19

2.5K 39 7
                                    




لا يعلم ما الذي دفعه لهذا الجنون؟؟ ولهذا التصرف غير المعقول؟؟


فليس مقبولا مطلقا في عرفهم ولا عاداتهم أن يرى زوجته أو حتى يحادثها قبل الزواج فعلا


ولكنه شعر أنه يريد أن يراها.. يحادثها.. وخصوصا أن المكان هنا مكان محايد عام..


لذا قرر أن يترجم هذه الرغبة إلى قرار يتم تنفيذه فورا


فهل كانت هي مجرد الرغبة أن يرى المخلوقة التي أصبحت تنتمي له؟!


أم فعلا أراد أن يراها في مكان عملها الذي أصرت عليه؟؟


أو ربما أراد أن يشعر بأدنى اهتمام بهذه المرأة التي يشعر بعدم الاهتمام بها رغم ارتباطهما بالرباط الأكثر قدسية


أو ربما أراد أن يرى المخلوقة التي قدم والده كل هذه التنازلات من أجل أن يوافق على الزواج منها؟؟


أو ربما يرى ابنة الانثى الجبارة التي من مازالت تحتل تفكير والده؟؟


لا يعلم أيها هو الأهم... أو كلها مهمة...



دخــــــــــل ..


دخل بخطواته الواثقة وحضوره المتحكم الصارم.. وكأنه بخطواته التملكية هذه يترجم إحساسه بأنه يملك المكان وصاحبته



كانت منكبة على أوراق تقلبها بين يديها.. ولم تنتبه مطلقا لدخوله.. تنحنح بفخامة معلنا عن وصوله العاصف..


لتقفز حينها بغضب هادر وهي ترى رجلا غريبا يقترب منها بخطوات مفرطة في ثقتها بدأت تُضيّق المسافة الفاصلة بينهما


والباب مغلق... ولا وجود لأي شخص ثالث معهما...


شعرت كاسرة فعلا بالخطر.. الخطر بمعناه المعنوي وليس المادي..


الخطر النفسي المتزايد وهي تنظر للرجل المتقدم ناحيتها وحضوره الرجولي العاتي المتدفق كأعاصير أستوائية صاخبة بدا كما لو كان يعبث بها..


ويوقف عقلها -الذي يكون عادة حاضرا في كل موقف- عن التفكير في هذا الموقف


وهي تشعر فورا بمشاعر أنثوية غريبة ثقيلة الوطأة..


مشاعر بدت لضميرها الحي غير سوية أبدا (يا ترى شكلي مرتب.. لا يكون نقابي معفوس)


حضوره الغامض الفخم المتأنق لأبعد حد.. لنخاع النخاع.. أوحي لها بالرغبة في الظهور أمامه بأفضل صورة لسبب لم تتيقنه أبدا

بين الأمس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن