عينا جده بدت باردة وغضب دفين يتطاير منها ويده
تزداد ضغطاً على عنقه بكل قسوة حتى شعر أن الهواء صار يهرب من رئتيه كما لو كانت مصدر وباء خطير ، يداه تحركتا دون وعي منه لتحاول أبعاد يد جده والذي تجاهل هذا ليقول بنبرة مهددة وهو يراقب حفيده يناضل للبقاء واعياً(لو لم تكن حفيدي لكنت الآن يتم تعذيبك حتى الموت لذا حذاري من رفع صوتك علي مجدداً لانني لن اسمح لك بالموت حقاً بل ستتعلم الدرس بالطريقة الصعبة حينها !)
شهقت كاوري برعب وتقدمت لتحاول ابعاده عن ابنها وشقيقه فعل المثل بينما قال دون أن يشعر بنفسه بشيء من الحدة
(جدي ! ابتعد عنه من فضلك )
اقترب والد ريكا من جده ليمسك بيده بشيء من القلق والرجاء
(ابي اهدء قليلاً ، لنترك كاوري تتصرف )اقتنع بإبعاد يده اخيراً ليترك ريكا يسعل بشدة ويداه تمسكان بعنقه بسبب الألم ، اغمض عينيه وهو يحاول التنفس بعمق لتعويض ما نقص من الأوكسجين والإرهاق منعه من إبداء أي حركة وهو يستمع لنبرة جده الصارمة
(ليكن هذا درساً لك ! كلامي حتمي لا نقاش فيه !)التفت لينظر نحو كاوري ليقول بصيغة آمرة
(سأعرضه على طبيب نفسي لذا من الأفضل أن تخبريه أن يكون متعاون معه والا لن تعجبه النتائج )فور سماع هذا فتح ريكا إحدى عينيه بصعوبة لينظر بنظرة جانبية يحدق به والآلاف الأفكار كانت تنتفض داخله
# ريكا
طبيب ها؟ الآن يتذكر هذا ؟ من جعلني هكذا بأي حال ؟ كنت بحاجة ماسة للمساعدة قبلاً وكل ما تلقيته منه ومن ابنه الخذلان بل وكانا اول من حرص أن ينتقم مني نفسياً وجسدياً ! لم اجني شيء من هذه الأسرة سوى الألم والآن يأتي مطالباً بتنفيذ أمره ! الموت أهون علي من هذا ! سأجد أي طريقة للخروج ، سواء كنت مريضاً كما يدعي أو لا لن يغير هذا حقيقة كوني هكذا الآن بفضلهم هم ومن حولهم وانتهى وقت قبول المساعدة من أحد#الراوية
أعاد أغماض عينيه ووضع يده على رأسه ، آمال رأسه قليلاً بعيداً عنهم لتنسدل خصلاته التي تنافس الشمس على وجهه بالوقت الذي لا زال صدره يصعد ويهبط بسرعة وعمق وكم تمنى لو ينهض ويحطم جده لكنه يدرك منذ البداية أن قدراته لن تفوق قدرات مصاص دماء عاش ما يقارب الألف سنة كمحارب ورئيس لأسرته كما وأنه أثبت له اليوم أن العمر كان الخاسر أمامه بالمعركة ففشل في سلبه طاقته وشبابهشعر بيد أحدهم توضع عليه ففتح عينيه لينظر للشخص الذي اقترب ولم يكن سوى والدته والتي ظلت تنظر اليه بخوف وكأنها تتعامل مع زجاج هش قد ينكسر لو وضعت يدك عليه
شقيقه هو الآخر بقي واقفاً هناك حتى نطقت والدته بحزن بينما تساعد صغيرها على الاستلقاء بصورة مريحة
(إذهب واحظر بعض الماء ايجيروا كذلك بعض الدماء وربما بعض الحساء قد يفيده )أومأ من فوره بينما عيناه تتجهان نحو شقيقه تسترقان النظر له بألم وهو يشعر بالخوف الشديد من المستقبل فلا شقيقه سيقبل أن يتنازل ولا جده سيتساهل فلطالما كان نيكولا المفضل لدى جده إلا أن الظرورف قلبته ضده ليكتشف لاحقاً أنه كان مجرد تهمة زائفة ظلم حفيده بها فما كان لديه سوى الندم الذي اخفاه بصلابته والآن والفرصة متاحة للتعويض فقد كان خياره هو استعادة صغيره ولو بجعله يكرهه بالبداية واجباره ولم يكن العلاج النفسي الذي طرحه سوى أحد الحلول التي يراها قد تعيد حفيده كما كان أو هذا ما كان يأمله
أنت تقرأ
The Punished Vampire
Vampireالوحدة مؤلمة لمن عاشها مرغماً تبتلعه كثقب اسود بدوامة من الافكار المؤلمة فتكون كل لحظة منها تمر يُطرح بها نفس السؤال (لما انا وحدي ؟) لكن ماذا لو كان المرء هو من اختارها ؟ هناك من يجد بها جنته على الأرض فتكون ملاذه ومصدر طاقته ليقضي حياته خالياً...