إبحثي عنه...

17

مرحباً يا اصدقاء!
هل انتم متشوقون لمعرفة ماذا حدث معي بعد أن بقيت في غرفة العقاب؟
لقد امتنعت بعد ذلك عن الطعام ليومان احتجاجاً على فعلتهم!
لكنني اكتشفت بأني غبي..
اختي لن تعود بفعلتي هذه.. يجب ان اكون قوياً حتى اجدها! لا أن ابقى مكتوف الأيدي ابكي على فراقها..
نهضت من سريري اخيراً وخرجت لتناول الطعام في حديقة الميتم.. اريد ان تعود لي القوة!! لأرجع اختي الي.. بينما امشي لأخرج.. رأيت دمية صغيرتي على الأرض بجانب سريرها.. أخذتها وضممتها الى صدري.. فنزلت من عيني دمعة اشتياق لها.. اتذكر اليوم الذي اهديتها فيه هذه الدمية! لقد كانت سعيدة جداً بها.. وكنت اشد سعادة منها لأنها اول هدية اشتريها لأختي بنقودي الخاصة~
إنها الدمية التي لا تفارق لينا.. انها غالية عليها جداً!
لينا صغيرتي.. ماذا تفعلين الآن؟
هل تتناولين طعامكِ؟
هل انتِ سعيدة؟
هل اشتقتي اليّ يا أختي!
امسكت بالدمية بشدة وقلت مخاطباً لها: ستعودين الى صاحبتكِ قريباً! أنا اعدك .
افقت من افكاري وهمومي التي لا تنتهي وذهبت مسرعاً لأتناول بعض الطعام.. فأمامي مهمة كبيرة علي انجازها!
اخذت طعامي متوجهاً الى الحديقة.. وتحديداً الى الكرسي الذي لطالما جلست عليه صغيرتي لترسم بيديها الصغيرتين ، كان رسمها جميلاً جداً مقارنةً بعمرها.. امامها مستقبل باهر ، وبالتأكيد سأشاركك نجاحكِ لينا! لأني سأكون معك..
فكرت.. كم بقي لأصل للعمر القانوني الذي سأستطيع بعده الخروج من هذا الميتم؟
عمري ١٤ .. اذا تبقى اربع سنوات حتى اصل للثامنة عشر!
بالتأكيد لن انتظر!!
سوف اهرب..
لكن متى؟ ... الليلة! نعم سأهرب الليلة!! فأنا لم اعد اتحمل رؤية وجه المديرة تلك..
نعم سأهرب.. لكنني سأنتقم منها ايضاً!
فأنا لن اسمح لأي شخص.. كائناً من كان ان يلمس شعرة من اختي.. او أن يؤذي قلبها حتى! تلك الحقيرة سوف..
" لقد خرجت من غرفتك اذاً ، جيد يبدوا انك تخليت عن فكرة رجوع أختك.. ولد مطيع .
نهضت من الكرسي غاضباً وقلت: تخليت عن فكرة رجوعها؟؟؟!
ثم قلت وانا اضرب  مكان قلبها : الا تملكين شيئاً يحس هنا؟ انا حقاً اتسائل! الا تشعرين بالذنب ولو قليلاً؟

انزَلَت يدي عنها وصرخت: لما اشعر بالذنب على أيتام مثلكم؟؟ هذا مصيركم في الحياة! كن فتى مطيعاً حتى تأتي عائلة تقبل بك لتكون فرداً من اسرتها.. ولتعيش باقي حياتك كالبشر..
قلت بصوت عالي: اصمتي! أي حياة تتحدثين عنها؟ لقد اخذت حياتي مني.. وسآخذ حياتك أنا ايضاً! سترين ايتها العجوز..
لقد آذيتي اغلى شيء املكه في حياتي.. وسلبتِ مني سبب عيشي.. فهل تعتقدين بأني سأتركك بسهولة بلا عقاب؟
اقتربت من وجهها كثيراً وقلت: انتظري.. فإن موتك سيكون بسببي..!