أنهت اتصالها مع أستاذها .. بعد أن نالها سيلاً من الإتهامات بالإهمال وسوء التصرف وعدم تحمل المسئولية التي وضعها علي عاتقها .. معه كل الحق .. لقد كاد يفقد إحدي أهم حالاته .. غارقاً بلا حول ولا قوة في أعماق الأزرق .. لقد وعدته بحسن التصرف في القادم .. والذي تجهله تماماً الآن .. طرقات منتظمة علي باب غرفتها جعلتها تضيق بين عيناها .. لا تعرف غيره علي متن تلك الباخرة .. لا بالتأكيد ليس هو .. ستكون إحدي فتايات الطاقم علي الأرجح .. تنهدت بحزن وتحركت نحو باب الغرفة .. فتحت الباب وهي تغتصب ابتسامة دبلوماسية قبل أن تتجمد علي شفتيها وهي تطالع بطل أفكارها يقف أمامها بتوتر لم يستطيع اخفائه .. ابتلع ريقه وهو يحاول استجماع رباطة جأشه قبل أن يهتف بحدة لم يقصدها ,,,
- " ممكن نتكلم شوية ؟ "
أومأت برأسها بسرعة وهي تشير له بيدها للخارج وقالت ,,,
- " أكيد اتفضل "
أغلفت باب غرفتها خلفها وعقلها يحاول تخمين فحوي الحديث الذي أراد مشاركتها به .. رغم التوتر السائد بينهما .. رغم عيناها اللاتي تلتهمن ملامحه شوقاً .. ورغم عيناه الهاربتان من فتنتها .. تمنت .... مهلاً ماذا تمنت .. أستخدع نفسها منتظرة اعتراف بالحب ؟ بالاشتياق .. بشغف ووله يماثل خاصتها .. تنهدت بخفوت وهي تطالع التردد البادي علي ملامحه بتساؤل صامت .. التفت ليواجه البحر وعيناه شاردتان في الفراغ حولهما قبل أن يبدأ بالحديث ,,,,,
- " انا لأول مرة أحس اني محتاج اتكلم عن سبب مشكلتي .. محتاج حد يسمعني غير البحر أمين أسراري والوحيد الي عارف بحكايتي "
أومات برأسها مشجعة عندما نظر لها بطرف عيناه .. زفر بخفوت وهو يعود لمواجهه البحر الثائر أمامه .. يشاركه توتره ومخاوفه .. يدعوه للافصاح عما ضاق به صدره منذ سنوات سئم عدها .. استند بذراعيه علي السور أمامه وعيناه تطالعان الغروب الذي يعشق بلا انتباه وقال ,,,,
- " حياتي كانت عادية جداً ابن وحيد لراجل غني الي يشوفه يفكره جدي مش أبويا .. قاسي , صارم , مفتكرش شوفته بيضحك كام مرة علي بعض .. لدرجة اني في اوقات كتير كنت بحس انه بيكرهني "
نظرت لملامحه الحزينه بأسي .. تشعر بصعوبة افصاحه ولكنها لن تمهله الأن فتلك أهم خطوة في العلاج ... البوح ,,, صمت قليلاً فاحترمت صمته وانتظرت اكماله لحديثه ولم يمهلها فتابع ,,,,,
-" امي كانت شابة جميلة صغيرة في السن .. مكانتش بتتعامل معايا تقريباً كان كل اهتمامها بالبيوتي سنتر الي فتحهولها أبويا .. عشت فترة طفولتي وحيد .. بتفرج علي زمايلي ومعاملة أهاليهم ليهم واستغرب اشمعنا أهلي أنا الي كده "