"أرجوك ابني يموت ".
نقلت انظاري لحيث تشير فتوسع جفني رعباً حين رأيت طفلاً في سنواته الخمس الأولى يتشبث بقضبان الشرفة و يصرخ باكياً خوف السقوط .
انه الطابق الثالث بالفعل لو سقط الصبي من هناك سيتحول لجثةٍ متنائرة الاطراف مباشرةً ، ركضت إليه مقتحماً بيتها دون إذنٍ مسبق فالباب كان مفتوحاً من الأساس و هذا ما كشف شرفتها لي .
حاولت الوصول ليد الطفل لكن جذعي لم يكن ذا طولٍ يساعد ... حرت فيما افعل ، صراخ الطفل و بكائها بدأ يشتتني.
" هل لديكِ شالٌ من صوفٍ اصلي ؟!".
اومأت مسرعةً فصرخت بها
"احضريييههه بسرعة".انتفضت راكضةً لأحدى الغرف و أحضرت الشال تناولني إياه ، فردت الشال انظر قربي بحثاً عن شيءٍ يمكنني لفه حوله و قبل ذلك سألت
" متأكدة أنه صوف اصلي ؟! سأتشبث به فإن لم يكن كذلك سأقع و ابنك كلينا !! "." اقسم أنه اصلي ! ".
من بين دموعها نطقت فعدت للبحث عن شيء اربطه له لكني عدت خائباً ، و فجأةً خطرت في بالي فكرة .. انحنيت و مررت ساقي عبر قضبان الشرفة حتى التصق جذعي بها .
أمرت الطفل
" تشبث بساقي هيا ".مرتجفاً حاول التمسك برجلي و لولا انني مددت يدي مسرعاً ناحيته لكان سقط ، سحبت قميصه إلى الأعلى قليلاً فرفع جسده و تمسك برجلي .
تنفست الصعداء و عدت لطي جذعي حتى امسكته بكلتا يدي و رفعته أخيراً الهث معطياً اياها الايعاز
" التقطيه من الاعلى ! ".
مدت يديها و سحبته بالكاد فهي الأخرى كانت ترتجف بخوف . حضنته تبكي و تصرخ حتى إن كلماتها لم تعد مفهومةً لي .
استقمت متألماً فأثار القضبان طبعت على كامل معدتي و صدري ، الأمر كان مؤلماً خاصة حين ثنيت نفسي لأمسك به فقد تلاصق وجهي و فخذي تقريباً .
مسحت العرق عن وجهي و وجهتها
" لا تتركي باب الشرفةِ مفتوحاً إن كنت شديدة الانشغال . هذا سيعرض طفلك للخطر ! ".استقامت تحمله و انحنت عدداً من المرات حتى أوقفتها بالاجبار لتومىء شاكرةً
" انا ممتنةٌ منك .. لقد صرخت لكن الجميع رفضوا مساعدتي .. شكراً لـ ... "." لا بأس سيدتي انا رجل قانون بعد كل شيء!".
ابتسامة قطعت مجاري دموعها قبل أن تتحدث
" من المتعب أن تربي طفلاً دون والده !! ".