( الإصرار علي النجاح أحد أهم خطوات تحقيقه .. بينما الإصرار علي الفشل فشل في حد ذاته )
بإصرار جديد عليه وقف علي سطح الباخرة لأول مرة يرتدي ثوب السباحة خاصته .. لن ينعزل مجدداً لقد اكتفي من الإنعزال .. سيتشارك مع الجميع الإستمتاع برحلته .. سينفض عنه رماد التخاذل ويرتدي حلة الكبرياء .. سيواجه مخاوفه .. سيتحداها علناً حتي تستسلم فقد سئم الإستسلام .. والآن فقط ستنقلب الأدوار .. وسيكون ملعوناً لو سمح لمخاوفه بإخضاعه مجدداً ،،،
***
كانت في طريقها لسطح الباخرة الممتلئ وقد خلعت عباءة الذكورة وارتدت فستان صيفي يصل حتي ركبتيها .. ضيق عند الصدر حتي الخصر ويتسع حتي نهايته .. باللون الأبيض .. بينما تراصت عليه زهور صغيرة زرقاء اللون وأحاط بخصرها حزام من نفس اللون .. وحذاء رقيق من اللون الأبيض .. بينما أطلقت لشعرها الأشقر الحريري العنان .. وحددت عيناها باللون الأزرق الغامق الذي أبرز جمال واتساع عيناها .. و صبغت شفتاها بحمرة وردية اللون أبرزت امتلاء شفتيها المغري بصلف ،،، ضيق بين عينيه عندما شاهدها تدلف للمكان .. لقد كانت فتنة للنظر بفستانها الحريري الذي يتراقص حول فخذيها بفعل الرياح .. علا وجيب قلبه " لا لا ليس الآن ليس أمامها علي أية حال " كان ذلك حديثه الصامت لنفسه وقد ظن الحالة قد عاودته .. ولكنه لم يعلم أنها حالة جديدة تماماً عليه (حالة عشق) .. تطلع للزهور الزرقاء علي فستانها وهو يعي معناها كما يعلم بأنها تعلم كذلك .. لقد تشاركا شغف حب الزهور و معرفة معانيها .. وقد كانت جملته الشهيرة ( إذا كان لديك جنيهان فاشتري بأحدهم حبراً وبالآخر وردة .. الحبر غذاء العقل ، والوردة غذاء الروح ) .. الزهرة الزرقاء ( لا تنساني ) ومن الاساطير المرتبطة بها ان بنتا قد احبت شابا وكانت تمشي الى جانبه في احد الانهار فرأت هذه الزهرة وطلبت من حبيبها ان يقطفها لها ... فقام بجمع الواحدة تلو الاخرى .. حتى اعياه التعب فنام قرب النهر واخذته المياه .. وحين انتبه بانه سيغرق .. رمى بالورود التي جمعها الى ضفة النهر .. حتى تلتقطها حبيبته فتتذكره دائما !!
ابتسم بسخرية ( حبيبة وحبيبها ) الا انه فهم ان التشابه فقط تمثل في الغرق .. تؤنبه بصمت علي فعلته .. بلغة خاصة تشاركا بعشقها ( لغة الزهور ) .. نفض عنه تلك الأفكار وألقي بجسده في حمام السباحة بدون مقدمات .. فهمت من نظرته لها انه فهم مقصدها بتلك اللفتة .. تعلم انه لم يقرأ رسالتها للآن .. وتحمد الله كثيراً علي ذلك .. لا تعلم بأي عقل كانت عندما أرسلت له رسالة كتلك .. لقد اعترفت بحبها لرجل لم يعرفها سوي بالأمس .. عندما تنبهت لفعلتها حاولت مسحها ولكن الأوان كان قد فات .. ادعت عدم الانتباه له بينما تتقدم بثقة من أحد الطاولات لتجلس واضعة ساق فوق الأخري .. تختلس النظرات نحوه من خلف نظارتها الشمسية ،،،
المياه كانت برداً وسلاماً علي جسده الذي أشعله حضورها الطاغي دون رحمة تلك القاتلة بدم بارد .. أخذ يزرع حوض السباحة جيئة وذهاب بلا كلل محاولاً تجنب النظر نحوها .. الا ان عيناه التقطتا ذلك الشاب اللذج الجالس علي الطاولة قبالتها .. و عيناه تلتهمان جسدها العاري بفعل الرياح وتلك الجلسة قد حصرت فستانها لأعلى ركبتيها .. بينما ظهر فخذيها للعيان .. نار حارقة رغم برودة الماء حوله اشتعلت بجسده من هيئتها .. تلك الغبية تجلس بأريحية غافلة عن تطلع ذلك السمج في جسدها بوقاحة .. وجده يعض علي شفته السفلي بنية معلنة وهنا لم يستطيع تمالك أعصابه .. خرج من الماء مسرعاً وتوجه نحوها .. ادعت الإنشغال في الإرتشاف من كأس العصير الذي ناوله لها النادل .. بينما تلاحظ عيناه تقدحان شرراً وهو ينقل بصره بينها وبين ذلك الجالس علي الطاولة أمامها .. هتف بحدة من بين أسنانه ،،،،
- " نزلي رجلك "
- " أفندم ! "
اعتصر كفه حتي ابيضت مفاصله وهو يعيد جملته بصراحة أكبر وصلت لدرجة الوقاحة ،،،
- " نزلي رجلك .. ولا انتي فرحانة بالعرض المجاني الي عاملاه والناس بتبص علي فخدك "
اتسعت عيناها بصدمة قبل ان تهتف بحدة ،،،،،
- " انت قليل الأدب "
قبض علي ذراعها ساحباً لها قبل أن يهتف ،،،،
- " عارف ، يلا علي أوضتك ويأما تلبسي بنطلون يأما حاجة طويلة تغطيكي "
ثم وقف وحرك سبابته أمام وجهها محذراً وتابع بصوت كالفحيح ،،،،
- " وعلي الله أشوفك بالمنظر ده تاني ... يلا "
الصدمة ألجمتها .. بينما تطالع الغضب الأعمي والشرر المتطاير من عينيه .. لم تعي لنفسها الا وهي تومئ برأسها بطاعة وتندفع عائدة لغرفتها ،،،،،،،
***