الفَصلْ الثَالـثْ

13.6K 763 754
                                    


يَجلـِس الْفَتَى شَارِداً إحدَى يَديهْ أسفَلْ وجْنتهْ والأخرَى تُمسكْ بكتَابهْ المفُضلْ المُعتَاد،يُفكرْ بذَلكْ الحـلمْ الغَرِيبْ والمُرعبْ لهْ فَرغمْ أنهْ مَضى مَا يُقاربْ أسبُوعْ ونَصفْ هُو لَايَزالْ خَائفاً مـن الَذهَابْ لمـكَانهْ بـجاَنبْ البْحيرهْ،جُزء مـنهْ يَشعـر بأنْ ذَلكْ لَمْ يَكنْ مجَرد حُلم،لَكن جُزء أخرْ مـنهْ يَستمر بـقولْ بأنْ ذَلكْ كَانْ مُجرد وَهم.!

قَاطعْ شُروْده يَد صَدِيقةْ التـي أمتـدتْ لتَضربْ زرَاعهْ التِي يَستنـِد عَليهَا ليَسقطْ وَيصدمِ وجُههْ بالطَاولهْ!!
"يَا إلهِـي أنفـِي!!"صَرخْ هَارِي بألمْ وهُو يَضعْ يَدهْ علَى أنفهْ ألذِي سُرعَانْ مَا أصبَحْ لَونهْ أحمَر ليْظهرهْ بـشكلْ ظَريفْ.

قَوسْ هَارِي شَفتيهْ وهُو يَضربْ مَاركْ بـخفهْ عَلى رَأسهْ وهوُ يَتصَنعْ الغَضبِ ولَكنْ ذَلكِ أظهرهْ بـشكلْ لَطيفْ أكثرْ فـي أعينْ مَاركْ الذِي يُقهْقه.
"حسَناً حَسناً أنَا أسفْ لَكنكْ أصبحَتْ تَشرد كِثيراً هَذهْ الأيَامْ ولَا تَذهبْ أيضاً فـي الَليل للَغَابةْ لـقرَاءة كتْبكْ مَاذا حَدثْ هَارُو؟! "نـطقْ مَاركْ بـنبرةْ مْتسَائلهْ وهُو يَضع يَديهْ حَولْ رَفيقهْ،هَارِي لَمْ يَكُنْ عَلَى طَبـيعتهْ طَوالْ الأيَامْ الفَائتهْ لَمْ يَكنْ الأمرْ غَرِيب أنْ مَاركْ لَاحظْ ذَلكْ فَهوْ يَعلمِ هَارِي أكثر مـنْ نَفسهْ حَتى.!

تَنهد هَارِي فَهوَ لَا يَعلمْ حتى لمَا لَمْ يَخبر مَاركْ بالأمر!!
هَارى دَائماً مَا كَانْ يْخبر مَاركْ بكلْ شَيئ يَحدثْ بـحياتهْ،لَكن شَيئ بـدَاخلهْ يْخبرهْ أنْ لَا يقولْ شَيئ!.
"لَا أعلمْ مَاركـِي لَكنْ لِا أشعرْ بـرغبهْ بـفعلْ شَيئ حَقاً!"قَالْ هَارِي وهُو يَضَعْ رأسهْ علَى كتفْ مَاركْ الذِي ْيَستمع لهْ بأهتمَامْ كَالعـادهْ؛وذَلكْ لَمْ يَكنْ كـذباً حقاً فهَارِي يَكونْ كذَلكْ قَبلْ أقتراَبْ مِوعدْ ذِكرى وَفاهْ والديهْ.

"أسَفٰ،ذَلكْ بسببْ ذِكرى وفَاتهمْ بَعد أسبُوعْ لَطيـفيْ،صَحيـح؟"تَمتمْ مَاركْ بأسفْ فَهوْ نَوعاً مَا نَسى ذَلكْ حقاً،أومئْ هَارِي بينَما هُنَاكْ هَالهْ مـنْ الحُزنْ أحاطتْ بالَرفيـقينْ..حَاوط مَاركْ هَارِي بـيديه الأثنَانْ وهُو يُمرر يَدهْ يَده عَلى طُول زِراعه،مَاركْ يَعلمِ بـكمْ هَارِي حَساسْ حينـماَ يَتعلقْ الأمرْ بعَائلتهْ الرَاحلةْ.

هَارِي كَانْ مُتعلقْ للـغايهْ بـِوالدَيهْ،فَرحـيلهمْ كَانِ صَدمهْ لهْ وكَانْ أيضاً فـي عْمر صَغيـر،عَكس مَاركُوس تمَاماً فمَاركْ لَمْ يَكنْ أبداً متُعلقْ بـوالديهْ فَهمِ كانُوا أغلَبْ وَقتهمْ بالعَملْ كَما أنهمْ تَوفُوا بـحَادثْ طَائرهْ عندَما كَانوا ذَاهبـِين لإحدِي رحَلاتهمْ المُعتَادةْ!!
مَاركْ لَمْ يَعتَاد عَلى وجُود وَالديهُ بـجانبهْ لذَلكْ لَمْ يتأثَر كِثيراً عـند رَحيلهم،هو أخبر هَارِي بـذلكْ.

PURE L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن