أحمر: ذكريات ذائبة

120 14 4
                                    

نحن الآن ب2020 سنة مبهجة لكن زهراتي 💓
~


هل أستطيع أن أحبك؟
هل أستطيع أن أكشف الأسرار؟
هل أستطيع أن أثق بك،
بعدما خذلتني الأقدار؟
هل يمكنني التشبث بتلابيبك
ولا نفوت آخر قطار؟
حتى تعرف أن فؤادي
ما عاد يحتمل أي انكسار.

هذه الدروب الحقيرة دروب ليس لها انتهاء، دروب تبدء حيث تريد وتنتهي أينما تشاء، تخطط دون سابق إنذار ودون أي عناء مفترق الطرق مع الألم، الحزن، الانكسار، وتترك للنهاية شظايا سعادة لا سبيل لها إلا الاندثار.

لقد مضى كل شيء سريعا، لم يعد جيمين يأتي إلى محل الزهور، لا أراه بالجامعة ولا أتصادف بوجهه في الطرقات، كانت الأيام تمر متشابهات، الألم وحده يتضاعف ويتكاثر معه الشوق والهيام، وحدتي تثاءبت وملت الانتظار وهيمنت على المنزل أتعثر بها عند كل ركن من الأركان.

لا درب يوصل إليك أيها المحبوب البعيد، أين أنا وأين أنت من كل هذا؟ ما نصيبي من الأحلام التي تحيكها لي الليالي الحالكات؟ إن الأحلام مصيرها الفناء، لا وجود لهذه الأحلام، كفى! هذا الصراع يفتك بي، هذا الحب يقتلني، كل انشغال يشغلني عنه يعيدني إليه، أين هو، ماذا يفعل، ماذا يريد، هل يفكر بي أم أنني لست بباله من الحاضرين؟

لقد كان حبه الوحيد سري، كان يصعب علي الإقرار به، أنكره، أتجاهله، لكنه يظل حقيقة تؤرقني، لكن الآن، لا وجود لأي ستار قد يحجب هذا الألم، هذا التشوش، هذا التردد، لا تفسير آخر.

لم أستطع أن أقولها لنفسي فما بالك أقر له بهذا الحب الدفين؟ كل مرة أغرق بعينيه أرى الأحلام تتحقق، دونهما الشمس تأفل والنجوم تتناثر والليل يضمحل كأنه سراب، كان صوته هو الحقيقة الوحيدة التي أؤمن بها كأن الحقائق ما عادت تساوي إلا كذبات.
كل الحب الذي يحتوي فؤادي له أفديه، هو أقربهم إليه وأعزهم عليه، كأن كل معاني الحياة لم تعد تفيد أمامه، إنه مرضي وهو بداخلي متفش ومستفيض، لا سبيل لي في النجاة إلا المزيد، إنه ببالي كل وقت وحين حتى لو كان أمامي أشتاقه وأحن إليه.

كل ما مر من تلك الليالي صار سنوات طويلة ضعت بها، غرقت وحدي ببرك الخوف والتوجس والوعيد، هذا الشوق عنيف، شرس، مؤلم وغدار، يجعلني ألقف نفسي بكذبات بعد أن نفدت مني الأعذار، هذه الأحزان تنسكب من عيني انسكابا وتغرقني، تذيبني، تقتلني ببطء، لكنها تشفيني، أحزن فأتذكر أنه يبقى جزءا مني هذا الحزن عليه، كيف أنه تركني دون التفات، بعد أن أدركت أنني منحت قلبي ولم أكن مدركة حتى، كنت مخمورة، وسلب مني فؤادي في ظل هذا الضياع.

دخلت مملكة الزهور بخطوات بطيئة وقد خلت أن المتجر فارغ، كانت الهموم تستبد بي وتستحل كياني، تفجرت الأحزان بعيني ومع كل خطوة به ترتسم الذكريات وتزرع فما كان لي سوى أن أسقيها بدمعي، طيفه يجول هنا، يكلمني، يبتسم، يتنفس، كل تفاصيله الصغيرة منها والكبيرة تدهشني، جميل كأنه خلق كما يشاء، فريد من نوعه يزيد في الحسن والبهاء.
جلست عند زهور النرجس ولا زلت أستذكر كم أحبها كثيرا، في كل بتلة من بتلاتها قرأت صوته، لكنني فشلت في أن أجمع شتات نفسي أمامها، تحطمت القوة أمامها فانهرت باكية محطمة جزعة حتى حطت يد دافئة على كاهلي فالتفتت بسرعة فأجدها الجدة كيونغ مين.

خفقان زهر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن