قاموس العشق للعاشقين

فترة هادئة وفصل جديد في القاموس

للأسف نادر لا يقوم بأية نشاطات خارجية في تلك الفترة... كل ما يفعله هو الذهاب والإياب من الجامعة وإليها وألي بيت سارة التي هددته عيونه مرارا أنها لم تعد تحتمل وأنها سوف تعترف لها عما قريب بما يجول في خاطره...
في تلك اليلة ذهب الي منزلها حيث كانت نائمة، دخل عليه والدها ليجلس معه حتي توقظها والدتها
-نادر...عامل ايه؟
قام نادر من مجلسه واحتضن المهندس علاء الدين
-الحمد لله تمام يا عمو...المهم اخبار سمسم ايه؟
نظر المهندس ارضا...
-الكدب باين في عنينا وبيتنطط قدام عينيها، سارة ذكية وبتحاول بأي طريقة تلقي خيط يوصلها للحقيقة، من كتر خوفي تعرف، خبيت الدوا كله في اوضتي وباديها جرعة جرعة عشان ما تعرفش حتي نوعية الدوا اللي بتاخده
-هنعمل ايه يا عمو؟...
-العمل عمل ربنا يا نادر ...
ثم نظر الي اعلي بعيون متضرعة
-يارب...يارب تعدي علي خير دي وحيدتي...
مقدار الأسي الذي ظهر في كلماته لا يقارنه سوي حديث نوح لإبنه عندما تحدي الطوفان...
-ما تخافش يا عمو...إن شاء الله خير...
دخلت سارة فقام نادر مازحا وأشار لها بالجلوس علي الكرسي كالأميرة...
ابتسم المهندس علاء الدين واستاذن منهم ليتركهم ...
-ايه يا بني ...ما عاكستنيش يعني المرة دي؟!
-لا م المرة دي عليك انت يا سطي
-ابو غلاستك يا نادر
-طب بس افتحي الصندوق وطلعي الاجندة يا ختي
-عارف لو فيه مقلب...هكسرها علي نافوخك
-عيب يا سطي ابو ندي ما يعملهاش...
نظرت له بحنين وسعادة وعيون لماعة بدمع دافئ...
-ولا؟!!! انت وديت نادر الرزل فين؟ ...انت بقيت مايع كده ليه؟!!
ابتسم: لا حول ولا قوة إلا بالله...يعني انتي ما ينفعش معاكي حاجة خالص...طيب افتحي العلبة يا زفتة ...
ابتسمت حتي انغلقت عيونها
-ايوه كده بقي...
فتحت العلبة فوجدت لوح شوكلاته ثمين السعر لم تكن قد جربته من قبل ...
نظرت له ثم دمعت عيونها...
-انت ليه بتعمل كده يا نادر؟...انت ليه بقيت احلي من زمان كده بكتير اوي؟!...ايه اللي متغير فيك نفسي افهمك؟!!...
انت ليه بتفرحني دايما؟...كمان بطلت تغلس...انا...انا...انت قلقتني علي فكرة...
سكتت ونظرت للوح الشوكولاته عالمة بقيمته المعنوية لا المادية ومسحت دموعها ثم نظرت له
-ربنا يخليك ليا
نظر لها فهربت دمعة من إحدي عيونه فأهملها ومسح دموعها بكفيه
-المهم انك تكوني فرحانة وسعيدة يا صغنتوتي...
ارتمت في حضنه مع مفاجأته...نظرة المفاجأة في عيونه هدأت تدريجيا حيث أنزل ذراعاه الذين رفعهم متفاجئا لكي يحتضن (صغنتوته) في حضن إستغرق خمس دقائق كاملة...
استفاقت سارة من حالة الهيام ففكت يداها ولكنه لم يفك يده فما وجدت بد سوي أن تعود لتحتضن سراجها في طريق مظلم لا تخشي المضي فيه طالما هو معها...
بعد فترة إنتهي ذلك العناق الدافئ
سارة مبتسمة: احنا عملنا ايه؟!!!!
ابتسم نادر
-ولا حاجة...
-ده كان حضن اخوات صح؟
نظر لها نادر بمزاح: ماعرفش...المهم انه كان حضن...
نظرت له بسعادة، ولكنها نظرت بغضب فجأة وبدا انها تذكرت شيئا ثم صفعته علي وجهه...
تلقي الضربة بإبتسامة مفاجأة...
-يا جزمة...احنا فينا من ضرب
نظرت له بخجل...
-طب يلا اطفحي الشوكلاته عشان نبدأ
-لا ياااخي انا هسيبها اكلها بعدين... عند اهلك مانع؟
اقترب منها ثم ضربها بخفة علي مؤخرة رأسها
-ايوه بقي ارجعي من بولاق تاني ياختي...
بدأو في القصة التالية من القاموس...
"22مارس 2015
2جماد الاخر 1436
نهاد
2001/2002
فتاة في عامها الابتدائي الاول، اعحبني حزمها  ونظامها وتحملها المسئولية وسلوكها القيادي في هذا السن الصغير ، ورغم انها لم تكن(ست الحسن) و كانت قد اجرت عملية جراحية في انفها مازالت اثارها موجودة، الا اني احببتها"...
تنفست سارة في تعجب...
-عيل صغير ست سنين ومع ذلك بيحب الروح مش الشكل...ده علي ايامهم بقي الخير والعدل والجمال...
نظرت له مبتسمة...
-جدك في اليوتوبيا من مصغره...
ابتسمت: وعشان كده هذا الشبل من ذاك الاسد...
نظر لها بإبتسامة: دي معاكسة بقي...
ضربته علي كتفه: كمل قراية يا جزمة
نادر: احم احم احم
"فسرعان ما نسيت ان لي توأم ،واصبحت انتظر المرواح حتي اوصلها الي باب منزلها، لأجد توأمتي و قد نهشت لحم سيرتها بأسنانها بأفظع التصويرات ،لقد كانت تغار عليا كثيرا وانا صراحة قد اهملتها لأتفرغ لحبيبتي وهذا قد اوصلها للجنون"
-يعني هنا نقدر نقول ان ظهرت اول تضحية في قصتنا...تضحية بروح قصاد روح تانية...جدك كان طفل واطي يا ابو ندي...
ضربها نادر علي وجهها برقة مازحة...
-عيب يا جزمة...الفكرة كلها ان الواحد في اول الحب بيكون مش شايف في الكوكب حد غير حبيبته، بس انتي عندك حق...التضحية ظهرت...هنعمل إيه؟
-لحد دلواقتي جدك بيحل مع حاله...تعالي نكمل...
قلب نادر الصفحة...
"استمر حبي لنهاد حتي نهاية العام الدراسي الثاني ،وفي اجازة نفس السنة انتقلت انا وعائلتي الي مكان اخر و ولكن لم ننتقل من المدرسة...سألت عنها في اول ايام العام الدراسي الثالث"...
دمعت عينا نادر...
-فيه ايه يا نادر؟
مسح دموعة داعكا عينه متصنعا...
-الظاهر ان عيني وجعتني من القراية في الكتب الورق...
ابتسمت ساخرة: طب كمل يا اخويا...
"سألت عليها فنزلت عليا صاعقة تكاد تخطف بصري محملة بخبر وفاة والدها إثر اصابته بالسرطان وتركهم للمدينة التي نعيش فيها والرحيل...
ومنذ 2002 وحتي هذه اللحظة لم ارها مطلقا"
سارة: يا حرااام ...انت متخيل يا نادر بعد الشر يعني...ابوك سندك...وكمان تضطر تسيب مدرستك وحبيبك وتفارقهم ؟!...
حاول نادر تغير موضع الحديث قبل أن ينهار...
-عموما مين قاللك انها كانت بتحبه؟؟...ما يمكن مثلا كان من طرف واحد؟
-اهم حاجة ان هنا اول فراق يحس بيه جدك صاحب الحكاية...تخيل الفترة دي مرت عليه ازاي...
نظر لها بثقة...
-هنعرف المرة الجاية...