ذات يوم

743 89 46
                                    

ما أجمل الماضي!
دائماً ما نكون مفتونين بتفاصيله الدافئة و المحببة للقلب، لتلك اللحظات المحفورة كالصخر،
التي لن ننساها.

بطبيعتي أنا شخص يحدق للوراء، دائماً ما استرجع شريط حياتي و أعيد التفكير، في أيام الطفولة، البراءة و الطهر، لقد كنت سعيداً وقتها،
كنت أدب حياةً و حيوية،
عندما كنت طفلاً، آوي إلى فراشي بعد غروب الشمس، اتذكر أن والدي كان يضحك ملء فاه عندما يحدث أمي عبر الهاتف، و من ثم يطلبني ليلقي عليّ السلام فيتم اخباره بأنني نائم.

كنا كالطيور الصغيرة، ننهض صباحاً دون حمل اي هموم لما سيكون عليه اليوم، دون قلق، بشجاعة و حب لإستكشاف كل شيء، كبرنا فتضاءلت تلك السمات حتى صارت باهتةً لا ترى، أو بالكاد.

لم أنفك مفكراً في الماضي من جهات متعددة، كل تلك الأخطاء على مر سنوات عمري المعدودة، لا أزال أحاسب نفسي عليها،

ماذا لو لم أقم بذلك؟ ماذا لو كنت قد تحليت بالشجاعة ووقفت على المسرح يومها؟
ماذا لو واجهت المعلم الذي أنبني و ضربني ظلماً ووقفت في وجهه أو أخبرت شخصاً ، بدلاً من كتمان الأمر خوفاً منه و تحمل كل ذلك الألم و القهر دون البوح لأي شخص لفترة طويلة؟

إنها عادة و عبادة، رغم أنها تؤلم القلب،
مازلت مواظباً عليها منذ أمد بعيد، و تظل مقولة: "ألا ليت الزمان يعود يوماً"
ديدني و كتابي الذي لم ابرح صفحاته للآن.

ابكِني نهراً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن