الفصل الثالث

48.4K 1.5K 71
                                    


الفصل الثالث

استعان به ليكون إلى جواره حينما تأزم الوضع لديه، فقد كان انهيارها وشيكًا وهو خشي من عدم قدرته على التصرف، لم يتردد رفيقه آدم في الحضور إليه أو دعمه، هاتف يزيد الطبيب الذي أتى خصيصًا للكشف عليها، ووقف يترقب خروجه من داخل غرفة النوم، بالطبع لم يكن ليتركه بمفرده فقد بقيت شيماء معه تعاونه إن طلب منها شيء ما، تنهد قائلاً بضيق وهو يدير رأسه في اتجاه باب الغرفة المنغلق:

-أنا بجد مابقتش فاهم حاجة

رد عليه آدم بهدوء:

-فرح بقالها كام يوم متغيرة، وإنت بنفسك لاحظت ده

ضغط على شفتيه قائلاً باحتجاج:

-بس مش للدرجادي، احنا ملحقناش نعمل حاجة أصلاً

وضع آدم يده على كتف رفيقه يربت عليه وهو يضيف:

-اصبر عليها شوية، دلوقتي يطلع الدكتور يقولنا مالها

زفر بصوت مسموع وهو يدس يديه في جيبي بنطاله، لحظات وخرج الطبيب من داخل الغرفة فانتصب يزيد في وقفته متسائلاً بتلهف:

-خير يا دكتور

حك الطبيب مقدمة رأسه بإصبعيه مرددًا بهدوء معتاد:

-زي ما توقعت بالظبط، المدام بتعاني من حالة نفسية ممكن نقول عليها مجازًا الهروب من الواقع

سأله آدم بعدم فهم وهو ينظر له بغرابة:

-ده اللي هو ازاي؟

التفت برأسه نحوه ليجيبه بنبرة علمية:

-بمعنى أحيانًا الإنسان نتيجة التعرض لصدمة عصبية حادة لو مقدرش يتجاوزها إنه يلجأ لإنكار الحقيقة دي ويتعايش على إن الموضوع محصلش من الأساس

سأله يزيد بجدية واضحة على تعبيراته:

-بس ده ممكن يعمل مشكلة بعدين

أومـأ الطبيب برأسه بالإيجاب موضحًا:

-بالظبط، وده اللي حصل مع المدام، هي توهمت إن والدتها لسه عايشة، وماتقبلتش حقيقة موتها، وتعاملت مع الوضع من المنطلق ده، إنها هاتشوفها وهي موجودة، ولما تم مواجهتها بالحقيقة ماستحملتش

شرد يزيد يفكر بتعمق فيما قاله للحظات ليفيق سريعًا منه على سؤال رفيقه:

-طب والعمل ايه دلوقتي؟

أجابه دون تردد:

-لازم تتنقل مستشفى متخصص يقدر الدكاترة فيه يأهلوها على الأقل الفترة الجاية بحيث تتقبل الوضع ومايحصلش انتكاسة، في بعض الأحيان الموضوع ممكن يوصل لمضاعفات

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن