الفصل الثامن والأخير

4K 248 40
                                    

أياماً أخري مرت تختلف عن مثيلتها .. لقد تغير حسام كثيراً بعد لحظات الصراحة التي جمعتهما .. أياماً مضت , صداقة توطدت , مشاعر تلمع في الاعين تنتظر لحظة البوح .. وها قد أوشكت رحلتهما علي الانتهاء .. وفي الغد يعود كل لعالمه .. تنهدت بخفوت وهي تنظر لهاتفها الذي أضاء بوصول رسالة علي موقع التواصل .. ابتسمت بحزن وأناملها تمتد لتمسك بهاتفها .. فتحت الرسالة لتطالع رسالته الصباحية اليومية التي أصبحت تنتظرها لتقرأ كلماته الصادقة التي يغدق عليها بها دون صراحة تذكر .. كل يوم زهرة بمعني ضمني يختلف عن سابقيه .. جملة رنت في عقلها دفعت بالابتسامة لثغرها الوردي ( أجمل لحظات بين المحبين هي لحظات الاستعباط الي قبل الاعتراف بالمشاعر ) .. وضعت يدها علي خافقها وعيناها تتمهلان علي الأحرف المتراصة أمامها .. تتذوق الكلمات .. ترتشف الاحساس بتمهل ( صباح يوم جديد .. يوم ماطر بزخات من نعيم .. لتحيل قفاراً خاوية .. لحدائق عناء .. نبتت فيها زهور حمراء اللون .. وقد عجز الشاعر عن البوح بالمزيد )

ابتسمت بسعادة لا تصدق .. هل اعترف بحبه لها للتو أم انها تتوهم .. للأن لم يعلق علي رسالتها الاخيرة .. وكانها ما كانت يوماً .. رغم حيرتها الا انها تتفهمه .. ضغطت بأناملها الرقية علي الأحرف لتخط جملتها التالية وهي تتلاعب بحاجبيها مشاكسة ,, ( صباح السعادة ,,,,, مش هنفطر ؟ )

انفجرت في الضحك عندما اتاها رده الفوري ( يلا يا مفجوعة انا مستنيكي في المطعم ) .. ابتسمت بسعادة وهي تلقي بهاتفها علي الفراش وتتحرك لتبديل ملابسها ,,,,,,

***

أخذ يطرق بيده علي طاولة المطعم الجالس عليها .. ينظر في ساعة معصمه كل دقيقة .. لقد اشتاقها .. لولا حاجة الانسان للنوم لما تركها للحظة .. تأفف بنفاذ صبر قبل ان تتلاشي كل مشاعره السلبية السابقة وعيناه تستقران علي فتنته تتبختر بعنفوان علي نبضات قلبه .. تلك الفاتنة التي سلبت لبه قبل أن يراها , وأسرت عيناه فور رؤياها .. حورية من حوريات البحر ألقت عليه بتعويذتها السحرية التي لا خلاص له منها .. وهو حقاً لا يريد الخلاص .. علا وجيب قلبه من حضورها الطاغي .. الذي جعل الهواء يختنق في رئتاه .. لم يشعر بكتمه لأنفاسه الا عندما صدرت عنه شهقة خافتة طلباً للهواء .. ابتسمت بينما وجنتاها تشتعلان من تفحصه المتمهل بها .. منذ متي أصبح وقحاً !!! .. سحبت المقعد المواجه له وهي تهتف مازحة في محاولة منها للتخفيف من ذبذبات التوتر التي انتشرت في الاجواء ,,,,

- " لامؤاخذة مش هعرف انط زي الأول خلاص رجعت لقواعدي سالمة "

ثم غمزته بمشاكسة وتابعت ,,,,

- " والله وحشني زياد "

تدلي فكه لأسفل ببلاهه .. لم يستطيع استيعاب فحوي كلماتها .. من الظلم ان تكون بكل تلك الفتنة ( رفقاً بقلب يتعلم أبجديات الهوي ) رمش باهدابه لعدة مرات فهتفت مازحة وهي تتلفت حولها ,,,,

ڤينوسترافوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن