الحلقة الثالثة عشر

13.1K 288 1
                                    

استيقظت فى صباح اليوم التالى اعتدلت فى نومتها وهو تمسح وجها بكف يدها ثم مررت نظرها بالغرفة باحثة عنه لم تجده تنهدت بقوة ولكن تذكرت ان اليوم هو يوم عطلته فا اين ذهب نهضت من فراشها واخرجت ملابس مريحة من خزانتها فاهى لا ترتدى امامها سوى الملابس الفضاضة حتى لاتبين معالم جسدها الانوثى توجهت نحو المرحاض واخذت حمام دافئ ثم خرجت وصففت شعرها ثم ارتدت حجابها نعم هى تعلم انه لايوجد فى المنزل رجل سواه ولكنها سوف تحرص على ان تكون المعاملة بينهما سطحية فاليلة امس كانت اول ليلة يراها بشعرها عندما افاقت وجدته يمرر اصابعه على شعرها برفق .... دلفت داليا داخل مكتبه وجدته يضع رأسه بين كفيه وعلى وجه معالم الارهاق الشديد فقالت بتعجب : احمد
رفع رأسه لها بثقل وقال بخفوت : نعم ياداليا
داليا بقلق : مالك ؟؟!
ارجع رأسه الى الوارء واسندها على المقعد وقال بصوت مرهق : مفيش ياداليا مصدع وتعبان شوية بس
اقتربت منه وضعت يدها على جبينه تتحسسه فوجدت حرارته مرتفعة جدا شهقت بفزع وقالت : حرارتك عاليا اوى يا احمد قوم يلا البس وخلينا نروح للدكتور
احمد بنبرة هادئة : دكتور ايه بس يا داليا انا كويس متقلقيش .. شوية كده وهاتلاقينى بقيت كويس
داليا باستسلام : طيب بس روح ارتاح فى الاوضة لغاية ما اجبلك برشام خافض للحرارة واعملك حاجة دافية
احمد بنبرة مرح : انا عارف مش هاترتاحى غير لما اعملك اللى عيزاه انتى زى ماما بظبط اللى يرحمها .. حاضر ياستى هاروح الاوضة وارتاح واستنى جنابك لغاية ما تجيبى البرشام والحاجة الدافية
قهقهت بخفة وقالت : يعنى كمان انت اللى مش عاجبك
وقف قبالها وامسك وجها بين كفيه وهو يقول بمداعبة : لا ازى هو انا اطول لما داليا هانم تبقى مهتمة بيا
داليا بابتسامة عذبة : هههههههههه ايوه سبتنى بالكمتين دول
احمد بنبرة حانية : والله هاتوحشينى البيت هايبقى وحش من غيرك يادودو اغلس على مين انا دلوقتى لما تمشى
داليا بنظرة ذات معنى : ماهى مرام موجودة وقاعدة معاك غلس عليها براحتك
تبدلت ملامح وجه الى الحزن والغضب فلاحظت غضبه وقالت محاولا تغير مسار الحديث : متقلقش كل يوم هاتلاقينى ناطة عندك
احمد : هههههههه معتقدش عمرو هايوافق ده هو ماهيصدق يتجوز
داليا بابتسامة ماكرة ونبرة قوية بعض الشئ : ههههه وهو يقدر يقولى على حاجة لا طيب
اجابها وهو يغمز لها بعينه : ايوه ياجامد انت يامسيطر
داليا بابتسامة اعتزاز : طبعا يابنى اختك مش ساهلة
قبل رأسها بحنان وقال : ربنا يهنيكم ياحبيبتى .. يلا بقى انا طالع الاوضة لاحسن مش قادر اقف على رجلى والله
داليا بنبرة حزينة : احمد مكلمتش يوسف
تنهد تنهيدة حارة وقال : كلمته من يومين وقالى لسا مش عارف امتى جاى
داليا بنبرة الم : وحشنى اوى والله ... انا كلمته برضوا بس من اربع او تلات ايام
بادلها احمد نبرة الحزن والالم وقال : اه والله وانا كمان وحشنى اوى الجزمة ده هو قالى انه هاينزل قريب اوى بس لسا مش عارف امتى
داليا بنبرة حماس : بجد .. يارب ينزل قريب وميتأخرش
ابتسم لها بحنان ثم توجه الى غرفته ومدد جسده القوى على الفراش بارهاق شديد وهو يتأوى من كثر الالم الذى يسيطر على جسده .... رأت مراة داليا متجه نحو المطبخ فقالت لها بابتسامة صافية : صباح الخير
بدالتها داليا الابتسامة وقالت : صباح النور
مرام بنبرة متسائلة : ايه رايحة فين
داليا بنبرة قلق : رايحة اعمل حاجة دافية لاحمد شكل اخد دور برد حرارته عالية اوى
لم تعرف لماذا قبض قلبها عند سماعها انه مريض فقالت لها محاولة عدم اظهار قلقها واهتمامهاولكنها فشلت فقلد شعرت داليا بقلق الذى سيطر على معالم وجها : خلاص روحى انتى ياداليا انا هاعمله
ابتسمت لها بحنان وقالت : طيب
قامت بتحضير كوب من الليمون الساخن واخذت معه دواء خافض للحرارة واتجهت نحو الغرفة ترددت قبل ان تدخل فطرقت الباب بهدؤء اتاها صوته قائلاً : ادخلى ياداليا
دلفت الى الداخل ووضعت كوب الليمون امامه ومعه الدواء فوجدته ينظر لها بجمود تلاقت اعينهم ثم قالت بنبرة حادة بعض الشئ : اشرب اللمون ده وخد البرشام هايخفض الحرارة شوية
اشاح بوجه عنها وقال بوجه عابس : انا بقيت كويس يامرام تعبتى نفسك ليه وعملتى .. انا مش عايز
احست بوغز كلماته تنغز قلبها وقالت محاولة عدم اظهار تأثرها بكلماته الجارحة : لا انت مش عايزة تشربه علشان انا اللى عملاه .. على العموم لازم تاخد الدوا واللمون ده علشان حالتك متسؤش واوعدك ان بعدين اخلى داليا تعملك كل حاجة .. وقريب اوى هارتاح وهاريحك منى .. ثم ولته ظهرها ورحلت احس بغصة فى قلبه لماذا يعامله بهذه المعاملة القاسية والجافة اليس هى حبيبته وزوجته وهو يشعر انها ليس لها ذنب بأى شئ ولكن ليس لديه دليل والشك يقتله كل يوم
*********************************************
شذى : ادينى قابلتك زى ما طلبت قول بقى انت مين
شهاب بنبرة جادة: تمام انا عارف كويس انك بتكرهى مرام وكمان عارف كويس انك انتى اللى بعتى CD
تسلل الخوف الى قلبها وقالت بصدمة ممزوجة بغضب : انت عرفت الحجات دى ازى
تجاهل سؤالها واكمل قائلاً : بس كل ده تعب على الفاضى ولعب عيال لو عايزة تفرقيهم فعلا يبقى بالطريقة اللى هاقولك عليها
هبت واقفة وقالت بانفعال شديد : انت شكلك فاضى انا ماشية عن اذنك
امسك معصم يدها واجلسها مرة اخرى بهدؤء وقال بابتسامة ماكرة : اقعدى بس مالك اخد فى نفسك كده ليه انا مش هأذيكى متخافيش انا عايز اساعدك وشايف ان احنا الاتنين هنبقى ثنائى حلو اوى
هدأت ثورتها قليلا ثم قالت بنبرة صارمة : انت مين وعرفت المعلومات دى ازى ومن مين
شهاب بابتسامة خبيثة : ليا مصادرى الخاصة اما انا مين فا انا ليا حساب قديم مع مرام وحابب اصفيه ولو اتعاونا انا وانتى هايخلالك الجو مع احمد ده وانا هاخد حقى هااا قولتى ايه
صمتت قليلا تفكر فى الامر ثم تنهدت تنهيدة حارة وقالت بنبرة مترددة: وانا ايه عرفنى ان كلامك صح وانك مش عايز تضحك عليا ولا حاجة
قهقه بقوة قائلاً : لو انا بكدب عليكى او عايز استغلك واضحك عليكى كان زمانى روحت وقولت المعلومات دى لاحمد وكمان بالدليل
شذى بنبرة جادة : عايز تاخد حقك ازى
وقف وقال بنبرة اكثر جدية : هاتصل بيكى وهاقولك هانعمل ايه .. سلام
تابعته بنظرها وهى شاردة فى كلامه لاتشعر له بالارتياح ولكن تناست ذلك الشعور وتذكرت انه سوف يساعدها على ان تتخلص من مرام وتسترجع احمد
***********************************************
كانت تجلس مرام بصحبة داليا فى حديقة الفيلا رأت جهاد قادمة اليهم وقفت داليا ومرام مجرد رأيتهم اياها وعلامات السعادة بادية على وجهوهم اقتربت منهم واحتضنتهم ( جهاد شقيقة عمرو )
داليا بسعادة غامرة : والله ما مصدقة وحشتينا يابت ياجهاد
جهاد بابتسامة عذبة : اه والله وانتو اكتر
قالت مرام مداعبة اياها : ما انتى مقضياها فسح هاتفتكرينا ازى
قهقهت بقوة وقالت : اخس عليكى يامرام بعدين مش كنت بتصل بيكم ياندلة انتى وهيا
داليا بنبرة فضولية : هااا احكيلى عملتى ايه
جهاد بابتسامة : يوووه ده احنا اتفسحنا فسح انا والبنات
داليا بنبرة متحسرة : ياريتنى كنت روحت معاكى مش كنتى اخدتينى معاكى
جهاد بوجه عابس وغاضب : على اساس ان عمرو ولا احمد كانوا هايوفقوا دول دماغهم زى بعض قفل .. انا بالعافية سافرت عمرو مكانش عايزنى اسافر لولا بس قدرت اقنع بابا وخلانى اسافر
قهقهت مرام وقالت : عمى محمد غلبان
بادلتها الضحك وقالت : اوى اوى والله ... مبروك صح يامرام
اصتنعت ابتسامة وقالت : الله يبارك فيكى
داليا بنبرة حزينة : امال فين عمرو ياجهاد ليه مجاش معاكى
ابتسمت لها بمكر وقالت : ايه مش قادرة تبعدى عنه امال امبارح طفشتيه ليه جه البيت وحكالى قعدت اضحك والله
رمقتها داليا بنظرة اغتياظ وقالت : هو قالك .. طيب لما ياجى بس
قهقهت جهاد بقوة وقالت : يابت بطلى افترى ولا علشان اخويا غلبان يعنى
داليا بنبرة سخرية : اخوكى غلبان !! ده انا اللى غلبانة والله
قهقهت بقوة كل من مرام وجهاد
***********************************************
اتى المساء سريعا اتجهت الى حجرة نومها وفتحت الباب سمعته يتحدث مع احد ما بانفعال شديد ويقول : يعنى ايه يهرب منك ازى ياسالم .......... ده واحد خطير وبعدين ده كان تحت مسؤليتى انا لازم نلاقيه ........ لا هايعمل هو البلاوى اللى عملها قليلة ...... طيب سلام دلوقتى انا جاى على القسم هاشوف الموضوع ده
انهى حديثة واخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وهم بالذهاب اوقفته قائلة : مينفعش تطلع دلوقتى انت لسا تعبان
رمقها بنظرة قوية فانزلت رأسها ارضا خجلا ثم رحل من دون ان يرد عليها غضبت من نفسك بشدة فاهى للمرة الثانية تهين نفسها وغضبت من معاملته لها اصبحت لاتتحملها حتى انه لم يكلف نفسه ويرد عليه بل رمقها بتلك النظرة ورحل اتجهت نحو الفراش وحاولت النوم ولكن دون جدوى فاقلقها كان اقوى من ان يجعلها تغفو فى نوم عميق اعتدلت فى نومتها وجلست على الفراش وهى تشعر بالقلق الشديد عليه لم تستطيع النوم وقررت ان تنتظره الى حين يأتى لتطمئن عليه ظلت تنظر الى الساعة المعلقة على الحائط امامها بشرود وتتابع عقارب الساعة وهى تتحرك وتتمنى ان يمر الوقت سريعا ويعود لها مر وقت طويل وهى تنتظره ثم سمعت صوت سيارته بالاسفل فا اتجهت نحو شرفة غرغتها وعندما وجدته يترجل من سيارته اسرعت الى الداخلى ونامت على فراشها وتدثرت بالغطاء جيدا وتظاهرت بالنوم وبعد دقائق محددة سمعت صوت الباب الغرفة يفتح تسارعت ضربات قلبها بشدة عندما احست به وهو يترحك بالغرفة لم تعرف سبب ذلك الشعور ولكن تجاهلته .. ابتعلت ريقها بعصوبة وتجمد الدم بعروقها ودقات قلبها تسارعت بقوة واصبح صدرها يعلو ويهبط عندما سمعته يقول : قومى يامرام انا عارف انك صاحية
.... كيف علم انها ليس نائمة .. ابعدت الغطاء من عليها واعتدلت فى نومتها وقالت له بتوتر بالغ : ازى عرفت انى صاحية
احمد بنبرة جامدة : شوفتك وانتى واقفة فى البلكونة
تسارعت دقات قلبها اكثر واصبحت كالمطرقة حدثت قلبها قائلة : لماذا تنبص بقوة هكذا كف عن هذا
حدثها قلبها قائلاً : لا استطيع فا هذا شئ خارج عن ارادتى كلما شعرت به انبض بقوة
انتشلها من شرودها قائلاً : ايه اللى مصحيكى لغاية دلوقتى
قالت بنبرة متعلثمة : لا عادى مكنش جايلى نوم
رمقها بنظرة سخرية ثم قال : مكنتش له داعى القلق ده كله انا كنت رايح القسم فى موضوع وراجع تانى انا شايف انك قلقتى نفسك على الفاضى
حملقت به صامته وهى ترمقه بنظرات نارية وتحدث نفسها قائلة : يالك من خبيث كيف علمت بكل هذا ولكن لم اسمح لك بالتمادى علي اكثر من ذلك
اردفت قائلة بنبرة باردة كالثلج : وانا اقلق ليه اصلا .. اساسا ميهمنيش و انا قولتلك انى مكنش جايلى نوم مش اكتر من كده ولا اقل
تنهد بقوة وقال بنبرة قوية ممزوجة بابتسامة ساخرة : و لما انتى فعلا زى مابتقولى ليه اول ماشوفتينى نازل من العربية جريتى ودخلتى الاوضة وعملتى نفسك نايمة
حدثت قلبها قائلة : يالك من شخص متعجرف ارأيت ياقلبى لماذا انت تبض بقوة من اجل ذلك الشخص عديم الاحساس ولا يشعر بأحد .. لن اسمح لك ان تبض بقوة مرة اخرى من اجله افهمت
القت نظرة اليه فوجدته يمدد على اريكته ويغمض عينه ببطئ وعندما وجدته حول نظره اليها اشاحت بوجها سريعا وتدثرت بالغطاء محاولة ارجاع النوم الذى فر من عينها منذ ان رأته
*******************************،****************
مر الاسبوع سريعا ولم يشعر به ابطالنا واتى يوم زفاف عمرو وداليا وبعد انتهاء الحفل توجه عمرو وداليا الى منزلهم الجديد
عمرو : هاااا ايه رأيك فى الشقة بقى
داليا بانبهار : تحفة ياعمرو ياحبيبى والالوان جميلة اوى فعلا مفاجئة تحفة
عمرة بابتسامة خبيثة : طيب تعالى بقى افرجك على اوضة النوم
سرعان ما ظهرت علامات الخجل والتوتر على وجها وقالت بنبرة متلعثمة : لا تعالى فرجنى على اوضة الاطفال والمطبخ الاول
عمرو بنبرة ماكرة : مطبخ ايه بس ده ياحبيبتى واوضة اطفال ايه
ابتعلت ريقها بصعوبة وقالت بتمثيل الالم وهو تمسك بقدمها : ااااه رجلى شادة عليا اوى ياعمرو استنى هاقعد فى الصالة هنا شوية لغاية ماتخف
ارتسمت على وجه ابتسامة عذبة وهو يفهمها جيدا ويعلم ان تصتنع الالم وقال بنبرة عشق وهو يهم بحملها : ولا يهمك ياحبيبتى انا اشيلك وترتاحى براحتك جوه
داليا بنبرة غاضبة ممزوجة بخجل : عمرو نزلنى
قال وهو يدفع باب الغرفة بقدمه لينفتح : حاضر هانزلك بس مش هنا خالص
ثم دلف الى الداخل وركل الباب خلفه بقدمه مرة اخرى ......
***********************************************
تركت غرفتها متوجهة الى مكتبه لتخبره بذلك القرار الذى اتخذته منذ اسبوع .......  

شموخ انثى (الجزء الأول) - الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن