"يمه شتهوجسين فيه؟؟" صوت جميلة الضعيف المبحوح
عفراء تنتفض بخفة ثم تهمس في أذن ابنتها المتهالكة تعبا: جميلة يمه بيجي ولد عمش خليفة يكلمش
جميلة بالكاد رفعت حاجبا علامة الاستغراب.. ثم همست بصوت مبحوح تماما:
وش يبي يمه؟؟ وأشلون يكلمني؟؟ وليه يكلمني؟؟
عفراء لم تستطع إيجاد إجابة مناسبة.. لذا همست بأكبر قدر من الطبيعية استطاعت أن تصطنعه:
إذا جاء درينا.. كل حي ملحوق
جميلة بتساؤل مرهق: وش قلتي اسمه يمه؟؟
عفراء بنبرة طبيعية: خليفة يأمش
سرح خيال جميلة نحو البعيد.. وهي تهمس بألم عميق مثقل بالحنين: خليفة على اسم إبي يمه
كانت عفراء على وشك الرد عليها لولا أنها سمعت صوت زايد ينادي بعلو: يأم جميلة.. خليفة جا
بدأت دقات قلب عفراء تتعالى برعب..
بينما جميلة كانت سارحة في خيالاتها حتى سمعت الصوت الرجولي الغريب الذي جاءها من خلف الستارة:
مساج الله بالخير يابنت العم!!
تمنى زايد في أعماقه وبكل العنف ألا تجيبه.. وترفض الرد عليه
فصورة علي يخرج منسحبا ثائرا مكسور النفس.. تعذب خيال زايد المثقل بالإحساس بالذنب والضيق
ولكن أمنياته ذهبت أدراج الرياح وهو يسمع الصوت الخجول الضعيف الذي بالكاد يُسمع:
هــلا
جميلة ذاتها استغربت كيف ردت عليه
شاب غريب لا تعرفه
والموقف كله غريب
ولكن نبرته الواثقة.. صوته الدافئ الحنون جعلها تشعر برغبة عميقة في البكاء
وذكرى عظيمة صنعها لها زايد تقفز لخيالها
لطالما أجلسها زايد في حضنه ليحكي لها عن والدها بحماس وانبهار
رسم لها صورة خيالية لرجل فريد من نوعه.. أشبه ما يكون بأسطورة