الرابع من نيسان سنة 2000
مدينة باريلوتشي - الارجنتين
حين أدرك عتبة المنزل. كانت فوهته _المنزل_ مهشمة فكان بمقدوره سماع مزيج من الاصوات الصادرة من الداخل والتي تمكن من تمييز معضمها. كنشيج اخته الصغرى وصوت بكائها الذي تشفق له حاسة سمعه وتدفعه لمواساتها كلما شعرت بالالم. تمكن ايضا من سماع صوت تحطم الزجاج ضد الارضية الصلبة وأمه التي تصرخ متوسلة. صوتها تمازج مع صوت جشىء يرسل القشعريرة للاذهان مباشرة.
خطت قدماه الصغيرتان بتثاقل للداخل حاملا محفظته وراء ضهره. لقد إستلزم والدته عدة أشهر لتقنعه بضرورة ارتداء محفظته، لكنه إلى حد اللحظة الحالية يشتكي ثقلها الذي ينهك عظامه الهشة ويسبب له تقوسات في ضهره الصغير.
فتح عينيه على مصراعيهما وحرك رأسه ليدفع غرته عن عينيه ليتسنى له النظر بوضوح.وفي تلك اللحظة، آرتخت عضلاته ليسمح بسقوط ورقة رسم جديدة. لقد تعود على اعداد رسوم فنية في مدرسته بمساعدة مربيته التي يناديها بـ 'ماندارين'، نظرا للون شعرها الناري الذي استرسل على كتفيها.
عائلته تقف في منتصف الورقة، متمسكة بأيادي بعضها وكُتب فوقهم بخط مائل وحروف كورية متداخلة 'أحبكم عائلتي للأبد'.
التقطت عيناه جثمان والدته الجاثية على ركبتيها متوسلة للرجل أمامها. انسابت قطرات حمراء قانية متواصلة من اعلى جمجمتها إلى اسفل فكها ببطء لتخلف ورائها آلاما لاذعة.
لقد كان مقبل على أن يريها ما صنعت يداه اليوم، فتتسلل أناملها لتربت على شعره ذو الخصل البنية بابتسامتها المعهودة التي ترسل في نفسه شعور الاطمئنان.
وعلى ذكر ابتسامتها، هو لاحظ اضمحلال النور المنبعث من وجهها منذ مدة لا بأس بها. وحين كانت تنتهي من تنويم اخته الصغرى كان يتأملها عبر ثقب القفل كيف تركض الى غرفتها وتتهافت على الارض مسندة جسدها على سريرها باكية، منتحبة، منكسرة.
وهو فكر أن سبب بكائها يعود إلى القابع أمامها. وفي رواية أخرى 'والده'.أخذ شعرها في قبضته وصفعها على وجهها ثم وجه لها ركلة في معدتها لتإن بألم وتتكور على نفسها بإنهاك.
كل انش من جسدها يرهقها حد الموت. لم يعد بقدرتها على تقبل المزيد من الضرب، ففي الآونة الأخيرة، أصبحت مجرد أداة رخيصة يتم تعنيفها ثم رميها بقوة.مرّ عليه شريط ذكرياته وسط الضوضاء والصراخ وتوقف عند نقطة ما يشاهد ما تبقى من ذكرياته البائسة.
'العودة للماضي'
"لم لا تغرب عن وجهي دايڨيد ؟" همست له ذات العينين الاسيويين تدفع كتفيه "هذا ليس الوقت المناسب، سيهون يراقبنا وأنت ثمل حتى في وضح النهار." أطرقت بحدة ولكن نبرتها لا تزال منخفضة.
أنت تقرأ
INCRIMINÉE | المتهمة
FanficINCRIMINÉE - متهمة الستمرار في العيش وسط هذا العالم المسمم، بالنسبة لي هو عبارة عن تناقض خطير. نكون السبب في تحطيم حياة أحدهم ثم نكتفي بمراقبتهم يحترقون دون إبداء أي رد فعل، فقط من أجل الحفاظ على حياتنا. فقط حتى لا يكون دورنا هو التالي. كياني تجرد م...