الفصل السادس

44.5K 1.5K 162
                                    


الفصل السادس

وصل إلى مسامعه تفاصيل المحضر المقام ضدها، فهدأت أفكاره المتصارعة واستكانت لكونه لا يتعلق بأعمال الجريدة، جلس باسترخاء على مقعده مبتسمًا لإيلين التي كانت تطالعه بنظرات مزعوجة، طرق "عبد السلام" بأصابعه بثبات على سطح مكتبه للحظات ثم استطرد حديثه قائلاً بهدوء:

-طالما دي مسائل عائلية فاحنا مالناش دخل فيها

اعترضت عليه هاتفة باحتجاج قوي:

-بس يا مستر عبد السلام ده....

قاطعها بلهجة صارمة مشيرًا بسبابته:

-أستاذة إيلين ركزي في شغلك أفضل، في حاجات أهم من خلافات فرح ومشاكلها!

توقف لالتقاط أنفاسه لثوانٍ قبل أن يكمل بهدوء مستفز جعل قسماتها تزداد عبوسًا:

-وبعدين هي تقدر تحل مشاكلها بنفسها، ده غير إني مديها أجازة مفتوحة لحد ما تهدى وترتاح

كظمت إيلين غيظها في نفسها مضطرة، فمحاولتها لإقناعه بدعمها في تلك المحنة الأسرية لن تؤتي ثمارها، ضغطت على شفتيها مرددة على مضض:

-ماشي يا مستر

أولته ظهرها متجهة نحو باب الغرفة محدثة نفسها بتبرم:

-محدش هايحس بالغلب اللي هي فيه، بجد فرح ماتستهلش ده كله

.............................................

احتدم الجدال بينهما بداخل السيارة لرفضها الذهاب معه إلى منزله في مقابل إصراره على بقائها هناك حيث المكان الطبيعي لها، كانت في حالة تخبط رهيبة بعد اكتشافها للخدعة المحكمة التي وقعت في أسرها لفترة ليست بالقليلة، ولكون رأسه صلبًا وطباعه حامية أصر على رأيه وتمسك به، فتحولت محاولاته لإقناعها بالبقاء فيه إلى عناد من قبله، وما هي إلا لحظات حتى صارت مشاجرة حادة بينهما، ضربت فرح بيدها المتكورة على جانب المقعد كتعبير عن غضبها وهي تقول بحدة:

-مش هاروح بيت حد

كز يزيد على أسنانه مغتاظًا من عنادها المزعج، شدد من قبضته على المقود ملتفتًا ناحيتها وهو يقول بتحدٍ:

-ده بيت جوزك، مالكيش مكان إلا هو

تابعهما آدم وزوجته بتوتر ملحوظ، فالمشادات على وشك اتخاذ منحنًا أخرًا، ربما نتائجة لن تكون محمودة أبدًا، فتدخل للفض بينهما قائلاً بمرح:

-بصوا، الليلة دي حلها عندي!

توقف يزيد عن الحديث مجبرًا ليصغي إليه حينما تابع بحماس ليمتص الأجواء الملتهبة بشرارات العصبية:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن