جسد الصغير يهوي أمامه وعيناه لم تفارقا شقيقه
اما الصغير ذات شقيقه الذي يكرهه ويلومه على ما حصل هو حالياً مصدر الأمل الوحيد بقلبه الصغير ، الدموع المترقرقة تطايرت من عينيه مع الهواء
ريكا والذي كان ينظر بعينيه احتدت ملامحه بشدة صر على أسنانه حين شعر بالعجز ، فكر بسرعة فبدأ بمحاولة تعديل جسده مع الهواء ليزيد من سرعة سقوطه
اقتربت الأرض منه ليظهر مجرى مائي عميق ينتهي بشلال ومن سوء الحظ شقيقه لم يكن يبدي أي حركة سوى الرعب والاستسلام التام ، شعر بألم شديد بقلبه خائفاً ان لا يصل بالوقت المناسب ، تمالك نفسه وجعل من جسده ينزل بأتجاه الجاذبية
ومن حسن حظه حصل ما توقعه ثواني قبل الارتطام هي ما سبق امساكه بشقيقه بين يديه حيث استقبله بين ذراعيه واحتضنه بقوة أما الأخير فقد تمسك به بقوة شديدة بدموع بعينه وطلب للاختباء بصدره وإبعاد الخوف عنه
أمان غريب شعر به فور أن امسكه بين ذراعيه وريكا حرص على منعه من رفع راسه حتى لا يرى ما ينتظرهما
كان ذلك كله قد استغرق أقل من دقيقة رغم هذا عادل رعب عدة سنوات ولم ينتهي عند هذا بل استمر ليكون الخوف من الغرق هذه المرة الحاجز التالي الذي يجب تجاوزه !
استقبلهما الماء بالأسفل بقوة بينما يدا ريكا تقاومان بشدة لكي لا تفلت الصغير الذي سلمه ثقته على حياته، قوة التيار جرفته بقوة ساحبة جسد الاثنين نظر حوله بسرعة بنظرات خاطفة ليجد حبل النجاة ومن حسن الحظ انتبه لوجود جذع شجرة ممتد فحاول السباحة باتجاهه بعد أن اخرج رأسه ورأس الصغير معه بصعوبة
ازداد سعال الصغير وهو يحاول استنشاق الهواء ويداه الصغيرتان ازدادتا تشبثاً بريكا ، جسده يرتجف من البرد وتيارات الهواء الباردة زادت ارتجافه
ريكا خلال هذا كان قد وصل اخيراً للجذع لتمتد يده بسرعة في محاولة لامساكه ، وصلت يده أخيراً بعد عناء طويل إلا أن اماله انجرفت مع ذلك الجذع بفعل التيار ليسحبه الماء للأسفل، احاطه الماء من كل جانب ومعه ذلك الصغير بين يديه ، فقد قدرته على حبس انفاسه لأي دقيقة إضافية لتقل مقاومته أكثر وينجرف جسده بأتجاه الشلال فوراً
سقط الاثنان مع مجرى الماء والاثنان يغمضان اعينهما وكل منهما يتشبث بأقصى قوة لديه ، ريكا حرص على أن يحمله بطريقة تضمن أن أي إصابة قد تحدث ستصيبه هو وليس لين
استقبلهما الماء بالأسفل بقوة جعلت ريكا يتألم بشدة و شهق دون شعور منه وبالكاد استطاع أن يحافظ على تمسكه بشقيقه
بدأ وعيه يتسرب منه وعيناه تغلقان دون شعور منه ، لم يرغب بأن يقاوم فقد شعر بأرهاق شديد إلا أن يد ذلك الصغير التي تزداد تشبث بطريقة لا تلبث أن تفاجئه جعلته يجبر نفسه على فتحها بصعوبة ، حاول الصعود للأعلى سباحة بسرعة حتى وصل بعد عناء ليخرج رأس الاثنين ، لين بدأ يسعل بقوة وأصوات انفاسه تعالت وريكا لم يكن بحال أفضل انفاسه متسارعة بشدة وصدره يصعد ويهبط بشكل ملحوظ إضافة لشعوره!
أنت تقرأ
The Punished Vampire
Vampireالوحدة مؤلمة لمن عاشها مرغماً تبتلعه كثقب اسود بدوامة من الافكار المؤلمة فتكون كل لحظة منها تمر يُطرح بها نفس السؤال (لما انا وحدي ؟) لكن ماذا لو كان المرء هو من اختارها ؟ هناك من يجد بها جنته على الأرض فتكون ملاذه ومصدر طاقته ليقضي حياته خالياً...