الفصل الثامن والعشرون (الجزء الثاني)
بدت الحيرة واضحة عليه بسبب أفعال زوجة عمه الغير متوقعة، كان متوسمًا فيها استقبالاً ودودًا يشعر زوجته بالانتماء والمحبة، لكنها خالفت توقعاته وأشعرتها بالدونية والازدراء، هو يحاول جاهدًا أن يرمم الصدع في علاقتهما المتأرجحة، وفي نفس الوقت يجاهد كي لا يفسد العلاقات الأسرية الطبيعية، بات "يزيد" بين مطرقة "مفيدة، وسندان "فرح"، وعليه أن يتخذ القرار ليخمد الفتنة بينهما قبل اشتعالها، حدث نفسه قائلاً:
-الحكاية مش ناقصة تتعقد
ركز عينيه على زوجته متابعًا بقلقٍ مزعوج:
-ده احنا ممكن نطلق فيها
شعر بمرارة في حلقه لمجرد التفكير في ذلك الاحتمال المخيف، ابتلع ريقه بتوجس ونفض عن عقله تلك الأفكار السوداوية، تحركت "فرح" بخطوات أقرب للعصبية حتى بلغت الدرج الأمامي لبوابة المنزل الكبير، اهتاجت الدماء في عروقها بسبب كلمات "مفيدة" المحفزة للغضب والانفعال، عكس وجهها قدرًا قليلاً مما يغلي بداخلها، ربما ضبط الأعصاب في ذلك الموقف يعد مكسبًا كبيرًا، لكن مع مثيلاتها الردع الصارم هو الخيار الأمثل لوضع الأمور في نصابها الصحيح، وقفت أمام "مفيدة" تحدجها بنظراتٍ مغلولة على الأخير، تنفست بعمق لتتمكن من السيطرة على نبرتها وهي تقول:
-هو مش متجوز واحدة أي كلام، ولا أنا هاقبل بأي إهانة تحصلي هنا، المكان اللي مش مرحب بوجودي، مافيش داعي أكون فيه، أنا هاخد شنطي وأحجز في أي فندق
التوى ثغر الأخيرة بابتسامة مغترة قائلة ببرود:
-وحد جالك (قالك) حاجة ولا إنتي اللي مش عاجبك الحال هنا
-أنا برضوه؟
-ايوه، ده
قاطعها "يزيد" بصوته الأجش وبقوة بعد أن وقف خلف زوجته:
-مراتي معاها حق يا مرات عمي
التفتت "فرح" للخلف غير مصدقة ما قاله توًا، للحظة شعرت بالانتشاء لكونه قد دعم موقفها ووقف إلى جوارها معيدًا لها كرامتها التي أهدرت على يد سليطة اللسان تلك، تفاجأت "مفيدة" بدفاعه عن زوجته محطمًا أول مخططاتها لإفساد علاقتهما الودية، أضاف "يزيد" بتفاخر ليشعر زوجته باهتمامه بها ومعززًا من موقفها:
-أنا بأحبها ولو في حاجة هتضايقها يبقى مافيش داعي منها، احنا جايين هنا عشان نقوم بالواجب
حل الوجوم الشديد على وجه "مفيدة"، هتفت بتلهف مبررة عباراتها:
-لا يا ولدي، أني بس بـ ....
قاطعها من جديد مشيرًا بيده:
-دي ضيفة عندك، وإكرام الضيف واجب
أنت تقرأ
هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2) كاملة ✅
Romanceالجزء الثاني من رواية فراشة أعلى الفرقاطة نشر الجزء الأول في عام 2016 .. يخوض الضابط "يزيد" تحديدًا جديدًا في علاقته مع زوجته "فرح"، كلاهما يحتاجان لفسحة من الوقت لخلق الانسجام بينهما بعد أن حدثت الزيجة في وقت قياسي .. لكن الصراعات تضع علاقتهما على...