دمُ العُذريَّة

11.9K 754 497
                                    

يَنتظرها في المكان الموعود يتفقد ساعَة يده بكل لحظة، بينما يسير ذهابًا و إيابًا في أرجاء تلك الغرفة !، يتأفف،وَ يتنهد،و يبعثر شعرهُ أحيانًا أخرى،و غيرها العديد من الأفعال التي تدل على مدى تَوتُرِه،كل دقيقة يوجه نظره لذلك الباب مترقبًا دخولها ..

بِضع دقائق كان جالسًا فوق الاريكة يضع قدمًا فوق الإخرى حتى إنْتَسبَتْ لِتلك الردهة مع تلك الهالة المظلمة التي تحيط بها و تلك الملامح الجامدة، أقسِم لو لم يكن يعرفها لإعتقد أنها تتعاطى المخدرات ...

تقدمت ناحيته بخطوات متثاقلة لترفع نظرها لهُ !، عينيها صوب عينيه مباشرتًا نظرت له بعمق بينما كانت نظراته هو فارغة ... كان يحدق بها ببرود بينما في داخلهِ بركان يثور لحالتها المزرية تلك، شعرت بِالسكينة في نظراتِه لذلك إكتفت بالصمت سامحتًا لعينيها بالحديث ...

كانت عيناها تحاسبه، تعاتبه، كانت تنظر له بطريقة كَفيلة بجعل الجبل ينهز !، نظراتها لم يفهمها هل تكرهه ؟!، لم يجد تفسير لتلك النظرات، حنين و ألم و بنفس الوقت كراهية و عتاب و العديد من الأمور ... الصمت سيد الموقف و النظرات تترجم العديد من الأمور لكن لم يدم ذلك طويلًا.

" اخي ... إنه مناسب لك، هو يحبك و سيهتم بك جيدًا، هو ناضج بما فيه الكفاية لِيُكَوِنَ عائلة " ، تزحزح عدة مرات قبل أن يُطلق تلك الكلمات من بين شفتيه، كانت نبرته مترددة أكثر من كونها متمردة !، أنهى كلامه ليحدق بها فينصدم؛ كانت ترفع طرف شفتيها مبتسمة ؟!، لم يتوقع ذلك كان مُستعد ليَِتلقي شَتائم و تصرفات همجية لا إبتسامة تُشعِرهُ بقذارته

" و ماذا ايضا ؟ " قالت بسخرية بينما تَرفع حاجبيها معًا.

" انا جاد فيما أقوله " بالمختصر و بنفاذ صبر.

" اوووه السيد جيون جونغكوك جاد !، لا اصدق هذا فليقرصني أحدكم "نبثت بطريقة درامية و هي تضع يدها على قلبها، تقمصت الدور بمهارة.

" يورا فعلياً لا وقت لسخافاتك ! .. " لم يكمل كلامه بسبب ضحكتها الهستيرية التي دامت لبضع ثواني.

" سخافتي .. " قالت بنبرة مهزوزة و هي تحدق به بعيون ذابلة، " أنت محق انها مجرد سخافة " ابتسمت آخر كلامها بينما هو جمد ملامح، لا يجب أن يُظهِر لها ضعفه، لا يجب أن تعلم أنه يعانِي، عليه أن يُضحي هو أيضًا في سبيل أخاه، تبًاا من كان يعتقد أن لِهذا الشابِ قلب و انه قادر على التضحية، لكن و لِلّعنة اتضح أنه تقيّ و محب لأخاه.

" أجل، الآن اعتقد انه يفضل أن تُوافقي على عرض الزواج فلن تجدي رجل مثل أخي، هُو كان يريد مقابلتك ليسألك بِنفسه لدى إتخذِي من القبول جوابًا لكِ "، تحدث بجفاء و هو يرفع رأسه بغرور، لتُوسِع الأخرى عيناها به، غير مصدقة لما تسمعه، من كان يتوقع أن يكون هناك شخص يحمل كل هذا الشر بداخله ! ، و لِسوء حظها ايضا وقعت بحب هذا الشخص.

الخَطِيئَة|| J.Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن