"1"

7.3K 599 213
                                    

‏بوسان
ربيع ٢٠١٨


كنت أتأكد من جميع حقائبي وبأنني لم أنسى شيئاً لم أوضبه في تلك الحقائب
دخل والدي لغرفتي ليبتسم لي بحنان
"صغيري هل أنتهيت؟
لم يبقى الكثير على موعد القطار سوف نوصلك أنا ووالدتك لمحطة القطار فهي تبكي منذ علمت بأنك ستغادر إلى سيؤول وستبدأ مزاولة عملك الجديد هناك".
مسد كتفي بخفه.



"أوه أمي أنها درامية فعلاَ لقد أصبحت في الرابعة والعشرين من عمري ولا زالت تراني
طفلها الصغير اللذي لا تريد أن يبتعد عنها"
عبست بخفه وأنا أكتف ذراعي على صدري بغضب مزيف.


"ستبقى طفلها الصغير المدلل مهما كبرت ثم من يراك لن يصدق بأنك قد تخطيت العشرين حتى"
قرص أبي وجنتي الممتلئة بقوة.


"اخ الرحمة أبي أنت ستقتلع وجنتاي".


"هيا هيا أيها المدلل لنحمل حقائبك للسيارة والدتك تنتظرنا هناك بوجه محمر وعينان منتفختان من بكائها".

حملت حقائبي بمساعدة والدي واتجهت لسيارته القي أخر نظرة مودعاً المنزل اللذي ولدت فيه وعشت أيام عمري كلها هنا سأودعه لأعيش حياة مختلفة جداً عن الأجواء هنا.


لن أستيقظ صباحاً على صوت والدي ولن أتناول وجبات والدتي اللذيذة لن أسهر أمام التلفاز معهما ومع أخي الصغيى أخبرهم عن يومي وعن أحلامي اللتي أريد تحقيقها.



مسحت الدمعة اللتي تمردت من عيني متظاهراً بالقوة لا أريد أن أضعف وأعيش تحت ظل جناح والديّ يجب أن أكون ذاتي وأن أحقق حلمي بدراستي للقانون.



دخلت السيارة وأنا اسمع صوت بكاء أمي اللتي تجلس بجانبي في المقعد الخلفي في السيارة بينما أبي يقود وأخي الأصغر في المقعد الأمامي.
"لا أستطيع تخيل المنزل بدونك صغيري هل من الضروري أن تستقر في سيؤول؟
فكر جيداً بني ستبحث عن عمل في مجال تخصصك هنا صغيري"
كانت تمسح كفي بيديها بحنان تحاول اقناعي بعدم السفر والبقاء معها.


"أوما
أنا سأذهب لتحقيق حلمي الم تكوني من علمني أن أستمر في مطاردة حلمي وتحقيقه حتى لو كان بعيداً"
قبلت يدها لأردف بعدها
"ثم أن سيؤول ليست بعيدة في كل اجازة أنا سأعود لزيارتكم كذلك سأتصل بك يومياً محادثة فيديو حتى لا تشتاقي لي أتفقنا"
عدت لتقبيل ظاهر يديها بقبلات صغيرة متتالية.


"صغيري عدني بأنك ستحافظ على نفسك جيداً لا تمرض وكل جيداً لا أريدك أن تنحف أو تذهب هذه الوجنتين القطتنيتين اللتان أعشقهما"
وكما فعل والدي تبعته والدتي بقرص وجنتي بقوة.


"أرجوكما أتركا وجنتي"
كنت أنتحب وأنا أمسح مكان قرص والدتي بعد أن أبعدت يديها.


سريعاً وصلنا لمحطة القطار قبل أن أصعد للقطار حضنت والدايّ وقبل أن أحضن أخي الأصغر خاطبته
"كن فتى مطيع وجيد نحو والدايّ أرجوك هيونغ سيعود لتكون فخوراً به بين أصدقائك في المدرسة".


"سأنتظر عودتك هيونغ"
ابتسم لي لتتقوس عيناه على شكل هلال مشابهاً لإبتسامة عيني.


صعدت القطار وجلست في ذلك الكرسي اللذي يحمل الرقم في بطاقة صعودي كنت بجانب النافذة لوحت لعائلتي وانطلق القطار بتلك السرعة الفائقة قاصداَ أكبر مدن كوريا وأكثرها ازدحاماً.


نمت معظم ساعات الرحلة وحين اصبح القطار على مشارف المدينة الضخمة
أمسكت قلادتي الفضية على عنقي واللتي أهدتني اياها أمي أمسكت شكل القلب اللذي نحت عليها بين أصابعي وتمتمت بيني وبين نفسي
"سيؤول كوني شاهدة على تحقيق أحلام فتى بوسان بين ازدحامك".


***

أنتهى.

بارت قصير نسبياً بس كأفتتاحية لهالرواية.




بأعتقادكم من هو الشخص المسافر؟!!

من كوبل هالرواية؟

Love u all♥

طارد الأرواح الوسيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن