أوهام تشين مي إذا؟

2.9K 252 133
                                    

في بعض الأحيان ، يكون مانعيشه مجرد خيال أو وهم من صنع عقولنا...
نحتاج للعيش في عالم من نسيج خيالنا بعيدا عن ضوضاء واقعنا...
إنه لأمر طبيعي ، إذ إننا نعي أنه مجرد خيال صنعناه بأنفسنا...
لكن إن كنا جازمين أنه الواقع ، فلا يوجد مكان يناسبنا سوى مشفى الأمراض العقلية!
وهذا تماما ماكان يحدث مع يوباي في خيالها...
و تشين مي في واقعنا...!

"تشين مي البالغة من العمر اثنان وثلاثون عاما ، تعاني من اضطرابات عقلية أدت إلى جعلها مختلة بالكامل.
هي تعاني من الشيزوفرينيا وقد تطور هذا المرض حتى أصبحت تندرج تحت مسمى الجنون.
إنها هنا منذ أربع سنوات مضت ،  وحالتها تزداد سوءا حيث أنها تتخيل وجود أشخاص معها وتقيم حوارات معهم ، هي أيضا لديها مذكرة تكتب فيها كل مايجري وسأطلعك عليها بالتأكيد"

ناولت من أمامها ملفا أسود لتتابع:
"هنا ستجد بقية المعلومات عنها ، ومذكرتها أيضا ، وحين تقرأها ستعلم أنها تدعي بأن اسمها بارك يوباي."

رفع كلا حاجبيه باستغراب:
"تدعي أنها أنت؟"

ابتسمت:
"ربما بسبب ملامزمتي لها ومراقبتي الدائمة ، هو في الحقيقة أمر طبيعي كونها جنت بالكامل".

"حدثيني قليلا عن حالتها ، وعن ماتكتبه؟"

"في أول لقاء لي بها لاحظت انها لاتجيد التعبير عما بداخلها أو التحدث عن نفسها بشكل جيد ، اقترحت عليها كتابة يومياتها بعد أن علمت من والدتها أنها تحب كتابة مذكراتها منذ صغرها.
الأمر سار بشكل جيد ، إذ إنني استطعت معرفة ماتعاني منه بوضوح.
هي تكره والديها لذلك ستجد أنها في مذكرتها تدعي أنهما ليسا كذلك ، وأيضا هي تسعى للبحث عن والديها الحقيقيان."

"الأمر معقد معها إذا؟"

"أجل كثيرا ، خاصة أن الأسماء المذكورة في هذه المذكرة ، هي أسماء أشخاص قابلتهم فعلا ، مثل صديقي الكاتب كيم ريو الذي رأيته قبلا وهو يخرج من غرفتها عندما قمت بتخديرها".

"أهو أحد شخصياتها الوهمية أيضا؟"

"تظن أنه جارها الذي يساعدها في البحث عن والديها".

"حسنا آنسة يوباي ، أشكرك على هذه المعلومات ، علي الانصراف الآن".

انحنت له بخفة ، ثم استدارت خلفها لترى من خلف الزجاج تلك التي استيقظت وكانت تنظر إليها.
ابتسمت لها لتنصرف بعد ذلك.

جلست على الكرسي المقابل له حال وصولها إلى المقهى ، لتغمض عينيها وتعيد رأسها للخلف متنهدة بتعب.
رفع رأسه من دفتره الكبير لينظر لها واضعا القلم داخله ، ثم أغلقه ليخاطبها:
"هل أنتي بخير؟"

اعتدلت في جلوسها لتنظر له واضعة كلا ذراعيها على الطاولة أمامها:
"لا أعلم إن كان مافعلته صوابا في تسليم مريض لي لطبيب آخر ، لكن أعتقد أنني أشعر ببعض الراحة"

اذا من أنا ؟  "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن