ام غاضبة

59 4 5
                                    

- ساااااااااااااارقة  ... من هذه التي تصرخ و تشير لي بيدها

- سارقة هذه , سرقة ولدي وفلذة كبدي .... اجابتها سبا : 

- ما الذي تقولينه يا سيدتي , سرقت منك ماذا ?? .... بدا الناس يتحلقون علينا و يتهامسون , اخذت مني الطفل بقوة المت يده , رجع الخوف في  عيني الولد و هي سيدة ذات مال يبدو في ملابسها و خاتمها الالماسي و سائقها , وتغيرت ملاح وجوه الناس و كانهم يريدون افتراسي

- لا لا امي هي ساعدتني ,يتكلم بخوف على نفسه و قلق علي انه طفل في الاخير فابتسمت له فغاب الخوف و عاد الوجه المشرق على وجهه متكلما بهدوء

- امي , انها لم تؤذني في شيء بالعكس لقد كانت لطيفة معي .... امي  لا تظلميها و لا تحكمي عليها فقط من اول لحظة .... تصرخ قائلتا :

- كيف تثق بمستغلة مثلها ... تذكرت وثائقيا رايته عن الام لقد كانت ام شبل صغير كان الضباع تريد قتله , فدافعت عنه بشراسة اخطر شيء هي ام غاضبة و تريد حماية حياة ولدها

- سارفع دعوة خطف طفل قاصر

- دعوة !!!!! ماهذا اتتكلم بجدية حقا ام انها تريد غرامة , لا يبدو عليها انها من الناس المتاثرين بهيمنة المال , ام انها تريد ان تخلق جدالا فقط .... ما هذا القلق و اسال نفسي ما الذي تريده مني ??

- سيدتي انتظري لكي افسر لك القصة باكملها و لا تسيء الظن بي

- انظر اصبح الاسياد يتساوون مع المنحطين

- امي , ها انا الان معك , لا حاجة لكل هذا اجبته بنظرة حادة و قاسية و مستفزة لي :

- يجب ان تعرف مستواها

- دعينا نذهب امي لقد تعبت و اريد ان ارتاح ارجوك .... مستعملا اللطافة معها لكي يراف قلبها و يحن مع نظرة سماح و ضحكة تملء وجهه

- من اجل خاطرك انت فقط , و الان توجه الكلام لي اخر مرة اراك تحومين حول ابني او حتى عائلتي .... لم اجبها و تفاديت كلامها موجهة نظري الي الطفل مبتسمة اليه و بادلني نفس الابتسامة الرقيقة , و امه تبعده عني و يركبان تلك السيارة و انطلقا و انا اراقب مسار تلك السيارة حتى اختفت عن ناظري , تنهدت في صمت و اقتربت مني امراة قائلتا :

- انسي لقد رايتك مع ذلك الطفل كيف عاملته برفق افضل حتى من امه , انها من عائلة ثرية لا تعطيها قيمة , حقا لديها المال ولكن ليس لديها احساس و لا حس انسانية

- حقا , ظهر الحق و زهق الباطل , على الاقل هناك من يشهد على كلامي و صدق ما فعلته دون اجر

- نعم اصبت , استاذنك الان

- وداعا .... هذا الفراق افرحني لكن فراق ذلك الطفل ازعجني و كانه منعني من التنفس , عدت للبيت و كل تفكيري مع ذلك الحبيب الصغير اول صديق لي هنا , هكذا كان يومي ..... نمت و استيقظت مبكرا , استحممت و غيرت ملابسي , اكلت قليلا , و خرجت مبتهجة نحو عملي  ... اتمشى مبتعدة عن مكان اقامتي و تسقط عيناي على ياسين و كانه كان ينتظرني ... كنت اريد تجاهله لكنه قاطع مسيري

- صباح الخير سبا

- صباح النور ياسين ... مشيت مبتعدة عنه و متجاهلة له

- اسف , لم اكن اقصد ان اعيق طريقك , كيف كانت ليلتك البارحة

-جيدة , اصبح يمشي معاكسا للطريق و نظره منصب علي , توقفت للحظة و توقف هو الاخر مضيفة على كلامي

- افضل شيء هو ان تذهب من طريق اخر لانه ... قاطع كلامي

- اازعجتك كلماتي البارحة ?? سبا انا صريح في كلامي ما على قلبي على لساني

- نعم ازعجتني , و لا اريد سماعها منك مجددا

- اذن ساقول المهم شكرا لك على مساعدتي اخي الصغير حسان

- اخوك الصغير حسان هههههههههههههههه , لا لا اعرف هكذا شخص لقد اخطات العنوان , تجاهلت كذبته تلك

- لا انت تعرفين اخي حسان و المشكل الذي وقع مع امي التي اتهمتك بالسرقة و اختطاف طفل قاصر لقد اخبرني اخي حسان كل شيء عما حدث

- ماذااااااااا ?? ظللت في حالة صدمة قوية , ما هذا اذلك الطفل اخ ياسين و اسمه حسان و تلك المراة ??? اذن انها امه

- الووووووو سبا اتسمعين لي , لقد جئت اقول لك اسف و لكي اشكرك ايضا , ما بالك الا تسمعين

- لا لا اسمعك , لقد تاخرنا يجب ان اذهب ..... امسك بيدي ... سبا انتظري انت لا تزالين منزعجة من امي انا اعتذر بدلا منها

- لا مشكلة لقد نسيت الامر , المهم اخوك

- تقصدين حسان

- نعم حسان اهو بخير من معاملة امه البارحة ?

- لا ليس في حالة جيدة كل من يعيش مع امي ليس في حالة جيدة .... كان يقول ذلك ووجهه يملاه الحزن و اتذكر ملامح حسان ذلك الطفل الصغير ... طال الصمت بيننا وكان اعيننا هي من تتكلم و ليست افواهنا ... بدانا نمشي في صمت , اخاطب نفسي اصبح الامر لا يتعلق باخيه بل به هو ياسين نفس الحزن على ملامح وجه كل منهما و كلامه انه من يعيش مع امه ليس في حال جيدة , لكن لماذا ابن امراة ثرية مثلها سيعمل في محل حلوى !!! اليس هذا غريبا

- سبا  لقد وصلنا الي المحل

- نسيت حسنا .... طال تفكيري و مشيت قدماي من دون ان اعي الوضع حتى ... قلب وجهه الحزين الي الفرح , لا يليق به هذا الدور .... و انا اتجهت نحو عملي الضروري ... اراه مرات قليلة فقط عندما يريد احدى الحلويات .... تعبت حقا

- ايييييييييي .... من هذا الذي يصرخ هكذا , انها ندى

                                                                                                                                                  يتبع ......



نور في اخر النفقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن