° ذات صباح

476 58 43
                                    


ترقّبَ من خلال النافذة ذلك الشارع، تلك الحياه و ملأ رئتيه بنسيم الصباح الباكر،
أسرع للمضي و تتابعت خطواته في الطريق بمهل ليحفظ تفاصيل كل شيء، طالما سحره هذا الوقت من النهار، حيث يكون ناعماً، طاهراً و محبباً للقلب بشكل عفوي.

تفقد حقيبته الظهرية في الطريق خوفاً من نسيان شيء، رفع هاتفه المحمول ليتأمل وجهه لبعض ثوانٍ،
و من ثم ابتسم برضا و اعاده بسرعة ليكمل سيره المتمهل.

لطالما أحب الشوارع الخالية، العابقة بنسيم الصباح و صوت العصافير و بعض محركات السيارات البعيدة فقط،
تلك الأصوات الخافتة تمنحه شعوراً بالتفرد،
و كأنه بطل لرواية يتنقل بين شوارع مدينة عزيزة مهجورة،
لطالما تأمل المباني الرمادية من بعد و نسج في خياله مغامرات من الممكن خوضها هناك،
أو أمطاراً غزيرة يسير تحتها و يصل للمبنى الغامض متخذه ملجأ،
زفر بهدوء عندما لاحظ موقف الحافلات يلوح أمامه.

انتبه على طرف الطريق لطفل صفير، كان يقف قرب رجل عجوز جالس على كرسي قرب منزله، خمن الشاب بأنه حفيده، كان يبدو لطيفاً و يحدق به من على البعد،
عند اقترابه منهما، همس الصغير لجده بكلمات، فأجابه الأخير :
إذا، إذهب له!

اندفع الصغير راكضاً للشاب، و بعد ثوان زلت قدمه و سقط على التراب،
ساعد الشاب الطفل على النهوض، فأقبل عليهما الجد بوجه باسم و التفت مخاطباً الشاب :
"لقد أخبرني بأنه يريد أن يسلم عليك".

ارتسمت ابتسامه على ثغره و عانق الصغير بلطف، ثم صافحه قائلاً :
صباح الخير، كيف حالك؟

" صباح النور.
رد الطفل بإقتضاب فسأله مجدداً :
ما أسمك؟

" رامي.
رد الصغير بإقتضاب مجدداً فنهض الشاب و بحث في حقيبته، عن لوح الشوكولا المغلف الذي كان يود اهداءه لها، ابتسم و دسه بين يدي الصغير و لوح مبتعداً، ثم همس :
"له الشوكولا، و لكِ الكلمات.

تأمل الطريق عبر زجاج الحافلة مبتسماً و قد شعر بدفقة من السعادة، ذلك الصغير قد صنع له يومه.

|ماريوس،
في صباح الثامن من آذار /مارس 2018

ابكِني نهراً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن