الحلقة الرابعة عشر

13K 307 1
                                    

دقت باب المكتب عدة طرقات خفيفة فسمح لها بالدخول سارت بخطواط متعلثمة ومترددة تجاه مكتبه ذو اللون البنى وعليه بعض الزخارف ذات الطراز الحديث .. وقفت بمسافة بعيدة عنه نسبيا وقالت بنبرة شبة قوية : عايزة اتكلم معاك فى موضوع
اجابها بعدم اكتراث وهو منهمك فى بعض الملفات التى امامه ولم يرفع نظره اليها : اجلى الموضوع شوية لما افضى انا دلوقتى مش فاضى
مرام بنبرة جادة : الموضوع مهم ومينفعش يتأجل
اخرج زفيرا قوى بخنق وقال بتذمر وهو مازال لم يرفع نظره اليها : خير هو ايه الموضوع اللى مينفعش يتأجل ده
اخذت نفساً عميقا واخرجت زفيراً قوى وكأنها تستمد قوتها لتخبره بما تريد ثم قالت بنبرة قوية : انا عايزة اطلق
عند سماعه اخر جملة ترك القلم الذى بيده ثم رفع نظره لها فوجدها تقف فى مواجته وفى عينها علامات الرهبة والتوتر ولكنها تحاول اظهار عكس ذلك وتتصنع الشجاعة والقوة فقال لها بنظرة ثاقبة وهدؤء مخيف وكأنه هدؤء ماقبل العاصفة : عايزة ايه !!!
استجمعت قواها وقالت بنبرة اكثر جدية : عايزة اطلق
رجع بالمقعد للخلف ورفع يده ليمررها فى خصلات شعره السوداء بعبوس شديد ثم هب واقفاً والتف حول المكتب واصبح قبالها واتكأ للخلف على مكتبه ووضع قبضتى يديه فى جيبى بنطاله وقال بنظرة مفترسة : والسبب
مرام بنبرة غاضبة : مش عايزة اعيش معاك مش غيزاك
اعتدل هو فى وقفته وسار نحوها ووقف امامها مباشرة ولا يفصله عنها سوى خطوة واحدة وقال بصوت رجولى خشن : ولما انتى مش عيزانى اتجوزتينى ليه ووفقتى على جوازنا ليه لتكونى فاكرة ان الجواز ده لعب عيال
مرام بغضب بالغ : مش عايزاك مش عايزة اعيش مع واحد بيشك فيا مش قادرة استحمل معاملتك المهينة ليا وكلماتك الجارحة ونظراتك اللى كلها احتقار وكأنى وحدة من الشارع
غرس اصابعه فى يدها وقبض على زراعها بقوة وقال بقسوة : عايزة تتطلقى ليه يامرام زهقتى منى خلاص ولا عايزة ترجعى لحبيبك وتعيشى حياتك القديمة على راحتك اكمنك هنا عايشة فى سجن ومانعك من الخروج فى اى مكان
حاولت افلات زراعها من قبضة يده القوية ولكن فشلت رفعت نظرها له لترمقه بنظرات نارية فقد كان يفوقها فى الطول والقوة بينما هو كان يفترسها بنظرات قاتلة .. صاحت به فى انفعال شديد : حرام عليك اتقى ربنا .. ده ربنا بيقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) انت ازى مصدق حاجة زى دى وايه دليلك ان الصور دى حقيقية
راخت قبضته على زراعها ثم تركه وقال بنبرة جافة : وانتى يهمك فى ايه اصدق او لا
حاولت اخفاء نبرة صوتها المتألمة والمنكسرة وقالت بنظرة قوية : ايوه فعلا انا ميهمنيش .. لانى كده كده هاطلق
ابتسم لها باستهزاء واستدار لها متجهاً مرة اخرى الى مكتبه وجلس على مقعده وارجعه للخلف وقال بابتسامة هزيلة : ومين قالك انى هاطلق اصلا
مرام بانفعال : مش عيزاك هاتخلينى عايشة معاك وعلى زمتك بالغضب مش بحبك ومستحيل احبك .. طلقنى
اعتدل فى جلسته وانحنى بجسده للامام وهو يضع قبضتى يديه على المكتب وقال بنبرة مرتفعة ومخيفة ونظرات مفترسة وقوية كالوحش : خلاصة الكلام طلاق مش هاطلق والموضوع ده ميتفتحش تانى وتنسيه خالص مفهوووم واتفضلى يلا على اوضتك
حملقت به لبرهة من الوقت فى صمت وتلقلقت الدموع بعينها ثم هرولت خارج الغرفة ودموعها تنهمر على وجنتيها سارت مهرولة نحو غرفة نومهم واغلقت الباب بعنف مصدرا صوت مرتفعاً ليسمعه هو يضرب بقبضة يده المكتب بقوة ويزيل جميع ما على سطحه دفعة واحدة بيده وعيناه مشتعلتان كجمرتين من النار وهو يزفر بقوة وخنق شديد ......
اتخذت قراراً وعزمت على تنفيذه مهما كلفها الامر وهى تعلم جيداً ان ردة فعله سوف تكون قاسية وقوية جدا ان علم بهذا القرار ولكنها لم تكترث فقد سئمت من ذلك الوضع وقررت التمرد عليه .. سارت نحو فراشها ومددت جسدها الضئيل فوقه وتدثرت بالغطاء جيدا ولم تدع العنان لدموعها مرة اخرى
************************************************
فى صباح اليوم التالى كان يجلس علاء بجانب والدة شذى ويتحدثون كالاتى
الأم بألحاح : كلمها تانى يابنى فى موضوع الجواز ده
علاء بجدية : مقدرش يامرات عمى اغصبها على حاجة زى كده وكمان ده جواز ده غير ان شذى دماغها ناشفة وانا مستنى الوقت المناسب اللى احس فيه انى لو كلمتها فى موضوع الحواز ده تانى مش هاترفض لاكن غير كده انا مقظرش افتحها فى الموضوع ده تانى نهائى دلوقتى
الأم بنبرة حزينة : انا عايزة اطمن عليها الواحد مش ضامن عمره وعارفة كويس انك بتحبها وهاتحافظ عليها
علاء بنبرة هادئة : بعد الشر عليكى متقوليش كده ربنا يديكى طولة العمر .. وانا هافضل جنبها دايما متقلقيش واوعدك انى هافتحها فى الموضوع ده تانى بس شوية لقدام كده
تنهدت الأم بارتياح قائلة بنبرة سعادة : ربنا يبارك يابنى .. ايوه كده ريحنى لاحسن دى دماغها حجر ومش بتسمع لحد
علاء بنظرة اطمئنان : متقلقيش انتى انا هاكسرلها راسها الناشفة دى بس متشغليش بالك وريحى نفسك وانا هاحطها فى عينى واخد بالى منها هو انا ليا مين غيرك انتى وعمى الله يرحمه وشذى
الأم بنبرة حانية وابتسامة عذبة : ربنا يباركلنا فيك ياحبيبى ويسعدك ويوقفلك ولاد الحلال
علاؤ بمداعبة : ياسلام على الكام دعوة الحلوين دول
قهقهت المرأة بخفة وقالت : يلا بقى اعمل حسابك انك هاتتغدى معانا النهردا
اكمل علاء مداعبته قائلا : وياترى الاكل ايه بقى لو نواشف بلاش منه
قهقهت بقوة وقالت : لا متقلقش دى فراخ ومكرونة بشمل وحجات من اللى بتحبها
مسح كفيه ببعضهم بشهية كبيرة قائلا بمشاكسة : ايوه بقى هو ده الاكل
الأم : هههههههههههه
**********************************************
فتحت عينها بتكاسل واعتدلت فى نومتها ومسحت على وجها بكف يدها فاتفتح باب الغرفة ودلف منه وهو يحمل الطعام ويقول بمداعبة : صباح الخير ياكسلانة
ابتسمت له بعذوبة وقالت بسعادة وهى ترمق الطعام الى يحمله على يده : ايه ده انت عاملى الفطار ياحبيبى
جلس بجانبها وهو يضع الطعام امامها ويقول بنبرة عشق : طبعا امال لو معملتش الفطار لحبيبتى اعمله لمين
اقتربت منه وطبعت قبله رقيقة على جبهته فا ابتسم لها بمكر وقول وهو يشارو بأصعبه على جبهته الاخرى : واحدة هنا كمان
داليا بنبرة خافتة : انت استحلتها بقى
عمرة بنبرة شيطانية : اوى اوى .. ثم قال وهو يشاور على فمه : وياسلام لو وحدة هنا كمان
رمقته بنظرة نارية وقالت بتبرة غاضبة ممزوجة بخجل : قوم ياعمرو من جنبى
قهقه بقوة ثم قال : خلاص يابت بهزر معاكى يخربيت فصلانك
القت نظرة الى الطعام وقالت بنبرة غير متحمسة : هو انت اللى عامله صح
عقد حاجبيه وقال بنبرة هادئة : شكلك مش عايزة هاتيه اكله انا
قهقه بقوة وقالت : بهزر يابيبى اكيد هايكون تحفة مش انت اللى عامله
عمرو بابتسامة سخرية وهو يرفع حاجبه الايسر : ياسلام

شموخ انثى (الجزء الأول) - الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن