الفصل الخامس

41.9K 1.5K 121
                                    


الفصل الخامس:

أجرى عدة مكالمات هاتفية مع المقربين من زملائه ورفاقه وأقرانه في وحدته العسكرية وممن يطمعون في تقديم أي خدمة له ليتواجدوا على مقربة من مخفر الشرطة لتقديم الدعم والمساندة، التفت آدم برأسه ناحية يزيد الجالس في مقعد الراكب إلى جواره قائلاً بثقة:

-اطمن، كل الحبايب هايجولنا هناك

قست قسماته وهو يرد بضيق:

-اللي يهمني دلوقتي فرح!

ضرب بقبضته المتكورة على الـ "تابلوه" أمامه متابعًا بنبرة محتقنة:

-هاتجنن، ازاي تركب معاهم وكأنها متهمة؟!

رد عليه آدم مبررًا:

-ما إنت عارف الإجراءات، دي مانقدرش نعمل فيها حاجة

تنهدت شيماء قائلة من الخلف:

-ربنا يستر ويطلع الموضوع بسيط

رد عليها زوجها بابتسامة باهتة للتقليل من حدة الأجواء:

-إن شاء الله هاتكون حاجة عادية، اطمنوا!

التفت برأسه ناحية رفيقه ليجده محدقًا أمامه بنظرات تحمل الكثير، تمنى في نفسه أن يمر الأمر على خير، ســاد صمت مشحون للحظات قبل أن تقطعه شيماء مجددًا متسائلة باهتمام:

-على كده ده ممكن يأثر عليك، فاهمني؟

انزعج آدم من طريقتها المستثيرة لأعصابه المتلفة فحذرها قائلاً:

-مش وقته يا شيماء

تجاهلت تحذيره عمدًا لتواصل استرسالها الفضولي متابعة:

-أنا عارفة إن طالما الموضوع ليه علاقة بالأقسام ممكن يخليـ....

قاطعها آدم تلك المرة صائحًا بصرامة أشد:

-قولت ايه

لوت ثغرها مبدية عبوسها من منعه جبرًا لها من الحديث مرددة باقتضاب متجهم:

-خلاص!

أمسكت لسانها عن الكلام لثوانٍ معدودة قبل أن تضيف:

-كويس إن رئيسها هيبعتلها محامي

رد عليها آدم بتهكم:

-يعني هايسبها تتحبس مثلاً؟

وكأنه سابحٌ في عالمٍ خاصٍ به بعيدًا عن ثرثرتهما الفارغة يُفكر مليًا في كيفية التصرف في أمرها إن خرج عن المألوف وفاق قدرته، ضجر يزيد من لغوهما المتواصل فصاح بهما بغلظة:

-ممكن تسكتوا دلوقتي، أنا جايب أخري

تنحنح آدم بخشونة وهو يقول بحرج:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن