ليلة ،جفونها منتفخة قليلا تفضح إرهاقها ،ولكنها تعطي عينيها مساحة أكبر لتستمتع باللون العسلي البهيج، مر الوقت، ومرة أخري إختطفت عيناها عقله ،وهي تحاول أن توقظه...
سارة:فوق يا بني انت جاي تفصل شحن هنا
نادر:(يأخذ شهيقا عميقا كمن خرج من أعماق المحيط علامة علي عودته لأرض الواقع)
-يابني ؟!!
-ايه يا سمسم؟
-كنت فين ؟
-هنا...هاروح فين يعني
-اقصد سرحان في ايه
-لا ولا حاجة(محاولا تغير الموضوع)بس انا مانمتش من الصبح مش زي ناس
-ماهو الناس دول تعبانين مش زيك ،وووووه ايه الصحه دي
-اااه هي مالها بردت كده ليه؟! ،انا مش شايف اااه الحقوني ...
نظر لها بلؤم
-عينك يا جزمه
ضحكت بمرح معهود...
- خلاص بقي هزرنا ولعبنا، ياللا نبدأ بقي ،اولا تشرب ايه ؟
-اللي هتشربه انت يا عسل
-هشرب سم يا غلس
-طيب حطيلي اتنين سكر
-اخلص يا زفت
-خلاص والله ...طب فيه ايه؟
-انا هشرب كابوتشينو اعملك معايا ولا اجيبلك شوية ميه؟
-ميه يا معفنه ،ثم مش بلاش كافيين اليومين دول
-ما تأفورش زيهم بقي ده انا باقول ان انت اللي فاهمني
-بس عشان خاطري نقلل شوية
-ممممم...ماشي ياعم ...افرح بقي...بقي ليك خاطر عندي
-طيب ياللا نبدأ
-طيب ثواني بس هاعمل الكابوتشينو واجي...
أخذ يتنقل في أرجاء الغرفة ويتأمل الصور، أول مرة قابلها كان في الصف الرابع الإبتدائي وهي في الصف الأول، تعرف الأهل علي بعضهم من قبل سكنها فقد كان والدها زميل م/ياسين في العمل وهو من جلب له الشقة، كانت أسنانها تتبدل، وجنتان منتفختان تغلقا الأعين قليلا عند الابتسام و أسنانا لم تكن موجودة، كما كان هو متسخ الثياب إثر تعرقله في مباراة كرة قدم ، صورة التقطها م/ علاء الدين والدها لهم في نهاية اليوم الدراسي الأول...
دخلت عليه لتوقظه من غفلته
-يابني رحت فين؟
-هكون رحت فين يعني...قاعد مع وشك الفقري
-انت يابني ماتعلمتش تجامل ابدا
نظر لها مبتسما ثم طلب منها الاقتراب...
اقتربت قلقة...
-باقولك ايه يا ابو ندي؟...ضرب لأ
-كل اللي عاوزه اقولهولك انك بجد انهاردة حلوة اوي
-اااه ده شكلي انا اللي هضربك بقي
-خلاص خلاص...انا هاشرب الكابوتشينو
-احمد ربك ...السكر غلي ع فكرة
ضحك مستهزءا...
-يعني هيكون زي ايام جدودنا لما قعدوا يغلوا عليهم التموين لحد ما رفعوا الدعم خالص
-اسكت بقي بكلامك الاوفر ده
-طب ايه مش هنبدأ ؟
-طب ممكن بس قبل ما نبدأ اسألك سؤال؟
-اتفضلي...
-هو انت ليه ماديتهاش فرصة تانية؟!