أحبكِ

25.6K 1.3K 964
                                    

فوت قَبل قِرَاءَة
تَعالِيقَات بَين الفَقرات

__________________________

دَائمًا مَا نتمنَى أن تَكون النِهايَة سعِيدة، مَهما كَانت البِدايَة نَحن لن نأبَه بِها، تَطفِلِنا مُبتَغاه الوصول لِآخرِ نُقطَة، وَ نَتطلع دَائِمًا لِتِلكَ السَعَادة الأبَدِية بَعد تِلك الظروف العصِيبة، لَكن هُو تَفكِيره مُختَلف تَماَمًا، هُو يُعلِق مُستَقبَله بِماضِيه، يَرفُض التَقَدم وَ طَيف الماضِي يَتبعه أينَما ذَهَب، لَا طُموحَات لَه، لَا أهدَاف، وُجودِه وَ عدمه بِنِسبَةِ لَه سوَاء، فَهل سَتتغَير نَظرته لِلحيَاة؟ ،أم أنه سَيَتَشَبَك أكثَر بِفِكرِه؟.

***

مطرٌ، برقٌ، رعدٌ

فِي تِلكَ الغرفَة السَوداء التِي لا تَحمِل أيَ مشَاعر كَذلَك القَصِر الذِي يَحتوِيها وَ الذِي لاَ حياةَ فِيه؛ كَان يَختَبِئ خَلف السَتَائِر، يَنظُر مِن نَافِذة، بَينَما يَحمِلُ كُوبًا يَحتوِي على القَهوَة، زَفَر بِضَجِر، وَ عَينَاه مُعَلقَتان نَاحِية السَمَاء التِي كَانت مُلَبَدَة بِالغُيوم السَودَاء، تِلكَ المَشَاعِر التِي إجتَاحَته فِي تِلك اللَحظَة كَانَت مزِيج بَين أمرَين، الكُره، وَ الغَضب، كُرهٌ لِذَلِكَ الجَو الذِي يِحمِل بَين طَياتِه ذِكرَياتٍ يُحَاوِل أن يَنسَاها لَكِنَها تأبَى مُغَادَرة فكرِه، و غَضب جَمّ لِضُعفِه الشَدِيد، ضُعفِه أمَام المَاضِي، وَ خَوفِه مِن المُستَقبَل.

أحكَم قَبضَته وَ ضَرب الطَاوِلَة الزُجَاجِية مُحَوِلًا إيَاهَا لِأشَلَاء، فَقَد مَرّ ذَلِكَ المَشهَد فِي مُخَيلَتِه مَرة أُخرَى، ذَلِكَ الحَادَث فِي ذَلِكَ اليَوم المَشؤوم، فِي نَفسِ هَذِه الأَجوَاء، بِالفِعل لَقد إختَرقت تِلكَ الذِكرى عَقلَه، لِتَجعَله فِي حَالَة مِن الإضطِرَاب، كَأنهَا حَدَثت توًا.

وَقتَها كَان جالَسًا مع أخِيه الأكبَر فِي الخَلف، يَبتسِم بإتِساع وَيتبَادَل أطرَاف الحدِيث مع وَالِديه الجَالسَيّن فِي المَقاعِد الأمَامِية بِالسيَارة، إذَا بِضَوء سَاطِع أمَامَهم مُباشَرةً، وَ مِن ثُمَ لاَ يَتذَكر سِوَى الظَلَام، لَكِن تِلكَ الأصوَات التِي إختَرقت ذَلِك السوَاد قَد بَاتت كَـ كَابوس يُطَارد وَاقِعه لَا أحلاَمه، وَ تِلك الأصوَات كَانت ضَجِيج سَيارَات الإسعَاف و هَمسَات لِأناسٍ يَتَكَلمُون، إضَافةً لِـ هَلوَسات.

مُنذ تِلكَ اللحظَةِ لَم يَبقَى لَه فِي الحَيَاة سِوَى شَقِيقُه الأَكبَر الذِي عَانَى فِي سَبِيلِه، وَ تَحَمَل أعبَاءَ الحَياة و المَسؤُولِيَة فِي سِنٍ مُبَكِرَة فَقَط مِن أجلِه.

كَيفَ يَكُون سَعَيدًا بِهَذا الجَو وَ هُو يُذَكِره بِفِقدَان وَالِدَيه؟.

الخَطِيئَة|| J.Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن