Chapter 1 [معدل]

1.2K 73 9
                                    

حقا ما اصعب ذلك الاحساس الذي يراودك فجاة... ذلك الاحساس الذي يجعلك ترغب ان تزهق حياتك بكل بساطة لانك سئمت العيش.. تشعر انك سئمت دقات قلبك وودت لو توقف خط النبض !..

* * *

في تلك الغرفة الشاسعة. جدرانها بيضاء انعكست عليها الانارة البيضاء لتزيدها نصاعة ولمعانا.

توسطت الغرفة ذاك السرير الذي موضع عليه ذلك الجسد الهزيل. جسد اقل ما يقال عنه بلا روح.

حدّقت تلك الهيئة بالفراغ بتعابير فارغة. شفاه جافة لدرجة التشقق. بشرة شاحبة وعيون جامدة اقسمت الا ترمش.

القت نظرة على معصمها الملفوف بضمادة والاجهزة المتصلة بجسدها.

أَيُعْقَلُ أنّـَها أخْفَقَت مُجدّدًا ؟

احتى الانتحار صار من الصعب عليها القيام به ؟

في تلك الاثناء. ادير مقبض الباب وفتح لتدخل امرأة في منتصف عقدها الرابع. بدلة انيقة و رسمية سوداء تعكس لون الجدران الخال من الحياة.

اطلقت صرخة بينما حثت خطاها في اتجاه ابنتها لتحتضنها بقوة.

" أون جي ! "

توالت دموعها على وجنتيها بحرقة فيما تحدق بابنتها وتشعر بالعجز امامها فهي لم توفر لها الحماية المناسبة.
لقد كانت هي السبب في ذلك
فهي ارادت لابنتها حياة عادية
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن اليس كذلك ؟

" اونجي ابنتي الغالية.. لما وقومين بفعل هذا لاوما ها ؟ لقد اقلقتيني عليكي صغيرتي. " نطقت الامرأة بصوت تكسوه البحة وراحت تمسح على وجهها وتقبله من كل النواحي.

تراجعت اثر نحنحة صدرت عند الباب والتفتت فكان زوجها يقف على عتبة الباب.
رجل في اواسط عقده الخامس
ببدله كاريوكي سوداء تناسبت معه ومع شعره الاسود كثيف البياض
تجردت ملامحه وكان حانقا لدرجة اكتساب وجهه تلك الحمرة الطفيفة

تقدم من السرير حيث اونجي وثبتها بعينيه غير ان الجالسة على السرير لم تكلف نفسها عناء الالتفات له حتى.
بسط الرجل كفه ليحتل وجه اونجي بصفعة قوية تركت لها اثارا من الظل الوردي
شهقت الامرأة من الخلف وغطت فمها بكفها

" الى متى ستتوقفين عن هذه التفاهات ؟! الى متى ستنضجين وتبدإين التفكير بابجابية ! " صرخ الرجل بسخط منتظرا اي رد منها وهو مالم يحدث طبعا..

كور قبضته بحنق واستطرد قائلا:" حسنا اذن انتي لا تتركين لي خيارا اخر. "
القى لها والتفت مغادرا الغرفة وصفق الباب خلفه بقوة.

تقدمت الامرأة من ابنتها وقد جفت دموعها على وجهها وصرخت بها مؤنبة:" ياا ! لم لم تعتذري هاا ؟ انتي المذنبة في النهاية ! "

لم تتلقى غير الصمت المتواصل
ولا شيء غير الصمت

" لقد سئمت كل لامبالاتك ! " استنشقت الاخيرة الهواء ونهضت لتخرج من الغرفة "

* * *

" مالذي تنوي فعله؟ "
جلست الام بجانب زوجها على احد المقاعد بذلك المشفى..
" انا سأفعل ما يتوجب عليّ فعله.."

" ارجوك لا تقس عليها.. مازالت صغيرة.. اون جي لاتزال فتاة قاصرة.. هي لا تعرف ما تفعله.." ترجت الامرأة بنظراتها زوجها

" اون جي قاصرة؟ ستبلغ سن الثامنة عشر بعد عدة اشهر وتقولين عنها قاصرة؟.. ابنتك متهورة ومدللة كثيرًا لذلك عليها ان تتلقى الرباية قبل ان يفوت الاوان !" نهض الاب وغادر المكان بخطى واثقة تاركا اياها غارقة في تفكيرها.

______________________________________________

مرحبا ! شكرا لكل من مر ليقرأ روايتي !

ساكون ممتنة لكم جميعا و اتمنى ألّا اخذلكم بهذه الرواية و ان تدعموني ❤

INCRIMINÉE | المتهمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن