"12"

3.9K 477 255
                                    


"أرجوك ابني يموت ".

نقلت انظاري لحيث تشير فتوسع جفني رعباً حين رأيت طفلاً في سنواته الخمس الأولى يتشبث بقضبان الشرفة و يصرخ باكياً خوف السقوط .

انه الطابق الثالث بالفعل لو سقط الصبي من هناك سيتحول لجثةٍ متنائرة الاطراف مباشرةً ، ركضت إليه مقتحماً بيتها دون إذنٍ مسبق فالباب كان مفتوحاً من الأساس و هذا ما كشف شرفتها لي .

حاولت الوصول ليد الطفل لكن جذعي لم يكن ذا طولٍ يساعد ... حرت فيما افعل ، صراخ الطفل و بكائها بدأ يشتتني.

" هل لديكِ شالٌ من صوفٍ اصلي ؟!".

اومأت مسرعةً فصرخت بها
"احضريييههه بسرعة".

انتفضت راكضةً لأحدى الغرف و أحضرت الشال تناولني إياه ، فردت الشال انظر قربي بحثاً عن شيءٍ يمكنني لفه حوله و قبل ذلك سألت
" متأكدة أنه صوف اصلي ؟! سأتشبث به فإن لم يكن كذلك سأقع و ابنك كلينا !! ".

" اقسم أنه اصلي ! ".

من بين دموعها نطقت فعدت للبحث عن شيء اربطه له لكني عدت خائباً ، و فجأةً خطرت في بالي فكرة .. انحنيت و مررت ساقي عبر قضبان الشرفة حتى التصق جذعي بها .

أمرت الطفل
" تشبث بساقي هيا ".

مرتجفاً حاول التمسك برجلي و لولا انني مددت يدي مسرعاً ناحيته لكان سقط ، سحبت قميصه إلى الأعلى قليلاً فرفع جسده و تمسك برجلي .

تنفست الصعداء و عدت لطي جذعي حتى امسكته بكلتا يدي و رفعته أخيراً الهث معطياً اياها الايعاز

" التقطيه من الاعلى ! ".

مدت يديها و سحبته بالكاد فهي الأخرى كانت ترتجف بخوف . حضنته تبكي و تصرخ حتى إن كلماتها لم تعد مفهومةً لي .

استقمت متألماً فأثار القضبان طبعت على كامل معدتي و صدري ، الأمر كان مؤلماً خاصة حين ثنيت نفسي لأمسك به فقد تلاصق وجهي و فخذي تقريباً .

مسحت العرق عن وجهي و وجهتها
" لا تتركي باب الشرفةِ مفتوحاً إن كنت شديدة الانشغال . هذا سيعرض طفلك للخطر ! ".

استقامت تحمله و انحنت عدداً من المرات حتى أوقفتها بالاجبار لتومىء شاكرةً
" انا ممتنةٌ منك .. لقد صرخت لكن الجميع رفضوا مساعدتي .. شكراً لـ ... ".

" لا بأس سيدتي انا رجل قانون بعد كل شيء!".

ابتسامة قطعت مجاري دموعها قبل أن تتحدث
" من المتعب أن تربي طفلاً دون والده !! ".

طارد الأرواح الوسيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن