الحلقة السادسة عشر

12.4K 290 2
                                    

رد قائلاً بلهفة : الو يايوسف
يوسف بنبرة مرحة : ايوه ياحضرة الرائد ايه الاخبار
احمد بابتسامة صافية : الحمد الله ايه مالك كده مش عوايدك تهزر
يوسف اكمل مداعبته وقال : طيب يلا بقى قوم البس وتعالى على المطار شكلك لسا صاحى من النوم
احمد بنبرة متعجبة : مطار ايه !!؟
يوسف بتصنع الحدة : ياعم اخلص هاتقعد ترط واقعد انا اتلطع انا هنا فى المطار
احمد بنبرة حادة : انت نزلت مصر ؟!
قهقه بخفة وقال : اه بس والنبى متتعصب هو الكوضوع جه بسرعة وملحقتش اقولك
احمد بنفعال بسيط : يابنى انا مش مكلمك من يومين مقولتش ليه انك جاى
يوسف بنبرة مرحة : حبيت اعملها مفاجئة .. يلا بقى ياعم متقرفنيش
قال وهو يجز على اسنانه : اقرفك ! .. اصبر عليا لما اجيلك هاطلع عينك
يوسف : ههههههههه طيب انجز بس
**********************************************
وصل الى المطار واخذ يمرر نظره باحثاً عنه فوجده يجلس على احد الطاولات ويبده كوب من العصير ويرتشف منه سار نحوه بخطواط واسعة حتى وقف امامه وهو ينظر لها باشتياق وحب رفع يوسف نظره له وابتسم بدوره وهب واقفا واحتضن اخيه بقوة رتب احمد على ظهره وهو يقول بنبرة حانية : وحشتنى والله يايوسف
يوسف بنبرة مليئة بالاشتياق : وانت والله اكتر .. ثم ابتعد عن وقال بنبرة متسائلة : امال داليا مجاتش معاك
احمد بنظرة حادة ونبرة غاضبة : هو البيه سبلى فرصة اقولها اصلا مصحينى من النوم يقولى انا فى المطار
قهقه يوسف بقوة وقال بمداعبة : خلاص بقى يا ابو حنيد ميبقاش قلبك اسود .. طب بزمتك مش مفاجئة حلوة
احمد بنبرة منزعجة : لا مش حلوة طبعا ازى متقوليش يا يايوسف انك جاى
يوسف بنبرة جادة : والله الموضوع جه بسرعة واحد صاحبى كلمنى وقالى ان فرحه بعد بكرة وقعد يحاول يقنع فيا انى انزل ووافقت وحجزت على اول طيارة وجيت .. ثم اكمل بابتسامة عذبة : يلا بقى ياعم لاحسن انا هفتان وجعان اوى والله
قهقه بخفة وقال : عمرك ما هاتتغير هاتفضل طول عمرك مفجوع
يوسف : ههههههههههه ماشى مقبولة منك
**********************************************
بينما داليا اتصل بها احمد واخبرها بعودة اخيها وانهم فى طريقهم الى المنزل وكانت سعادتها لاتوصف اسرعت وارتدت ملابسها وذهبت هى وعمرو لتستقبل اخيها بمنزلهم اما مرام فقد اصابها الذهول من هول المفاجئة عندما علمت ان احمد وداليا لديهم اخ كيف لم يخبرها بشئ كهذا ..... بعد مرور وقت ليس بقصير وصلت سيارة احمد الى المنزل وبصحبته يوسف اسرعت داليا الى الخارج وعندما رأت اخيها قادم اليها ركدت اليه واحتضنته بشوق شديد ودموعها انهمرت على وجنتيها وقالت بنبرة سعادة : وحشتنى اوى يايوسف كده متقولش انك جاى
جفف دموعها بانامله وقال بنبرة حانية : معلش بس يادودو الموضوع جه بسرعة والله
وجد عمرو قادم اليه واحتضنه بدوره هو الاخر وهو يقول بسعادة : ايه ياعم الغيبة دى كلها وحشتنا والله
يوسف بمداعبة : ايه هو انا وحشت الكل كده .. ده انا طلعت مش هين بقى
قهقه الجميع بقوة وقال احمد بنبرة جادة : طيب يلا ندخل جوه بقى هانقعد واقفين هنا وانت مش بتقول هفتان وجعان
وضع يده على معدته وهو يقول بشهية شديدة : اهاا تصدق فكرتنى
احمد : ههههههه طيب يلا يا خويا
**********************************************
كانت تتابعهم من شرفة غرفتها وعلى زجها ابتسامة صافية كانت تنظر له بشرود وهى تراه سعيد هكذا والابتسانة لا افارق وجه فمنذ وان تزوجته لم تراه يبتسم فى وجها اشتاقت الى ابتسامته ومداعباته لها الى متى سوف يظل يعاملها تلك المعاملة القاسية والجافة فقد اصبحت لا تطيق تلك المعاملة تخشى وان تكره من معاملته لها ... هل هو اصبح يكرهها ولذلك هو يعاملها هكذا ... نعم هى تحبه ولكن بنظرها هذا الحب لن يفيدها بشئ بل سوف يجلب لها الاهانة ويقلل من شأنها ولهذا تأبى الاستسلام والخضوع له وان تعبر له عن مشاعرها فهى كانت متيقنة انه يحبها ولكن الان هى متيقنة انه يكرهها ... ظلت تنظر له بشرود ولا تفارق وجها ابتسامتها المتحسرة انتشلتها من شرودها قائلة : مرام
رفهت يدها الى عينها وجففت الدمعة الحارة التى فرت من عينها باطراف اناملها والتفتت لها وقالت بابتسامة عذبة : نعم يا داليا
داليا بنبرة عادية : ليه قاعدة هنا تعالى اقعدى تحت معانا
مرام بنبرة منزعجة : انتى ازى متقوليش ان ليكم اخ يا داليا
داليا بهدؤء تام : انا كنت فاكرة ان احمد قالك
زمت شفتيها وقال بنبرة ساخطة : ويقولى ليه اصلا !! .. المهم هو ليه مش عايش معاكم
داليا بنبرة حزن : ده موضوع كبير لازم احكهولك يعنى
مرام بنبرة فضولية : ياريت
( قصت لها كل شئ فظهرت على وجها علامات الحزن والشفقة وقالت : ربنا يشفيه يارب .. هو اكبر واحد فيكم
داليا بنبرة عادية : لا كبعا احمد الكبير .. يلا بقى ننزل
مرام بابتسامة صافية : طيب انزلى انتى وانا هاحصلك
رحلت داليا وارتدت اسدالها وحجابها وهبطت لهم القت التحية على يوسف بابتسامة صافية فابادلها الابتسامة وجلست بجانب داليا ولم تخلو تلك اللمة من مداعبات عمرو وكانت تتحدث مع بتلقائية وعفوية غير منتبهة الى انظاره المتعلقة عليها وعيناه المشتعلتان كاجمرتين .. يتابعها بنظرات مشتعلة ومفترسة الى حين طفح كيله وهب واقفا وقال وهو يوحه كلامه اليها بنبرة شبه حادة : مرام تعالى عايزك
حملقت به بعينها الزرقاء بتعجب ثم وقفت واستأذنت من الجميع وتبعته .. وقف امام باب الغرفة وهو يشير لها بيده ان تدخل دلفت الى الداخل ثم دلف هو خلفها واغلق الباب بحذر ثم سار فى اتجاهها فتسارعت دقات قلبها وهى تنظر له بنظرات متوترة وقف امامها وقال بنبرة قوية : انا مش سبق وقولت بلاش منها الحكاوى اللى ملهاش لزمة مع عمرو دى
رمقته بنظرة سخرية ثم قالت بتذمر : والله احنا مش بنقول حاجة غلط وتمرو مش غريب عليا
ارتفعت نبرة صوته وقال بصوت جهورى ونبرة مخيفة : والصعصعة والضحك ده قدامى مش غلط ولا ايه
لم تتحمل اكثر من ذلك فصاحت به فى غضب : وانا مالى .. يعنى مش كفاية حبسنى فى البيت ومعاملتك ليا بقت لا تطاق وكمان مش عايزانى اهزر ولا اضحك كفاية بقى انا حملق بها لبرهة من الوقت فى صمت وهو يرمقها بنظرات جامدة ثم قال بهدؤء مخيف : بتعلى صوتك عليا .. ثم هز رأسه ايجابيا واكمل بنفس نظرته ونبرة صوته : انا نازل تحت دلزقتى ومش هاقفل الباب بالمفتاح ولا حاجة علشان متطلعيش بس انتى عارفة كويس انا ممكن اعمل ايه لو كسرتى كلامى وطلعتى تقعدى فى الاوضة هنا لغاية ما الكل يمشى اظن كلامى مفهوم واهينى حذرتك
ثم استظار ورحل تاركا اياها تشتعل من الغيظ ضربت قدمها بالارض بقوة وهى تتأفف بغضب هادر
**********************************************
شذى بنبرة جادة : اهلا اما كنت مستنية اتصالك من بدرى
شهاب بنبرة شيطانية : كنت لازم افكر كويس انا هاعمل ايه علشان منعملش حاجة غلط ونروح فى داهية
شذى بمضض : وفكرت ولا لا
شهاب بتبتسامة مكر : طبعا فكرت بس مش دلوقتى هاقولك على اللى هانعمله لسا شوية قدام يكون جه الوقت المناسب
شذى بانفعال : انا كنت عارفة انك هاتقول الكلام ده انا غلطانة انى وثقت فيك اصلا ياريت تنسى الاتفاق اللى كان بينا
شهاب بجدية : اصبرى بس متتعصبيش اوى كده .. انا عايز اعمل حاجة الاول وبعدين انفذ اللى هاقولك عليه قريب بس الاول عايز منك كام معلومة مهمة كده عن احمد
شذى بنبرة متعجبة : معلومة ايه !!؟
سمعت صوت من خلفها مألوف عليها فقالت بنبرة منخفضة : طيب سلام دلوقتى وابقى اكلمك بعدين
التفتت له وقالت : نعم يا علاء
علاء بصوت جهورى : كنتى بتكلمى مين
شذى بتأفف : وحدة صحبتى
علاء بنبرة حادة ومخيفة : صحبتك بتقوليلها ياريت تنسى الاتفاق اللى بينا
صاحت به فى غضب : انت بتتصنت عليا .. وبعدين انت مالك انا بكلم مين ما اكلم اللى اكلمه
علاء بنبرة مرتفعة وحذرة : شذى صوتك ميعلاش عليا ولما اسألك سؤال متلفيش وتدورى .. كنتى بتكلمى ميين
رمقته بنظرات مشتعلة ثم هبت لتتركه وتذهب وجدته يمسك معصم يدها ويجذبها اليه ويقول بهدؤء حذر : مجاوبتيش يعنى
شذى بغضب شديد : قولتلك وحدة صحبتى انت مالك وابعد عنى
نظر لها ببرود مستفز وهو صامت ومازال يطبق على يدها ويلفها خلف ظهرها فقالت بنبرة عالية : ياماما
لم يستطيع تمالك نفسه من الضحك وانفجر ضاحكا ووضع يده على فمها ثم اختفت ابتسامته وقال بشئ من الحدة : شذى انا لحد دلوقتى مش عايز اغصبك على الجواز منى فا متخلنيش اطر لكده ومامتك هى اللى بتقولى انى افاتحك فى الموضوع وانا بأجل فيه فا لو قولتلها هى اللى هاتغصب عليكى مش انا كمان
عقدت حاجبيها بغضب ثم غرست اسنانها بيده الذى يضعها على فمها وعضته فا ازاح يده سريعا وفرت هى راكده الى غرفتها وهى تضحك عندما سمعته يقول باغتياظ : ماشى يا شذى
************************************************
- ايه يوسف جه
قالت جهاد تلك الكلمات بسعادة شديدة .. فقالت لها اسماء بتعجب : وانتى مالك فرحتى كده ليه
جهاد بارتباك : لا عادى يا ماما انا بس استغربت
لوت فمها بعدم اقتناع وقالت بحدة : اهاا بس عمرو بيقول انه ممكن يومين ويمشى تانى
تبدلت ملامحها الى الحزنوقالت محاولة عدم اظهار اى شئ لامها : اه .. طيب يا ماما انا داخلة الاوضة اذاكر
اسماء بمضض : ماشى ياختى
ركدت الى غرفتها واغلقت الباب واستندت بظهرها عليه والابتسامة لا تفارق وجها فقد عاد حبيبها لا تطيق الانتظار لرؤيته فقد اشتاقت له كثيراً منذ سنوان لم تراه اشتاقت الى ابتسامته الى مداعباته وحديثه .. هل مظهره تغير .. هل تغيرت شخصيته ... هل اصبح كئيبا ام كما هو ... ترى كيف اصبح ... كانت تطرح على نفسها تلك الاسألة فى سعادة بالغة فهى تحبه منذ نعومة اظافراها وترفض الزواج بأى شخص لهذا السبب ولكنها تعلم انها ليس بباله مطلقا .........
**********************************************
مر اليوم سريعا وكان الجميع سعيد بعودة يوسف قضت داليا اليوم بأكمله مع اخيها باعتبارها سوف تسافر غدا مع زوجها الى لندن ... وبعد ان رحلت داليا ذهب يوسف الى غرفته ليرتاح قليلا بعد هذه الرحلة الشاقة التى ارهقته بينما احمد توجه الى غرفته بعد ان تحجج امام الجميع عن سبب قدوم مرام انها مريضة وطلب منها البقاء بغرفتها حتى لا تسوء حالتها ... فتح باب الغرفة بهدؤء وعلى وجه علامات الارهاق الشديد دلف الى الداخل فوجدها تقف امام خزانتها وتعطى له ظهرها وكانت ترتدى منامة قطنية ذات اللون القرمزى تصل الى اعلى ركبيتها تسمر مكانه وهو ينظر لها بتفحص واعجاب شديد وكان يبدو انها تخرج ملبس لترتديه ثم وجدها اخرجت عبائة من اللون البنفسجى والتفتت لتتوجه الى المرحاض لترتديها فشهقت بزعر عندما وجدته يقف وينظر لها بابتسامة خبيثة تحولت عيناها الى جمرتين مشتعلتان وجذبت الروب وارتدته سريعا لتخفى جسدها الشبه عاريا وقالت بانفعال شديد : انت ازى تدخل كده مش المفروض تخبط
ارتسمت على وجه ابتسامة خبيثة وقال : اخبط !!! وهو فى حد بيحبط قبل ما يدخل اوضته
مرام بنبرة هادرة : ايوه المفروض تخبط لما اكون انا قاعدة
سار باتجاه الفراش وجلس فوقه وشرع فى خلع حذائه وقال بنبرة باردة : ليه و هو انتى غريبة علشان اخبط قبل ما ادخل لما تكونى قاعدة انتى مش مراتى برضوا ولا ايه
اثار غضبها بروده وقالت بنبرة حادة : بس انا بعتبرك غريب
التفت لها برأسه وهو ينظر لها بنظرات فاتلة دبت الخوف باوصالها فا اسرعت الى المرحاضواغلقت الباب وهى تلهث انفاسها بتوتر وبدلت تلك الملابس التى وضعتها بموقف محرج وارتدت العبائة وخرجت فوجدته يجلس على الاريكة ويضع سيجارته بفمه وبنفس الدخان من فمه بشراسة وهو يرجع رأسه للوراء اتجهت نحوه وجذبتها من فمه واطفأتها وقالت بنبرة جادة وقوية : السجاير غلط وكترها بيجيب امراض كتير
نظر لها بتفحص ثم قال بابتسامة خبيثة ونبرة جريئة ليثير غضبها : ليه غيرتى ما الاول كان احلى
تلونت وجنتيها بالون الاحمر ثم تحولت الى غضب وقالت بحدة : انا مبرتاحش الا فى اللبس دى
اكمل بنبرة اكثر جرئة وخبثاً : اظن ان فى لبس كتير غير العبايات دى اللى بتلبسيها علطول
مرام بنبرة قوية ومنزعجة : لا مفيش .. معنديش غيرهم
هب واقفا وقال بنظرة قاتلة ونبرة امر : يبقى تشترى
ثم استدار وتركها متوجها نحو غرفة اخيه فسمعت صوت رنين هاتفها فردت قائلة على المتصل : الو ......
شهقت بزعر عند سماعها صوته : شهاب

شموخ انثى (الجزء الأول) - الكاتبه ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن