"2"

5.8K 522 138
                                    

‏حاذيت الرصيف بمشيتي و نظري تاه معلقاً بين ناطحات السحاب شامخة الرؤوس الشاهقة ، لحماسي ما عدت اشعر بتعب السفر و ما خلفه غنائه .

جسدٌ صلبٌ ردني الى الوراء جراء اصطدامي به و خلف شيئاً من الالم على أنفي دعاني لفركه بكفي مغلقاً عينيي مخرجاً آهاً خفيفة .

فتحت جفني المغلقين و رفعت نظري لذاك الجسد و إذا به عمودٌ حديدي يكاد يناطح السطوح متوسطة الإرتفاع ، احاطة به عددٌ من الملصقات الإعلانية المتراكبة فوق بعضها .

حدقت بها للحظات قليلة ثم سحبت أنظارني من عليها بالكاد بعد أن دبت قشعريرةٌ مخيفة بجسدي سببها وقوع لحظيي على إعلانٍ يخص فيلم رعب .

خطوت الى الامام بتأني متجاوزاً ذلك الشارع شبه الضيق و انتقلت للطريق الرئيسي مجدداً ليعود زهو المدينة واضحٌ لعياني .

ارى الاضواء الشعشاعة و شاشات العرض العملاقة المعلقة على العمارات و اللافتات الضوئية شديدة البريق .. ما كان مني إلا أن ابتسم متحمساً لبدأ عملي سعياً خلف أحلامه .

أخيراً و بعد ما يقارب النصف ساعة من السير كنت قد وصلت للعنوان الذي أعطاني إياه والدي أبان سفري ، ركنت حقيبتي ذات العجلات بجانب الباب و لففت يدي لخلف ظهري فاتحاً احد جعب حقيبتي و اخرجت مفتاح الباب .

ادخلت المفتاح في الشرخ وسط القفل الدائري و قبل أن ادوره نظرت إلى الأسفل حيث الطابق الأول الذي بدى للحظةٍ مهجوراً بسبب انعدام شكل الحياة فيه .

متغافلاً عن ضنوني دورت المفتاح و دفعت الباب مرتين حتى فتح ، الصدأ كان يغطي قاعدة الباب و صوت الصرير كان مؤذياً لأذني ...

مددت يدي إلى الخارج متناولاً قبضة الحقيبة و جررتها إلي اخطو بجانبها داخل احضان الظلام الذي غلف المكان و ما فيه .

كإنطباعٍ اول كان سيئاً من رؤيتي للباب و اعتقدت في قريرة نفسي أن المكان ما هو إلى خربة لا تنفع حتى لعيش الحيونات كان والدي قد أنفق مدخراته المتواضعة بشراءها .

اسندت الحقيبة إلى الجدار و مددت يدي لجيبي مخرجاً هاتفي المحمول و شغلت الكاشف اسلطه على الجدران رغبةً بمعرفة موضع ازرار الكهرباء .

نقلت الضوء بين الجدار و الاخر مهملاً جانب الباب ، حتى أصبح الضوء عليه صدفةً ليستبين أنه المفتاح . هرولت إليه بغية ضغطه و تشغيل الضوء لكن شيئاً ما اعترض طريقي موقعاً اياي على الارض بقسوة و من حسن حظي أني قدمت يديي اتلقى بها الصدمة و إلا لكنت قد حصلت على كدمة .

صوت ارتطام جسدي بالأرض ثم تأوهي المتألم في الظلام تلت بعضها ليكون بعدها صوت نهوضي و انتقال خطاي الى المفتاح .

فتحته لتشتغل انوار الصالة و سرعان ما اشرق وجهي بإبتسامةٍ واسعة حين رأيت شكلها ، الخربة التي خالتها ظهر انها شقة واسعة و متوسطة الطراز .

كانت مرتبة و منظمة كما لو إنها سكنت من قبل احدٍ قبلي . لم يكن لها أي شبهٍ بالدراما التي صنعتها برأسي حول خشب الأرضية التالف و الفئران التي تتخذها منزلاً .

جلت بعينيي حول المكان متمتعاً بجمال الارائك المتباينة الالوان بين البني و تندرج إلى الأصفر و الارض خشبيةٌ فاتحها حيطانها بيضاء .

انتقلت للغرف اكتشفها إذ كانت تحوي على غرفتي نوم و مطبخٌ صغير بإطلالةٍ على الصالة مزودٌ بزاويةٍ منفصلة تحوي طاولةً تكفي لأربع أفراد مع كراسيها ذات شكلٍ مربع غايرت لون الارض ببياضها .


غرفة النوم الاولى كانت موضبة ومعدة تماماً لم ينقصها سوى أن تملئ بأغراض صاحبها و هذا النقص اكتمل حين بدأت بترتيب محتويات حقائبي فيها .


خرجت متوجها إلى الغرفة الأخرى القي عليها نظرة تفصيلية لكني توقف فجأةً ، جسدي تأهب و أذنيي انصتت لصوت خطاً قادم من جهة المطبخ ، ابتلعت ريقي و استدرت الى الخلف مستعداً لرؤية شيءٍ ما لكن عينيي لم تفلح بإلتقاط شيء و الصوت اختفى .

استمريت بالتحديق بذات الإتجاه بعيونٍ ارعشها الخوف خشية الاستدارة و الغفلة عما اجهل لكن سكون المكان هدء روعي و أعطاني الحافز لاكمل طريقي واصفاً ما جرى بالتوهم .


فتحت باب الغرفة و مددت رأسي داخلها ثم تبعته بجسمي و اخذت اتفحصها بهدوء رامقاً كل شيءٍ فيها حتى حفظتها و عرفت كل خباياها .


صوت مقبض الباب حرك أذني و صب جام جوارحي نحوه ، لففت خصري ناظراً بخوف بينما الباب يفتح ، ابتلعت ريقي وبدأت موجاتٌ من الحر و البرد بمهاجمة جسدي حتى فتح و ........

***

انتهى

طارد الأرواح الوسيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن