الفصل الثالث والعشرون

40K 1.4K 94
                                    

تصبيرة جديدة لحين انتهاء الشهر الفضيل

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


الفصل الثالث والعشرون

وعلى عكس ما طلبته منه، فضلت البقاء بالمشفى لبضعة أيام مدعية إرهاقها، لم يعترض عليها "يزيد" رغم عدم حاجتها للتواجد أكثر من هذا، لكن ربما في ذلك فرصة طيبة لتصرف عن ذهنها أي أفكار خرقاء، عاد إلى غرفتها ليجدها غافلة، دنا من فراشها ليلقي عليها نظرة طويلة متأملة، مسح على وجنتها بنعومة ورفق هامسًا لها بعتابٍ:

-بلاش تتعبيني معاكي وتضيعي كل حاجة!

حرك إبهامه نحو شفتيها يتلمسهما وهو يضيف:

-أنا بأحبك وإنتي كمان بتحبيني، بلاش تنسي ده!

رمقها بنظرة أخرى مودعة قبل أن يتركها وينصرف، فتحت "فرح" جفنيها دون أن تحرك ساكنًا رافضة الانسياق وراء مشاعره الحميمية التي تذيب أقوى الحصون، انتظرت لبعض الوقت حتى نهضت عن الفراش لتتوجه بعدها إلى الطبيب المتابع لها لتطلب منه تصريحًا بالذهاب، ورغم تعجبه من طلبها المناقض لما رغبت فيه مسبقًا إلا أنه لم يعترض، شعرت بالارتياح لقرب عودتها إلى منزلها القديم، أخفت عن "يزيد" موعد خروجها عمدًا لتتمكن من الذهاب دون أن يعوق طريقها أو يمنعها، كانت بحاجة للتفكير فيما ستفعله لاحقًا بعد ما مرت به ودون وجود أي ضغوطات خارجية، وربما في ابتعادها فرصة مثالية لرؤية الأمور من منظور مختلف، اهتز يقينها بأن زيجتهما قائمة على الحب ولا شيء غيره، استعادت في ذاكرتها مواقفهما مؤخرًا، وفي أغلبها كانت تنشب مصادمات حادة بينهما تنتهي باستدراجها إلى أحضانه ليحصل على متعة جسدية معها، ربما كانت تستحقها لكنها بغضت أن يكون تفكيره نحوها منحصرًا في تلك المسألة فقط، أغضبتها تلك الفكرة كثيرًا وعززت رغبتها في الابتعاد عنه كي لا تكون تحت تأثيره.

لفت "فرح" حول عنقها وشاحًا حريريًا لتغطي به ذلك الشاش الطبي وكي لا تلفت الأنظار إليه، جمعت ما تبقى من ثيابها الموضوعة بالخزانة الصغيرة الملحقة بغرفتها في حقيبتها لتنتهي بعد ذلك من غلقها، حملتها بيدها متجهة نحو باب الغرفة لتجده مرابطًا بالخارج، لم يقاطع خلوتها واكتفى بانتظارها بالخارج، وما إن رأته حتى شهقت مصدومة، لم تأتِ الرياح معها كما تشتهي السفن، وباءت محاولاتها بالتملص منه بالفشل الذريع، ارتسمت علامات الاندهاش على تعبيراتها وهي تسأله بحدة:

-إنت بتعمل إيه هنا؟

أجابها ببرود يليق به وهو يعتدل في وقفته:

-مستنيكي

سألته بنفس النبرة المصدومة:

-إنت مامشتش؟

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن