3. عزاء

13.8K 601 170
                                        

انتهى من فحصه لها يناظرها بنظرات ربه وحده يعلم فحواها و غرضها

نظرات مشفقة ربما او بالاحرى مواسية بينما ظلت هى فى غيبوبتها القصيرة لا يدري شيئا عن احلامها و مآسيها

تنهد بيأس قبل ان يعيد وضع ادواته الطبية بحقيبته الخاصة ليتزامن مع فعلته تلك دخول والدتها تحمل بيدها مشروب ساخن لجارهم الطبيب الشاب و الذي اعتاد على استداعئهم المتكرر له

تحركت نحوه ليجلس هو على المقعد الوحيد الموضوع بالغرفة بجانب فراشها فى حين جلست الام على طرف الفراش

الام : اتفضل يا عامر يابني الشاي بتاعك

تناول منها الكأس بهدوء مهمهم بكلمات شاكرة محفوظة

عامر : تسلمي يا ست الكل ... عايزك تصلي على النبي كده و تذكري الله و تسمعيني كويس

الام بقلق : عليه افضل الصلاه والسلام خير يا ابني طمني

ارتشف رشفه من كوبه ليضعه جانبا متحدثا ببشاشة

عامر : بصي يا ام فلك طبعا حضرتك شايفة الحال اللي وصلت له فلك و اكيد اخدة بالك ان الموضوع اتطور معاها بغض النظر عن انه اتطور للاسوء او الافضل بس الاكيد انها فى حالة اصعب من اللى قبل كده ..... اولا انا عايز اعرف حصل ايه بالظبط قبل انهيارها ده

الام بقلق : علمي علمك يا ابنى انا صحيت مفزوعة على صراخها اللى مش بيقف طلعت اجري على الاوضة لقيتها قافلة على نفسها كالعادة و ساعة ما فتحت عليها الباب كانت بتبكي بقهرة يا حبة عيني و عمالة تنادى بأسمه

عامر : مين ؟

الام بضيق: اللي مايتسمى .... شهاب

ناظرها بضيق و يأس قبل ان يتناول كوبه مرة اخرى يشرب بصمت ليكمل بعدها

عامر : واضح ان فيه جديد

الام : بتقول مكلمهاش بقاله يومين و النهاردة التالت

عامر بحماس : عظيم

طالعته الام بفضول تتأمل وسامته الملحوظة كرجل وان كان اسمر البشرة متوسط الطول ذو شعر اسود فاحم و عيون واسعة بنية اللون مثله كمثل معظم شباب مصر ... لكنه ذو مستقبل مهنى متميز تربي برفقة ابنتها لذا يعلمون اصله الطيب و  اخيرااا ... عازب ..... او لنقل بمصطلح اى ام مصرية لديها فتاة بسن الزواج ( عريس لقطة ) ... تنهدت بحسرة على حظ ابنتها

استيقظت من تأملها ذاك على صوته يكمل حديثه

عامر : اللي اقصده انها يمكن تفوق شوية لما يتجاهلها اكتر

الام : مظنش ... دى جت تطلب منى تسافرله

عامل بضيق : تسافر ايه بقى هو اى جنان و السلام

ثم استرد بتوتر

عامر : اقصد يعنى مينفعش طبعا حكاية السفر دي

فلك (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن