واحترقنا يوماً الجزء الثامن عشر والأخير من الفصل الأول

18 0 0
                                    

تشي يو و الأقزام السبعة

الجزء الثامن عشر

و الأخير من الفصل الأول

لحظات و ملامح طفولية تنضج بروية لترسم حياة جديدة مختلفة عن ما مضى .. أمنيات و أحلام نحلم بها و نتمنى بأن تغدو حقيقة لكن ما نلبث بالتراجع خوفا و ألما و ذلك عندما ندرك أن القدر لا يكون دائما بصفنا و أن الأحزان لا تنوي تركنا بل و تصر على وضع أثر لها في كل زاوية من زوايا حياتنا .

عادت نوبي من المدرسة و ما تزال ملامحها الباردة تأبى مفارقتها منذ زمن ، ألقت الحقيبة على الأرضية ففي كل حين تذكر أخويها جين وون و جو وون ثم أختها تشي يو تتجه لمكتب السيد لي تطرق الباب و تفتحه فيمسح السيد لي دموعه سريعا فهذه الدموع تأبى إلا أن تنهمر لتعلن انكساره بالرغم من الأيام الكثيرة التي مرت .

نوبي : والدي ..

السيد لي : نوبياا ، هل هناك شيء ؟

نوبي : متى سيعودون لقد مر وقت طويل .. طويل جدا ؟

السيد لي ( و قد فهم مقصدها ) : لا أعلم .؟

نوبي: إذا هل بإمكاننا الذهاب إلى جو وون أوبا ، فأنا أشتاق له كثيرا .

السيد لي : هل تريدين ذلك ؟

نوبي : أجل .

السيد لي : حسنا سنذهب .

نوبي : أبي دعنا لا نعود إلى هنا ، فهذا المكان يسبب لي المرض .

السيد لي : نوبي ..

نوبي و دموعها قد بدأت بالانهمار : أرجوك أبي .

نهض السيد لي عن كرسيه و اقترب منها و ضمها بقوة و قال : حسنا .. لكن لا تبكي .

نوبي : لا أريد العودة هنا .. لا أريد ، لا أريد .

أراد السيد لي بأن يختفي هذا الألم الذي في صدورهم جميعا فلبى طلبها و حزم عدتهم لمغادرة كوريا باتجاه اليابان لم توافق السيدة يانغ في البداية لكنها رضخت لـ نوبي بالذهاب فهي لا تريد أن تفقد نوبي أيضا فتهديدها بالهروب بعيدا أصبح يتراود على لسانها كثيرا ، يقف ثلاثتهم أمام القصر و الدموع تملأ جفونهم تعود الذكريات إلى مخيلتهم ذكريات سعيدة و ذكريات حزينة أناس قد وطئت أقدامهم هذا المكان و غادروه بلا لحظة وداع حتى ، تنهد السيد لي بعمق ثم رسم ابتسامة أملا على شفتيه أمسك يد نوبي و بيده الأخرى يحمل آخر حقيبة لهم لوضعها في مؤخرة السيارة .

السيد لي : هيا لنذهب ..

لم تحرك السيدة يانغ و لا نوبي ساكنا فكل منهن كانت غارقة في بحر من الذكريات ، رفع السيد لي من نبرة صوته قليلا و قال : لم يتبقى وقت على إقلاع السفينة .

استفاقت السيدة يانغ من أفكارها و التفت له و منحته ابتسامة مثل تلك المزيفة التي يرسمها على وجهه ، أمسكت بيد نوبي الأخرى بعد أن التفت لتمنح القصر ظهرها ، سارت نوبي معهم كالجسد بلا روح ففي داخلها ما يزال هناك أملا بأن يعود جين وون و تشي يو الآن تبطأ من خطواتها علّ مرادها يتحقق ، فتح السيد لي باب السيارة و طلب من نوبي الصعود في المقعد الخلفي نظرت له بنظرة تمزق قلبه من معناها ثم جلست بهدوء ، اتجه إلى مؤخرة السيارة و وضع الحقيبة بجانب بقية الحقائب ثم عاد و جلس وضع يديه على محرك السيارة للحظات فقالت السيدة يانغ : لننطلق .

وَ احتَرقنا يوماً | Chiyu and the 7 dwarfs || Book1Where stories live. Discover now