9

2.6K 38 1
                                    



في غرفته يدور..


حينا يجلس.. وحينا يقف..


لم يجد الليلة شيئا يستطيع دفن نفسه فيه.. حتى يحين موعد إرساله لرسالته اليومية لها..


الرسالة التي بقيت خيطا يعلم أنه يربط قلبه بقلبها حتى وإن لم تتكرم أن ترد عليه لو لمرة..



يقف ليفتح خزانة الملابس.. مازالت ممتلئة بملابسها..


يكاد أن يذكر لكل رداء منها حكاية من وله مصفى


وهي يشعر حينما رآها فيه وكأنه رأى حورية تسربلت بالحسن من أجله وحده


لا ينسى مطلقا شيئا خاصا ارتدته له..


لتصبح ذاكرته مزدحمة بعشرات الصور التي لم يغفل تفصيلا واحدا من تفصيلاتها..


وكيف يغفل وهذه التفاصيل انحفرت في ذاكرته حتى أقصاها؟!!


لماذا تركت كل هذه الأشياء الخاصة بها وراءها؟؟


لماذا؟؟


"هل أردتِ تعذيبي أكثر؟؟


هل أردتِ أن تتأكدي أنني سأظل مقيدا إليك.. وذكرياتك تخنقني وتغرقني وتستنزفني حتى الثمالة


هل أردتِ أن تتأكدي أن عبقك الساحر الذي تخلف عنك وبقي هنا سيبقى حبلا ملفوفا حول عنقي لا انفكاك منه؟!


أي أنانية لا قلب لها أنتِ؟؟


إن كنتِ عزمتي على الرحيل.. فلماذا لم تجمعي كل أغراضكِ الموبؤة المسكونة براحتكِ الدافئة المسكرة


إن كنت أنتِ رحلتِ.. فلماذا تتركين لي البقايا؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟


إن لم تكوني أنتِ لي، فلا أريد هذه القمامة.. لا أريدها !!"



حين وصل تفكيره لهذه المرحلة..


انتزع أشيائها من الخزانة وبدأ يقذف بها بغضب مجنون وروح ثائرة أثقلتها الوحدة والوجع واليأس..


ولكنه سرعان ما توقف وهو يعيد جمعها بلهفة أكثر جنونا...


ليعيد ترتيبها كما كانت تماما


في ذات المكان الذي وضعتها فيه أناملها الساحرة التي يقتله الاشتياق للثم شفافيتها.. لضمها بين أنامله السمراء



" والله باستخف يانجلاء.. قربت استخف..


حرام عليش اللي تسوينه فيني


حتى تهديدي بالزواج ماجاب نتيجة معش


لذا الدرجة رخص صالح عندش؟!!

بين الأمس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن