ترتشف شاي الصباح الممزوج بالورد في شرفتها ، مع كعك الفانيليا المفضل.
إنه وقت مقدس بالنسبة لها.
في هذا الوقت تقوم بتصفية ذهنها المشتت.
تتأمل ذلك المنزل بشرود...
وتنتظر ذلك الكلب بهدوء.
هذه المرة تأخر في القدوم!
شعرت بالقلق وأصبحت الأفكار السوداء حولها تدور!
هل هو بخير؟
الساعة قد تجاوزت السابعة صباحا وهو لم يظهر منذ ليلة البارحة؟
أرادت اخباره بأنها ولأول مرة يمر يومها دون تلقي ضرب عنيف.
فلقد سافرت العائلة ظهر البارحة لمدة شهر بسبب مرض تلك المرأة ؛ وهي ستستريح من عذابهم.
ستجد كدماتها وقتا لتشفى وتختفي تماما ، ويعود جلدها إلى لونه الطبيعي.
ستستطيع إبعاد شعرها عن وجهها بما أنه أكثر مكان تزين بالكدمات أخيرا.مر الوقت وليس للكلب أي أثر!
القلق والتوتر تمكنا منها كثيرا مما جعلها تقف لتتكئ على سور شرفتها وهي تمعن النظر بمنزله.
تجول ببصرها بين النوافذ وأرجاء الحديقة بقلق ظاهر.
رفعت شعرها عن وجهها وربطته ؛ لتظهر ملامحه ويتضح لون الكدمات البنفسجي.
بسبب ارتباكها وانشغالها بالبحث عن ذلك الكلب ببصرها ، لم تنتبه لتلك العينان اللتان تحدق بها بحاجبين مقطبين!
تنهدت بعد أن فقدت الأمل في ظهوره ؛ فدخلت إلى غرفتها ونادت الخادمة لتأخد صينية الشاي.
دخلت الخادمة وهي تحدق بالمستلقية بصدمة اعتلت ملامحها...
رفعت الأخرى نظرها ناحيتها فتذكرت أنها قامت بربط شعرها وابعاده عن وجهها.
ابتسمت لتخاطبها :
"وجهي مخيف أليس كذلك؟"
ارتبكت الواقفة وأنزلت رأسها باحترام :
"اعتذر ، سآخذ الصينية من فوري"
"لا شيء يستحق الإعتذار لي تان ، أعلم أن وجهي مخيف على كل حال"
"كلا وجهك جميل آنستي ، وأنا أتمنى أن تزول هذه الكدمات سريعا لنتمكن من رؤيته"
ابتسمت في نهاية كلامها ثم توجهت إلى الشرفة لتنفيذ ماطلب منها.
بينما الأخرى قهقهت بخفة لما قالته ، ومن ثم فتحت شعرها لتعيد إسداله على وجهها مخفية للكدمات.مر أسبوعان ونصف على بقائها وحيدة في المنزل ، واختفاء ذلك الكلب!
حياتها زادت مللا لدرجة أخنقتها!
على الأقل كان وجود تلك العائلة يطفي بعضا من الحيوية في المنزل ، وخصوصا ذلك الصغير ، لقد اشتاقت له كثيرا وللعب معه.في تمام الثامنة صباحا ، قررت الخروج من المنزل بعد أن كانت حبيسته لمدة أربع سنوات بسبب الكدمات التي كانت تلازم وجهها دوما، والتي اختفت الآن تقريبا ولم يتبقى سوى آثار التي تزين أسفل خدها الأيمن.
سعدت كثيرا لرؤية وجهها من جديد ، وسعدت أكثر لأنها سترى العالم الخارجي بعد انقطاع طويل.
نظرت لوجهها في المرآة للمرة الثالثة ؛ لتتأكد بأنها قامت بإخفاء كدمتها بواسطة مساحيق التجميل جيدا، ومن ثم ارتدت معطفها وحملت حقيبتها لتتوجه إلى الأسفل.
فتحت باب المنزل لتستقبلها نسمات الهواء الباردة ، والتي أعادت الحياة داخلها...
شعورها عندما رأت الشارع والمنازل لايوصف حقا.
أصبحت تسير وتتلفت حولها مبتسمة.
توقفت عند أحد المقاهي لشراء بعض القهوة ، وكم سعدت حينما رأت الناس وخاطبها المحاسب يسألها عن نوع القهوة التي تريد.
خرجت عائدة أدراجها تحتسي قهوتها علها تكسبها بعض الدفء ؛ فالجو كان باردا ولكنه مازال جميلا.
نظرت إلى ذلك المنزل الذي يقطن به الكلب بينما تقف أمام باب منزلها.
قررت الذهاب إليه أملا في رؤيته ، لكنها مترددة كثيرا في قرع الباب.
ما الذي يتوجب عليها قوله إن فتح لها الباب ، وهي لاتعرفهم؟
تشعر أنها ستكون فضولية إن سألت عن كلبهم دون معرفة سابقة بهم.تقدمت ثلاث خطوات ناحية الباب ، ثم تراجعت ذات الخطوات إلى الخلف.
لم تستطع قرعه ؛ لذلك استدارت عائدة إلى منزلها.وهذه المرة كسابقتها !
لم تنتبه لتلك الابتسامة المتسعة ، أو لتلك اليدان اللتان قامتا بفتح الباب بحذر!
لينطلق من خلفه ذلك الجسد الكبير ، يركض بسرعة جنونية نحوها!___________________________________________
يتبع...التعليق وطرح الرأي يهمني كثيرا♥♡