تكفى لا تعلم إبوي ترى اللي فيه يكفيه

37

  عند فجر وجود
صرخت جود وخلت يدها على فم فجر :يالدبة استحي على وجهك لاتكملين تكفين ..
فجر انفجرت ضحك :هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ...
جود تكمل السالفه بدون ماتهتم لتهديدات فجر ..:تخييل وقفت بكي وجلست تناظر فيه وهي مفهيه لاوتقول بين فتره وفتره
تحتاج مساعده وكان يسكتها ويقول :لامشكورة ..
فجر تكمل تعاندها :ايه المهم اكمل لك تخيل قامت تقووول لاااااااا تكفى لا الجينز جديد توني لابسته ..
ابوي يصارخ عليها : اشتري لك غيره خلااص ..
جود شوي وتصيح لأن رجلينها كانت موشايلتهم على ان مافيهم شعر كثير لكنها خافت تتفشل حتى لو
المهم ان في النهاية فجر ماقدرت تكمل لأن جود تسكتها ..

فهد ابتسمت الكلام اغلبه ماعجبني لكن حبيت ان كان فيها شوية انوثة بحيث انها تسوي مثل مايسوون المراهقات ..
وماعجبني خناقهم مع بعض عشان يكملون الكلام اللي اهم يبغونه بس بنات وش نسوي .. 

  عند غسق
تفاجأت بصوت ابوي لما فتحت الباب بشويش ابغى افاجأه :آآآآآآه ياقلبي ايه حبيبتي وش تقولين
عقدة حواجبي لما سمعت صوت الموية بغرفة امي وابوي يعني امي موجوده هنا مومسافره
معقولة يكون رجع يكلمها الدمعه كانت بتنزل من عيوني وانا اناظره وهو جالس على الصوفا الموف
في الصاله الخارجية ...
جلست بالأرض وانا منصدمه يعني ليه موراضي يترك هالحركات من يوم كنت الصغيره وانا اسمعه يكلمها
تذكرت لما اقرب منه بفرح واقول :يبااا ابغى اكلم امي تكفى يبا
ابوي كان يبعدني عنه بقوووة ويقول هذي مو امك انقلعي هناااك ..
طبعا امي كانت كثيرة السفر وماكانت تسمع لي اذا ترجيتها ماتسافر .. يعني شي طبيعي ..
طلعت وتنحنحت بصووت عالي وقتها ابوي قفل جواله وناظرني :ياهلا هلا بغسق
ابتسمت وقربت منه وبست راسه وقلت :هلا يبا كيف حالك ؟؟
ابوي ابتسم :بخير وانا ابوك وانتي شخبارك وشخبارك غسان عساكم بخيير
ماكنت عارفه كيف ارجع ابتسامتي المجامله :بخير يسلم عليك ..

بقيت جنبه ساكته كل هذا عشان ماابغاه يرجع ويكلمها وتقريبا طرت ببالي فكرة جهنميه لكن ..
كل هذا تبخر لما عرفت بــــ

  عند تولين
كنت امشي معه بأسياب المستشفى اللي تلمها هالات غريبه هالات امل يأس وعاطفه وقهر وغبطه وحسد
كنت استغرب من الرهبة الي كنت فيها لما مرينا جنب ثلاجة الموتى .. كانت ام جالسه بالأرض وتصيح على ولدها
اللي ماكمل ال17 وتوفى .. كنت اسمعها تقول ولدي توه صغير مابعد يكمل ال17 ليه يمووت وبنتها اللي تبكي معها
تحاول تهديها وتذكرها بأن الموت حق على كل البشر ..
وجنبهم طفل صغير يناظر بشتاات ونظرة الحزن بعيونه ذكرني بنفسي وبرشا لما كنا صغار .. واعمارنا ماانتهت عن 11
ويجينا الخبر الصاعق امكم توفت .. قربت منه وقلت وانا اتجاهل ندى نيشان لي جلست بمستواه وقلت :حبيبي وين ماما ..
الطفل بمجرد سؤالي له امتلت عيونه بدموع ومال فمه بطريقة بريئة وقال :البالحه دخلوها وماا تلعوها من هنااا كان يأشر على
الباب النحاسي اللي يدل على البروده من مجرد النظر له ..ابتسمت وانا احاول ما تنزل دموعي :طيب وبابا وينه ..
نزل عيونه بيأس وقال :ماعندي بابا
مسحت على راسه وحظنته من دموعه اللي اثرت فيني ..
نيشان قرب مني وجلس بمستواي وقال :تولين الله يهديك الناس تطالعك تراه
تولين رفعت راسي وقاطعت كلامه وناظرته بكره :يعني اليتيمه الأجنبيه يحق لها تعتبرك ابوها وزوجها لكن اليتيم هذا مايحق له ..
نيشان انحرج :موقصدي كذا ياتولين تراه..
تولين لفت ببدهشه من صوت الحرمه اللي تمشي بين الممرات وتنادي :حموود حموود
الطفل بعد عنها وركض لجانب الحرمه وقال :ماماا وهو يبتسم ويمسح دموعه بخبث ..
الأم بعصبيه وش سويت هالمره موقلت لك دقايق ادخل الخدامه عند الدكتور وارجع وين رحت ...
محمد يأشر لها على تولين :كنت جالس اقلد الولد اللي بالمسرحيه اللي شفناها هذاك اليوم ..
الأم تضربه على راسه :قلت لك مارح تصير ممثل وشو له تخلي الناس ترحم حالك ..
اعتذرت لتولين اللي دخلت جوها بالحزن على الطفل ...

اما نيشان كان جالس يكتم ضحكته :
تولين وقفت بصدمه :مستحيييل في عيال يسوون كذا مستحيييل .. لفيت له منصدمه كنت تدري
نيشان هز راسه :ايه للأسف حاولت افهمك لكن على طول ظنيتي سووء فيني ..
تولين مسحت دموعها من الأحراج ناس تكون نعمة ربي قدامهم ويمثلون بشي ربي رازقهم احسن منه
استغفر الله العظيم بس ..



وقفت وتجاهلت ندائه المتواصل يامرني اذا خلصت اتوجه لمكتبه ..
دخلت لدوراة المياه الله يكرمكم وانا اغسل وجهي واتجاههل صوت بكى البنت داخل دورة الميااه
ماعاد ابرحم حد ببكاه مدام بعضهم يستهترون كذااا ..