16- فى منتصف الليل

396 10 2
                                    

#ملحوظة:- هذه القصة ليست حقيقية وجميع الحقوق تعود لصاحبها

يوقظك صوت، بدا وكأنه طرق على الباب.. في منتصف الليل أنت متكئ على الأريكة، ضوء التلفاز ينعكس على وجهك وذبذباته الخافتة تقطع نومك، المنزل مظلم و ضوء القمر يخترق زجاج النافذة. تنهض من مكانك بكسل وأنت تفرك عينيك ثم تتوجه نحو الباب، تقف أمامه وتصغي جيداً باحثاً عن صوت ما بالخارج لكنك لا تسمع شيئاً

.. بعد تردد، تفتح الباب ولا تجد أحداً أمامك، تلقي نظرة عابرة على اليمين واليسار ثم تخرج لتتفقد الحديقة وتدور حول سيارتك لكنك تجد المكان هادئاً تماماً..

منزعجاً ، تسحب الباب بقوة وتعود لمكانك، تغلق النافذة وتطفئ التلفاز ثم تصعد الدرج نحو غرفتك.. ربما كان الأطفال يعبثون .

متثائباً ، ترتمي على سريرك وتغطي نفسك باستهتار ثم تبتسم سعيداً بالراحة وتغلق عينيك آملاً أن تحظى بليلة هادئة.. قبل أن تدخل في سباتك العميق، يعود إلى ذهنك شريط لحظاتك الماضية مشوشاً ، تسترجعها بشكل غير منتظم ثم تتوقف عند تفصيلة بدت لك مكررة وغريبة..

هنالك حركة قمتَ بها مرتين هذه الليلة، لقد أغلقت النافذة عندما دخلت المنزل بعدما كنت تتفقد الحديقة، لكن ألم تغلقه أيضا قبل أن تجلس وتشاهد التلفاز في أول الليل ؟ عندما سمعت صوت الطرق على الباب وفتحت عينيك، رأيت النافذة مغلقة !

تحاول أن تنهض لكن شعور غريب يطغى عليك، تشعر بالنوم الشديد يغلبك.. ثم تفقد كل شعور.

تفتح عينيك، تجد نفسك متكئ على الأريكة.. ضوء التلفاز ينعكس على وجهك وذبذباته الخافتة تقطع نومك. تنظر للساعة على الحائط، إنها منتصف الليل، تدرك أن ما كنت تعيشه كان مجرد كابوس عابر.. تنهض من مكانك بتكاسل، تغلق التلفاز ثم تتوجه بخطى متثاقلة نحو الدرج. لكن ما إن تخطو أولى خطواتك الأولى نحو الأعلى حتى تسمع صوت طرق على باب المنزل، تتجمد في مكانك ثم تلتفت تلقائياً ليمينك لتسري القشعريرة في جسدك عندما تقع عينك على نافذة غرفة الجلوس المفتوحة.. تنظر أمامك، تتأمل الممر القصير المؤدي للباب الرئيسي، الهدوء يسيطر على المكان وحدقات عيونك الثقيلة بالنوم تتوسع أكثر فأكثر لتصارع سواد الظلام الحالك الذي يتخلله ضوء القمر الخافت.. تبلع ريقك بصعوبة، ثم تصعد إلى غرفتك دون إصدار أي صوت وتطل من نافذتها بحذر لترى الشخص الواقف أمام الباب لكنك لا تجد أحداً !

متوترا، تسارع بإقفال جميع الأبواب والنوافذ وتتفقد كل أركان المنزل وتضع سكيناً بجانب فراشك ثم تتمدد في وضع غير مريح وأذنك تلتقط أقل صوت في الهواء، تكاد تشعر بالجنون من كثر الهلوسة، لكنك تطمئن كثيراً عندما يتسلق كلبك قدميك ويستقر بينهما وتشعر بأنفاسه عليهما ، حينها تبدأ بالاسترخاء وتغفو.

تفتح عينيك مجدداً ، تتبين الساعة على الحائط المضاءة بفعل ضوء القمر فتجدها تشير للرابعة فجراً وكلبك مايزال نائما بين قدميك، تبعده ببطء ثم تحمل سكينك وتتجه نحو الحمام لتقضي حاجتك ، تصل إلى هناك و رأسك مازال ثقيلاً بمفعول النوم، تشعل الضوء وعينك تنظر للأرض فترى سائلاً أحمر يغطي كل الأرضية.. ترفع رأسك فتجد كلبك مقتولاً ومسلوخا.. معلقاً على مقبض نافذة الحمام. تستدير بسرعة لتهرب فتتعثر في الدم وتسقط، ثم تحاول النهوض لكنك تتعثر مجدداً وتسقط وتتلوث كل ملابسك بالدم..

تكرر المحاولة مرارا وتكرارا في رعب لكنك تعلق في ذلك المكان ، تفتح عينيك فجأة ثم تنهض لاهثاً وعينيك مفتوحتان على أقصاهما ، تلهث وتلهث ثم تنظر حولك وتمتم لاعناً.. ااه كابوس آخر !! كان الوقت ليلاً ، تتفقد كلبك الذي لعق قدميك عندما شعر باستيقاظك من النوم، تتحسس سكينك وتشرب بعض الماء ثم تعود للنوم.

تنهض مجددا، إنه الصباح.. وأخيراً.. تتثائب براحة شديدة وتبقى في فراشك لبعض الوقت تتأمل أشعة الشمس التي تخترق زجاج النافذة ثم تنهض من سريرك بعد تكاسل. لكن كلبك غير موجود وباب الغرفة مفتوح تماماً ! تنزل الدرج وتجري بسرعة نحو الحمام ثم تفتح الباب وتنظر.. لا أحد هناك وكل شيء طبيعي. تلعن غباءك ضاحكا وتدرك أنّ كلبك مختبئ كالعادة في مكان ما، ثم تتجه نحو المطبخ لتعد فطور الصباح، تضع القهوة على النار ثم تذهب لغرفة الجلوس لتفتح التلفاز مثل كل صباح، تضغط على الزر ثم تتراجع إلى الوراء وتجلس على الأريكة. لكن لحظة لماذا هي أعلى من المعتاد ؟ ما هذا الشيء ؟ تشعر وكأنك جلست على جسم لزج فتلتفت لترى أبشع ما قد تراه عيناك..

إنه كلبك مذبوح على الأريكة.. يتجمد الصراخ في حلقك، ثم تمد يدك لتأخذ ورقة وجدتها بجانب جثة الكلب، تفتحها وتقرأ ما يلي : في المرة القادمة اشتري سكيناً حادة، لقد وجدت صعوبة في ذبح هذا المشاكس.. بالمناسبة لقد أيقظتني مرتين وكاد صبري ينفد .. لكن رائحة قدميك رائعة، لقد بحثت عنها في الحمام لكني لم أجدها ! سآخذها في المرة القادمة.

قيل أن هذا الرجل الذي يعيش وحيدا انتقل نهائيا من منزله نحو مكان بعيد، بعد أن خضع لجلسات علاج نفسي مشددة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 20, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عالم الرعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن