"كابوس الصورة"

445 61 114
                                    

    كانت الساعة  قد تجاوزت الثانية و النصف صباحا...اليوم هو 13 من الشهر الرابع،...اجل، اليوم الذي يخشاه الجميع في العالم..حيث يعتبر الرقم 13" جالبا للنحس" او " رقم الغرفة المسكونة في المستشفيات" حسب _قصص الرعب_.... و الرقم 4 _الشهر الرابع_ هو نطق آخر لكلمة موت _باليابانية_ ....
  ولكن، كان هناك ثلاثة اخوة  ، صبيان وفتاة ، لم يعيروا يوما لهذه الارقام أيّ انتباه...
كريستي، الفتاة الوحيدة  بين شقيقيها، في السابعة  من عمرها ، تلك الفتاة ذات الشعرالبني الداكن و العينين الخضراوتين، جلست مع شقيقيها سوِيل ذو التسع السنوات و شقيقها الآخر  كاميل ذو الاثني عشر سنة.
كان هؤلاء الثلاثة اطفالا مشردين، ماتت امهم و قُتل والدهم فلم يجدوا ملجأ سوى كوخ خشبي.
ذات يوم ، قرر الثلاثة الذهاب للتنزه في احدى الغابات المجاورة لكوخهم الخشبي الصغير المهترئ، وبينما كانوا في الغابة ، بين الاشجار الموحشة، وجدوا بيتا ، بيتا قديما من حجر  قديم  اشبه بقصر مدمر ، فقرروا الدخول للاستطلاع.
كان المكان من الخارج مدمرا كليا، حجارته قديمة مخضرّة نمت عليها بعض الطفيليات و الاعشاب اللزجة المقرفة. به نوافذ خشبية مكسورة تتأرجح بسبب الرياح، مصدرة صريرا مزعجا ، لا يوجد باب للمنزل ، بل دخل الاطفال من فتحة صغيرة اسفل احد جدرانه.
و كما كان متوقعا، كان المنزل من الداخل في حالة يرثى لها...الجدران كبللة و لزجة من اثر الامطار ، بعض الطفيليات نمت على الزوايا، الارضية تصدر صريرا و حفيفا عند المشي عليها. وحدها العناكب من استطاعت العيش في مكان كهذا!
ا

لمهم، دخل الصيية الى المنزل، وفجأة سقطت كريستي في حفرة بعد ان كسرت الواح الارض غجأة!
صرخ كل من سويل وكاميل برعب:_"كريستي!"
و البطبع، رأى الصبيان ان من الواجب النزول الى الحفرة لانقاذ شقيقتهما الوحيدة.
نزل سويل ثم تبعه كاميل من بعده، كان المكان في الاسفل سيئا بعض الشيئ ، ولكن ليس بسوء المنزل في الاعلى . فالمكان نظيف قليلا.
مشى الفتيان فيالارجاء ، حتى سمعا صوت كريستي تناديهما.
اتجها نحو الصوت ، فاذا بهما يجدانها تلهو و تلعب بكاميرا. اخذ كاميلا الالة و راح يتفقدها فضغط على زر التقاط الصورة بالخطأ فخرجت صورة صغيرة .
كانت الصورة عادية، غير ان الفزع الشديد اصاب الثلاثة عند رؤيتها : ظهر ظل شبح مخيف رباعي الايدي في الصورة!!!!
كانت الصدمة كبيرة على الاطفال ، خاصة و ان اهالي البلدة حذروهم من الاقتراب من المنزل المهجور.
"كليك"، اخرج كاميل صورة اخرى، وظهر فيها نفس الظل
" كليك" التقط سويل صورة ثانية وهو يرتعب و لكن لم يظهر فيها سوى يد الوحش
ارتعب الثلاثة واخذت كريستي تتباكى ، ومن غير قصد..."كليك" التقطت صورة ثالثة بضغطة زر، و لكن هذه المرة......كانت الصورة سوداء...نعم سوداء تماما.
احتار الاخوة ولكن المرعب لم يكن هذا، فقد سمع الصبية خطوات خفيفة من خلفهم.
التفتوا ، يمينا، و شملا، ولكن لم يكن هناك شيئ !!
قرر الثلاثة العودة الى السطح. اتجهوا  بسرعة و هم يصرخون و لكن فوجئوا باختفاء المخرج.
انقطعت الانوار فجأة وعادت أصوات المشي الى الظهور...ارتعب الصغار ثم حاولوا بجهد كبير ايجاد احد زوايا الغرفة للاحتماء بها، ولكن دون جدوى...ان هذه الغرفة اكبر مما يتخيلون...تجمع الثلاثة في جهة واحدة ولكن اصوات الخطى الخفيفة  السريعة  عادت من جديد.
لازالت الكهرباء منقطعة و فجأة! توقفت خطوات المشي عن اصدار الاصوات...شعرت كريستي الصغيرة الباكية بشخص يلمس يدها ولكنها لم تعرف من او ماذا...عادت الكهرباء فاستدار الاطفال بهدوء...بهدوء شديد لكنهم  لم يجدوا شيئا ... انقطعت الانوار مجددا ، ولكن الاطفال لم يرتعبوا كما في السابق..لقد تأكدوا من ان لا احد في الغرفة...تعود الانوار مجددا ، فيلتفتون الى الخلف و اذا بمخلوق مرعب اسود ذو اربعة ايدي مضرجة بالدماء يفاجئهم بهدوء ويلتهم الصغيرة كريستي!!!!
اغمي على سويل فسحبه الوحش و قتله ثم اخد يكسر عظامه واحدة تلو الاخرى....حاول كاميل الهروب و لكن الى اين؟؟؟! امسكه الوحش بهدوء ...نظر اليه بتمعن ثم...ثم...انتزع عيني كاميل من محجريهما بوحشية!!! ثم اطعمهما الى قطته السوداء ..انتزع روح هذه القطة ثم اخذ مكانها ...

منذ ذلك اليوم ، صار الناس في البلدة المجاورة يرون في الليل قطة سوداء ضخمة الجسد ، ذات عينين عسليتين كبيرتين...انهما عينا كاميل....وعندما تنظر القطة الى مرآة او قطعة زجاء، فانهم لايرون ظلها ...وانما ظلكائن مخيف  طويل ....

قصص قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن