8

2.9K 31 2
                                    



صباح الدوحة


يوم يحمل الكثير


قلوب تُفجع.. وقلوب تتأمل..


وقلوب ليس لديها سوى فتات الأمل!!




ينزل السلالم بخطوات ثابتة..


يبتسم وتشرق روحه المثقلة حين يرى العينين الدافئتين الحنونتين تطلان من خلف برقعها


تحيط بهما تجاعيد رقيقة جعلت هيئتها تبدو أكثر ضعفا وهي تنحني بوهن..


أو ربما وحشة أمام قهوتها الصباحية!!


ابتسمت بشجن ورحبت قبل أن يصلها: حيا الله أبو خالد.. صبحك الله بالخير


يصلها لينحني على رأسها مقبلا.. ثم يهمس باحترام ودود: صباحش أخير جعلني فدا أرجيلش.. كيف أصبحتي يأم صالح؟؟..


ابتسمت بحنو: إذا قدك بخير أنت وأخوانك ما أشكي باس


ابتسم لها بمرح حنون: هذا أنا وأخواني قدامش قرود تنطط


همست بحزن عميق مسرف في العمق.. وكأن هذا الحزن المقيم يأبى الإنزياح أو التراجع أو الإنكماش:


جعل ربي ما يفجعني في حد(ن) منكم..


من عقب ماراح عبدالله والخاطر كلش(ن) يجيبه ويوديه


همس بحنين موجوع وهو يتذكر شقيقه الأصغر الذي رحل قبل أكثر من ثلاثة أعوام:


جعلها برايد عليك يابو حسن..


أنا أشهد إن الموت خذ له وليدة.. (الوليدة= الرجل النادر)


همست أم صالح بحنين: صالح يأمك.. جيب لي حسن اليوم فديتك..


قد لي كم يوم ماشفته.. وأنا بأكلم أمه تجهزه وتلبسه


ثم أردفت بألم شفاف: ما أدري لمتى ربى كاتب علي ماحد من عيال عيالي يقعد عندي!!


ذبحتني الشحنة لهم!!


ابتسم لها صالح: خلاص ولا يهمش خلي أم حسن توافق علي.. ونجيب حسن عندش


حينها نظرت له والدته بعتب: يعني تجيب حسن وأمه.. وأم خالد وعزوز وخويلد ؟؟


حينها أنزل صالح فنجانه وهو يشعر بضيق كتم على صدره أخفاه خلف هدوء صوته:

بين الأمس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن