الحلقة الواحد والعشرون

11.9K 276 2
                                    

توجه الى تلك الفتاة وكان الشجار داخل احد محلات الملابس قاد خطى سريعة نحو ذلك المحل دفع الباب بقدمه بقوة وامسك بذلك الرجل من ليقاته واداره اليه وكور قبضة يده ثم بدأ يلكمه فى وجه بقوة بعد ان كان يحاول تقبيل تلك الفتاة ... هوى على الارضية مثلوب القوى وهو يتألم بقوة والدماء تثيل من كل جزء فى وجه لم يكتفى منه بعد بل ظل يكلمه بقدمه فى معدته بقوة واخذ الرجل يتأوه من الالم ... القى نظرة الى الفتاة وجدها تجلس فى ركن بعيد وتضم قدمها الى صدرها وتبكى بشدة جثى على ركبيته امامها وتمتم بنبرة قلقة :
_ جهاد انتى كويسة ؟
اؤمات برأسها له عدة مرات ودموعها تنهمر على وجنتيها بقوة امسك بيده وساعدها على النهوض وتوجه بها نحو السيارة فتح لها الباب الامامى بجانبه وتمتم بهدؤء :
_ اركبى
استقلت بالسيارة ثم اغلق الباب مرة اخرى والتف حول السيارة من الجهة الاخرى واستقل بالمقعد المجاور لها ثم هتف بانفعال بسيط :
_ ملقتيش غير المحل ده اللى تدخليه والمحل باين عليه مش تمام ومرطون فى حتة فاضية ومفيهاش حد
ازداد بكائها واخذت تصدر شهقات متتالية فا اردف وهو يحاول السيطرة على انفعالاته :
_ ممكن تبطلى بكى وتفهمينى ايه اللى جابك هنا
توقفتةعن البكاء وتمتمت بصوت مبحوح :
_ انا كنت ... انا وصحبتى طالعين وبنتمشى وهى ركبت تاكسى وروحت وانا شوفت المحل ده وعجبنى الهدوم حبيت ادخل اتفرج ودخلت قعدت اتفرج لاحظت ان الراحل ده بيبصلى بطريقة مش كويسة واول ما جيت اطلع مسكنى وقفل الباب .....
لم تستطيع الاسترسال فى الحديث فقد بدأت فى البكاء المرير مرة اخرى كور قبضة يده وضغط عليه بشدة وهو يجز على اسنانه ثم هتف بانفعال شديد ونبرة حادة :
_ لما تكونى وحدك والمحل يكون فيه راجل متدخليش مفهوم وبذات لو فى مكان فاضى زى كده وحنى لو ست فاهمة ياجهاد ولا لا ... كويس انى جيت فى الوقت المناسب ولحقتك
ظلت تنهمر دموعها على وجنتيها بصمت بينما هو انكلق بالسيارة متوجها نحو منزله .....
جهاد بنبرة ضعيفة ونظرات متعجبة :
_ انت رايح فين ؟؟!
يوسف بنبرة جادة :
_ هاوديكى البيت عندينا عمرو قاعد هناك هو وداليا وحتى تكونى هديتى شوية علشان متروحيش البيت بالمنظر ده وابوكى ومامتك يقلقوا عليكى
نظرت له بأمعان وهى تتأمل ملامح وجه فحول نظره اليها اشاحت بوجها سريعا للجهة الاخرى فى خجل
***********************************************
داخل احد المطاعم الفاخرة والتى تتميز بالاناقة والجدارن مزينة بالنقاشات والزخارف الانيقة ذات اللون القرمزى والارضية من اللون البنى والطاولات تزينها مفارش ذات اللون الذهبى ....
على احد الطاولات ....
علاء بابتسامة رقيقة :
_ هاا حابة تتغدى ايه
شذى بعدم اكتراث :
_ مش عايزة
علاء بتصنع الغضب :
_ بت انتى متبقيش فقر
عقدت جبينها بغضب وهتفت با اغتياظ :
_ انا فقر
علاء بمداعبة :
_ ايوه فقر يعنى انا عازمك ومظبطك وكمان مش عاحبك ... انتى تعرفى الوجبة بكام هنا
قهقهت بقوة وقالت با استهزاء :
_ اهااا قول ان انت اصلا مش مسامح فى الفلوس وعلشان كده انا مش هاكل
قهقه هو الاخر بدوره وهتف بابتسامة وهو يغمز لها :
_ مفيش حاجة تغلى عليك ياجميل ... هاا يلا بقى قولى عايزة ايه
شذى بهدؤء :
_ اى حاجة
زم شفتيه فى اغتياظ وهو يعض على شفتيه السفلى وهتف قائلا :
_ اللهم ما طولك ياروح ... انجزى يابت
قهقهت بقوة وهتفت ما بين ضحكاتها :
_ خلاص خلاص هاقول
***********************************************
اوقف السيارة وترجل منها وكذلك هى فوجدت اخيها يجلس فى حديقة الفيلا هرولت اليه وعانقته بشدة وهى تبكى عقد حاجبيه فى غضب ممزوج بالقلق عندما وجدها هكذا ... ابعدها عنه وهتف بنبرة قلقه وهو يحول نظره بينها وبين يوسف :
_ فى ايه يا جهاد !!؟
يوسف بنبرة رخيمة :
_ متقلقش ياعمرو مفيش حاجة
عمرو بانفعال بسيط :
_ امال بتبكى ليه ؟؟
جفتت دموعها با اطراف اناملها وتمتمت بخفوت : انا بس حصلت معايا مشكلة ويوسف لحقنى ... مفيش حاجة
عمرو متسائلا باستغراب :
_ مشكلة ايه !!
تنهدت بقوة ثم بدأت تقص عليه كل شئ وسط نزرات يوسف له الغامضة التى اخجلتها جدا ........
عمرو باندفاع :
_ يعنى محل فى مكان زى كده اكيد هايكون مش تمام ايه اللى يدخلك
يوسف بنبرة حادة :
_ نفس اللى قولتهولها
اخفضت رأسها ارضا وتمتمت بصوت ضعيف :
_ وانا ايه عرفنى ان هايكون كده ياعمرو
لامس على وجنتيها بحنان وهتف بهدؤء : خلاص حصل خير والحمدالله انها جات على قد كده ويوسف لحقك اكلعى اغسلى وشك واهدى كده ... وتعالى علشان اوصلك البيت انا وماشى فى طريقى
جهاد بتساؤل :
_ هى داليا معاك
عنرة بنبرة عادية :
_ ايوه قاعدة فوق مع مرام
اؤمات برأسها له ثم غادرت وكذلك يوسف توجه الى صديقه مرة اخرى .. وبعد مرور وقت قصير هبطت داليا بصحبة جهاد واوصل جهاد الى الننزل وجلس مع ابيه وامه قليلا ثم رحل هو وداليا وتوجهوا الى منزلهم ........
***********************************************
عاد الى المنزل فى تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل كان يسير فى طريقه الى غرفته وهو شارد الذهن يفكر فى اشياء عديدة فى عمله وحياته وذلك الذى يدعى شهاب دلف الى غرفته وهو يسير بخطواط بطيئة ثم توجه نحو فراشه وتمدد بجسده عليه وهو يضع قبضتى يديه خلف رأسه وهو مازال شارد لدرجة انه لم يلاحظ عدم وجودها بالغرفة ........
افاق من شروده ونظر بحانبه على الفراش لم يجدها مرر نظره فى الغرفة باحثا عنها ثم سمع صوت مياه صنبور المياه فى الحمام فعلم انها بالداخل ارتسمت على ثغره ابتسامة شيطانية وهب واقفاً وبدل ملابسه سىيعا وارتدى ملابس المنزل المريحة وتوجه الى الفراش مرة اخرى وتظاهر بالنوم .. خرجت هى من الحمام شهقت بفزع عندما رأته منذ متى وهو هنا ... هزت رأسها فى حيرة وتوجهت نحو المرأة ووقفت امامها وبدأت فى تسريح شعرها كان ينظر لها بابتسامته الساحرة ثم انتهت من تصفيف شعرها اغمض عينه مجددا بسرعة وضعت فرشاة الشعر بمكانها المخصص واستدارت وتوجهت نحو الفراش لتخلد الى النوم والقت نظرة اليه نظرة شوق ولهفة واشتياق وحزن اقتربت منه وغلغلت اصابعها فى شعره الكثيف وتعبث بخصلات شعره ... ثم انحت وطبعت قبلة رقيقة على جبينه وفجأة فتح عينه وهو يرفع حاجبه الايسر وعلى ثغره ابتسامة لؤم ....
شعرت وان قلبها توقف عن النبض من صدمتها كانت تظنه نائم لم تتوقع انه مستيقظا ويتظاهر بالنوم .... تجمدت دماء وجها وظهرت عروقه وشحب لو وجها ابتعلت ريقها بصعوبة ولم تجد شئ لتقوله وتبرر عن ما فعلته ابتعدت سريعا عنه وتمددت على الفراش فى الطرف الاخر ودثرت نفسها بالغطاء الى اعلى رأسها وصدرها يعلو ويهبط وكأنها كانت فى سباق للعدو للتو وصوت انفاسها اللاهثة يستطيع سماعه مازالت الابتسامة الخبيثة لا تفارق وجه اقترب منها وقرب شفتيه من اذنها وتمتم بصوت يقارب الى الهنس ونبرة جريئة :
_ بس انا البوسة دى متمليش عينى
جحظت عيناها واصبح قلبها ينبض كا المطرقة ابتعلت ريقها بتوتر شديد واستجمعت قواها واعتدلت فى نومتها وهى تضم الملائة الى صدرها بارتباك وتهتف باندفاع :
_ لو محترمتش نفسك هاقوم واسيب الاوضة خالص وانام فى اوضة تانى
احمد بلؤم :
_ ورينى هاتعمليها ازى
هبت واقفة وامسكت بالوسادة واليد الاخرى الغطاء وسارت باتجاه باب الغرفة وامسكت نقبض الباب وجذبته الى الخلف وقبل ولكن وجدت يده تقبض على يدها بقوة ويجذبها اليه واغلق الباب بطرف قدمه وتمتم بصوت يقارب الى فحيح الافعى :
_ ميصحش تسيبنى وتنامى فى اوضة تانى دى اولا اما ثانياً .... هتف بنبرة حادة :
_ انتى مش ملاحظة انك طالعة بشعرك وبالعباية الضيقة دى شكلك نسيتى ان يوسف قاعد فى البيت
رمقته بنظرة مشتعلة وهتفت بانزعاج :
_ لا منستش وابعد عنى
لوى يدها خلف ظهرها وحاوطها من خصرها وجذبها اليه اكثر وتمتم بنبرة خبيثة :
_ ابعد !! ده انا هاقرب اكتر واكتر كمان
مطت شفتيها بغضب شديد ممزوج بالخجل والتوتر ورمقته بنظرة نارية و ....
مرام : اعاااااا
وضع كف يده على فمها وهو بهتف بتصنع الحدة :
_ هششششش اتجنيتى
مرام بنبرة قوية وصارمة ونظرة مشتعلة :
_ ابعد عنى
احمد بنبرة لؤم :
_ قولتلك لا
عادوت الصراخ مرة فقهقه بقوة وهتف بنبرة تحدى :
_ صرخى براحتك مش هاسيبك
مرام : اعااااااااااا
وضع كف يده مجدداً على فمها وهتف وهو يعض على شفتيه السفلى با اغتياظ :
_ اسكتى ايه صوتك ده سرينة اسعاف جالى طرش
قطع تلك اللحظة رنين هاتفه فنظرت بطرف عينه على الهاتف وتمتمت وهو تحاول التكلم وتقول له " اجيب على الهاتف " و ....
مرام بصوت مكتوم : اممممم... اممممم
احمد بابتسامة باردة :
_ مش هارد
قكبت حاجبيه فى اغتياظ شديد وغضب ثم غرست اسنانها فى يده وعضته فا ابعد يده عنه سريعاً وافلتها من قبضته وهو يحاول عدم اظهار المه الذى شعر به بينما هى هرولت راكدة الى الحمام واغلقت الباب جيدا بالمزلاج وصدرها يعلو ويهبط ثم سمعته يهتف با اغتياظ :
_ ماشى يامرام
ابتسمت يا انتصار وهى تحاول كتم ضحكاتها
امسك بهاتفه واجاب على المتصل هاتفياً قائلاً : الو يا سليم
سليم :
_ ايوه يا احمد انا عرفت مكان الرقم اللى اتصل منه شهاب
احمد باهتمام شديد : فين ؟
سليم بنبرة استهزاء وغضب :
_ طلع اذكى مننا شكله كان عارف اننا هانتبع الرقم ونعرف مكانه من خلاله فا اتصل من محل فى الشارع يعنى مش من تلفونه
احمد بنبرة متغطرسة :
طيب ما انا كنت متوقع ده ... بس برضوا مش هايفضل كده مستخبى منى كتير هاجيبه يعنى هاحيبه ومسيره يعمل حركة غبية منه توقعه فى المصيدة
سليم بابتسامة عذبة :
_ المهم انا عرفت كمان مين اللى سرق فى موضوع السرقة دى
اتسعت ابتسامته وهتف بلهفة :
_ مين يا سليم
سليم بنبرة جادة :
_ لما تاحى بكرة القسم هاقولك على كل حاحة بالتفاصيل
احمد بهدؤء :
_ طيب
كانت تستمع له با اهتمام شديد وعلمت انع مازال يبحث عن ذلك الذى يدعى شهاب خفق قلبها بشدة من القلق وتبدلت ملامح وجها وفتحت باب الحمام وخرجت وجظته يقف فى شرفة الغرفة ويستند بجسده للامام على السور توجهت اليه بخطواط متعثرة ثم وقفت بجانبه وهتفت بنبرة خافتة :
_ انت لسا بتدور على شهاب ده
قال وهو ينفث دخان سيجارته من فمه بشراسة :
_ امال هاسيبه يفلت منى بعد كل اللى عمله نهايته على ايدى بأذن الله
تنفست الصعداء وتمتمت بنبرة راجية :
_ يا احمد ابعد عنه ابوس ايدك انا عرفاه كويس البنى ادم ده ... ده ممكن يعمل اى حاجة علشان ينقذ نفسه
ابتسم بغطرسة وهو مازال ينفث دخان سيجارته من فمه بقوة وهتف قائلا بعدم اكتراث :
_ وانا حابب اعرف هايعمل ايه علشان ينقذ نفسه منى وبعدين هو انا هاخاف منه
اشاحت بوجها بعيداً منه وهى تزفر بخنق فا التفت اليها وهتف بنبرة لؤم :
_ خايفة عليا ؟
رمقته بنظرة مشتعلة وهتفت با اغتياظ :
_ لا
ثم دلفتة الى الداخل ومددت جسدها الضئيل على الفراش وتدثرت بالغطاء واغمضت عينها لتستسلم سريعا للنوم بينما هو كان يبتسم لها بعطف ... اطفأ سيجارته وتوجه هو الاخر للنوم وتمدد بجانبها واتستسلم للنوم بدوره سريعاً..............
**********************************************
داليا بنبرة حانية :
_ عمرو انا كنت عايزة اثولك على حاجة بس حصلت المشكلة بينا وكده ومقدرتش اقولك
اعتدل فى جلسته وانصت له باهتمام شديد وتمتم بهدؤء : حاجة ايه يا داليا قولى ؟؟!
اخذت تفرك يدها بتوتر وخجل ثم تمتمت بصوت هامس لا يكاد يسمع :
_ انا حامل
الحمت الدهشة لسانه وظل ينظر له بذهول وهو غير مصدق ولكن سرعان ما ارتسمت ابتسامة سعادة على وجه ومد يده يتحسس بطنها برقة ثم جذبها الى صدره وهو يلانس على شعرها بحنان ثم تمتم بخفوت ونبرة سعادة :
_ ربنا يخليكى ليا ياحبيبتى انتى والشقى اللى جاى ده
ابتعدت عنه وهتفت بعفوية :
_ انت نفسك فى ولد ولا بنت
لامس على وجنتيها با اطراف انامله فهتف :
_ كل اللى يجيبه ربنا حلو ياحبيبتى اهم حاجة انه حتة منك
عانقته بقوة دام ذلك العناق للحظات طويلة ............
**********************************************
يجلس بغرفته وهو شارد الذهن ... لم يعرف لماذا عندما رأى ذلك الرحل يحاول الاقتراب منها شعر انه يريد ان يفتك به ويبرحه ضرب ويبرحه ضرب حتى الموت تلك الشعور لم يشعر به منذ سنين عندما قرر ان يضع قواعد وحواجز لقلبه ولا يجعل اى امرأة تتعدى تلك الحواجز اى كانت لا يستطيع انكار انها حركت مشارعه الصلبه والحامدة ولكنه ذكر نفسه بعجزه وضعفه وبالتأكيد لا يوجد فتاة تقبل الزواج من شخص عاجز من ان حالته الصحية تحسنت جدا واصبح يستطيع المشى على قدمه وقريب جدا سوف يعود لحياته العادية ويعود مثل اى رجل عادى ولكن تلك الظروف العصيبة التى مر بها ترغمه على عدم الدخول بأى علاقة جديدة خشية من ان تفعل مع مثلما فعلت معه حبيبته السابقة ... اصبح يكره كل شئ يتعلق بالحب لا يريد الوقع فى شباكه مجددا .....
***********************************************
فى مساء اليوم التالى .....
عاد الى المنزل قاد الخطى نحو غرفته فتح الباب ودلف الى الداخل لم يجدها ظن انها بالحمام ذهب نحو الحمام لعلها تكون فى الداخل ولكن لا اثر لها دخل القلق الى قلبه فصاح قائلا :
_ مرااام !!
توجه نحو خزانته وجد ملابسه وجميع اشيائها بها ظهرت قسمات الغضب على وجه خشية من ان يكون ذلك الذى يدعى شهاب فعل لها شئ طرد تلك الافكار من رأسه وخرج من الغرفة وهو يبحث عنها فى جميع الغرف لعلها تكون بأحداهم ولكن هيهات لا اثر لها .... مسح هلى فروة شعره بكف يده وهو يهتف بانفعال شديد ممزوج بالقلق :
_ راحت فين دى كمان دلوقتى
توجه نحو مكتبه ليجرى احد الاتصالات ومجرد ما ان فتح باب المكتب جحظت عيناه وتبدلت ملامحه ..............

_ يتبع ..........  

شموخ انثى (الجزء الأول) - الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن