الفصل الخامس

3.3K 192 7
                                    

بعينان تورمتا من كثرة البكاء .. تتوسط فراشها محتضنة ركبتيها الي صدرها .. تتحرك للأمام وللخلف بحركة رتيبة .. تشعر بجدران الغرفة توشك الاطباق علي أنفاسها .. ضربت رأسها بانفعال علي ظهر سريرها .. بينما يدها تمسد رقبتها .. اختناق وفقط الاختناق هو ما تشعر به الأن ..  تسللت بارهاق مغادرة فراشها ثم التفتت لتطالع ساعة هاتفها .. انها تشير الان للخامسة فجراً .. انقباضة مفاجئة في صدرها جعلتها ترفع يدها لتمسد فوق خافقها بوجل .. تعوذت بالله من الشيطان ورغبة ملحة بداخلها تدفعها للذهاب لغرفته .. ستطمئن عليه وليفعل ما يشاء .. دوماً عرفت بحدسها القوي .. وحدسها الان لا ينبئها بالخيرا أبداً ,,,,

بأنفاس متسارعة وقفت تطالع غرفته الخالية منه .. تقدمت مسرعة من باب الحمام المغلق وطرقت طرقتان خفيفتان بينما خافقها يزأر بداخلها .. لا مجيب .. بانامل مرتعشة مدت يدها لتمسك بمقبض الباب لتديره .. لا احد .. وضعت يديها علي أذنيها لتحاول تهدئة الطنين بهما .. والتفتت لتغادر الغرفة وعندها .. وقعت عيناها علي مفكرته المفتوحة علي فراشه .. تقدمت منها بخوف وكأنها أفعي توشك علي لدغها .. أمسكت المفكرة ووجيب خافقها يعلو بينما عيناها تنسابان علي الاحرف الأخيرة التي خطها بخط مهزوز .. اتسعت عيناها بصدمة .. وفي عقلها دق ناقوس الخطر .. سينهي حياته .. لا معني اخر لكلماته .. القت المفكرة من يدها واسرعت لخارج الغرفة ,,,,,

***
اقترب من السور بقلب راجف .. وعينان مظلمتان .. لطالما جهل سر عشقه للبحر .. والان فقط يعلم .. ابتسامة ساخرة شقت ملامح وجهه الوسيمة .. انه مثواه الأخير .. لطالما احتار فيما تخفي أعماقه بداخلها .. عله يكتشف الان قبل أن تنقطع اخر أنفاسه عن الحياة .. مال بجسده للأمام ففرت دمعة رغماً عنه لتذوب بداخل المياه .. والأزرق فاتحاً زراعاها مرحباً بزائره الجديد .. وعندها ,,,
شعر بأحد ما يجذبه من ذراعه قبل أن تحط صفعة مدوية علي وجنته ... لقد كانت صفعة الافاقة ,,,,,

لقد كادت تموت هلعاً عندما شاهدته يقف بقرب السور .. يميل للأمام بشكل خطير جعل الدماء تهرب من بدنها .. لم تشعر بنفسها الا وقد اندفعت نحوة ساحبة له من ذراعه لتبعده عن السور .. وبكل قوة فيها .. وقد زادت سرعة اندفاع الادرينالين في دمائها من قوتها .. صفعته .. لقد شعرت بالمسافة بين غرفته ومكان وقفته تلك كأنها تعدو لدهور دون الوصول لوجهتها .. يا الله لقد كادت تموت هلعاً وذلك الغبي يسعي لانهاء حياته بكل استسلام .. بنظرات بشراسة القطط وقفت تطالع ذلك المبهوت امامها ينقل بصره بينها وبين سور الباخرة .. لقد استفاق اخيراً .. وبدون وعي منها صفعته علي وجنته الاخري صارخة به ,,,,

- " انت جبان , أناني , بتدور علي أقصر الطرق للخلاص .. كنت بتقول عليا اني فاكراك مش راجل علشان عندك مرض ملكش يد فيه صح ! " ثم ابتسمت بتهكم وهي تلكزه بسبابتها في صدره هاتفة بغل " مبروك عليك انا عمري ما شوفتك مش راجل غير دلوقتي " تسارعت انفاسه وهو يطالع انفعالها بذهول يفوق ذهوله مما كاد يقدم عليه بينما هي تتابع بلا اكتراث ,,,

ڤينوسترافوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن