اقترب منها وأخذ معصمها حول رقبته ، ومرر يده خلف ظهرها مساعدا لها في النهوض.
كانت تحدق به بغضب ودموعها لانية لها بالتوقف مطلقا.
حدثته قائلة :
"لما لم تقم بسرقة المنزل والذهاب من فورك دون التدخل فيما لايعنيك ، أكنت خائفا من أنني رأيت وجهك؟ على كل حال أنا كنت سأموت"نظر إليها مقطبا حاجبيه :
"هل وجهي يوحي بأنني لص؟""أيا يكن ، فقط قم بقتلي حالما نخرج من هنا وادفني في أي مكان ، أو قم بحرقي لايهم ، فقط أريد إنهاء حياتي هذه"
بكت في نهاية كلامها منزلة لرأسها...
حدق بها قليلا ثم أكملوا سيرهم إلى خارج المنزل.
طيلة الطريق كانت تبكي مغمضة لعينيها ولم تعي أنه أدخلها إلى منزله.
نادى على أحدهم ، فسمعته يخاطب من وقف أمامهم توا :
"اتصلي بالطبيب ، ثم تأكدي بأن الغرفة معدة"بعدها وجه كلامه إليها :
"هل أبلغ الشرطة عنهما أم أنك تودين فعل ذلك؟"فتحت عينيها لتنظر له باستنكار مما أربكه ، فتابع كلامه :
"حسنا يبدو أنني سأأجل ذلك إلى حين إخبارك ببعض الأمور"حدقت به لهولة ثم استدارت ناحية صوت النباح القادم نحوها ، فابتسمت باتساع وجثت على ركبتيها متألمة لتعانق مينو بكل قوتها.
خاطبته وهي تبكي :
"ربما قد يكون السبب الوحيد لبقائي على قيد الحياة هو أنت مينو"ابتسم الواقف ثم أردف:
"ما رأيك يا آنسه بأخذ حمام دافئ لإزالة الدماء التي تغطيك ، ريث ما يأتي الطبيب لفحص قدمك؟"نظرت له تبادله الابتسام :
"أشكرك"انحنى ليساعدها على النهوض وكل مايدور في ذهنه هو كيف أنها متناقضة نوعا ما ، فهي للتو كانت تبكي بحرقة وتريد الموت بأي طريقة ، لكنها حالما رأت مينو غيرت رأيها تماما وهي تريد حياتها؟ أيعقل أن لهذا الكلب تأثيرا قويا على مزاجها؟.
انتهت من الاستحمام وبدلت ملابسها والتي قد تفاجأت بأن ذلك الشاب عاود الذهاب لمنزلها وجمع حاجياتها ليحضرها لها ، وقد تبين أن المختلان لم يصلا بعد إلى المنزل.
فحصها الطبيب وضمد قدمها مطمئنا لها بأنه مجرد التواء ستشفى منه بعد مدة.جلست على سريرها تمد كلا قدميها ، وتريح رأسها على الجدار خلفها.
طرق الباب فرفعت رأسها تجيب ب "تفضل".دخل ذلك الشاب مبتسما وجلس على الكرسي الذي بجانب السرير متحدثا :
"هل أنتي بخير الآن؟"أومأت مبتسمة :
"أشكرك كثيرا""لم أقم سوى بواجبي كجار لك"
"إذا ! ألن تخبرني كيف تمكنت من دخول المنزل؟"
قهقه بخفة ثم استرسل :
"بكل بساطة عندما رأيتك في الشرفة بذلك الوجه أيقنت أنك ستقدمين على فعل شنيع ، لذلك ركضت إلى منزلك ولحسن الحظ وجدت الباب الخلفي مفتوحا""هل كنت تراقبني؟"
"ربما؟"
ضحك ثم نهض متوجها إلى الباب ليكمل :
"إنه وقت النوم يا آنسه ، تصبحين على خير الآن"كاد يغلق الباب لكنها استوقفته قائلة :
"انتظر"فتح الباب قليلا ينظر لها فتابعت :
"أشكرك كثيرا"أومأ لها مبتسما ثم أغلق الباب وذهب إلى غرفته.
استلقت وبعد أن دخلت تحت الملاءة وهي تفكر...
يبدو أنه طيب القلب ، فهو قد ساعدها على الخروج من ذلك الجحيم دون أدنى معرفة مسبقة بها.
ابتسمت ثم التفتت للجهة الأخرى وغطت في النوم.
بينما ذات تلك العينان كانتا تراقبانها من حيث لاتعلم!_________________________________________
يتبع...التعليق وطرح الرأي يهمني كثيرا♥♡