عادت تلك العائلة من سفرها ، وعادت الحياة البائسة لها...
أصبح الضرب أعنف من ذي قبل ، وأصبحت دماؤها تسيل أكثر!
وصل ذلك الرجل لمرحلة ضربها بحزام بنطاله ، بعد أن تجردها تلك المرأة من قميصها !
ما اختلف الآن في تعذيبهم هو أنهما لم يلمسا وجهها وأصبحا يركزان على جسدها ، وخاصة ساقيها وكأنهما يحاولان إعاقتها عن الحركة...
عندما وصلا استقبلاها بالأحضان الحارة وظنت أنه بسبب مرض تلك المرأة ربما ستتغير حياتها معهم ولو قليلا...
لكن ظنها قد خاب عندما دخلا عليها في اليوم التالي وانقضا عليها كالوحوش الهائجة!
ذلك الصغير منع من مغادرة غرفته وأصبح حبيسها ربما لطيلة حياته ، لكنه ولحسن حظه طلبته جدته والتي هي والدة والده للمبيت عندها بحجة أنها مشتاقة له.
اطمأن قلبها وارتاحت كثيرا لذاهبه ؛ فتلك الجدة تملك قلبا أبيض.مر أسبوع على عودة هذان المختلان -كما سمتهما- ، وكانت هذه الأيام بالنسبة لها جحيما...
كل ما أصبحت تريده وترجوه هو الموت...
تتمنى أن يقوما بقتلها لتنتهي حياتها البائسة!
تراجعت عن قرارها في معرفة من تكون ، وماتريده فقط هو الرقود في قبرها بسلام!
وهذه الأيام لم تعد ترى الكلب مينو مطلقا ، لأنها تلازم الأرض دائما ولاتنهض سوى للذهاي إلى الحمام وبمساعدة من الخادمة لي تان ، والتي هي سبب بقائها على قيد الحياة حتى هذه اللحظة.
فهي تقوم بجلب الطعام لها واطعامها ، وتعقيم جروحها ، ولكن تقوم بذلك فقط عند عدم تواجد الزوجين في المنزل ، خشية طردها أو تعذيبها هي كذلك.في ليلة تزينت سماؤها بالبدر ، وبينما هي مستلقية على الأرض تتألم إثر تلقيها للضرب قبل ساعتين ، رن هاتفها معلنا عن اتصال.
نظرت إلى هاتفها الملقى بجانبها لتتفاجأ بأن المتصل هو تلك المرأة...
أجابت واضعة الهاتف على أذنها دون النطف بحرف لتستمع إليها متحدثة:"أعلم أنك لن تستطيعي الكلام ونحن آسفون على مافعلناه ، وتعبيرا عن أسفنا أحضرنا لك مفاجأة ستعجبك ، نحن في الطريق الآن لذلك كوني بخير إلى حين وصولنا "
أغلقت الخط ورمت هاتفها ليرتطم بالجدار ويكسر!
نهضت بصعوبة لتستقيم وتفتح باب شرفتها ، ثم أغمضت عينيها سامحة لدموعها بالانهمار بلا توقف!
اتكأت على سور شرفتها وهي تنظر للأسفل مبتسمة بيأس...
سئمت من هذه المعاملة الغريبه والتي تجهل سببها...
سئمت من هذا التعذيب الذي تجهل سببه أيضا...
سئمت من كونها تجهل من هي ، ولاتملك أي معلومة عن نفسها...
في هذه اللحظة تمنت أن يكون هذا الارتفاع مميتا بما أنها ستقفز من الطابق الثاني فقط!
هي ستموت بالتأكيد لأن جسدها هالك جزئيا ولن يحتمل أكثر مما هو عليه.
اتسعت ابتسامتها حينما تذكرت أنه لايوجد أحد في المنزل ؛ فجميع الخدم في إجازة منذ البارحة!
إذا هي ستموت بسلام دون أن يزعجها أو يمنعها أحد!رفعت قدمها اليمنى والتي هي أقل ضررا من الأخرى محاولة صعود السور لتخطيه.
وقفت على حافة الشرفة بينما أصبح السور خلفها متشبثة به...
نظرت لحديقة المنزل التي أمامها لتجد مينو ينظر لها بهدوء!
ابتسمت له وهمست:"أحسنت مينو ، ابقى هكذا"
أغمضت عينيها مستنشقة الهواء العليل ، ثم أبعدت يديها عن السور تاركة له...
وهنا أصبح مينو ينبح بصوت عال ، وهي لم تشعر بنفسها حينما ارتطمت بأرض شرفتها إلا عندما آلمتها قدمها!
رفعت نظرها عندما شعرت بيد ممسكة معصمها بإحكام ، لتلتقي عينها بعيني شخص أمامها يجلس على إحدى ركبتيه ينظر لها بقلق!
فزعت كونها ترى هذا الوجه للمرة الأولى ولاتعلم من هو!نطق بعد أن التفت خلفه ثم عاود النظر إليها :
"امنحيني بعض الثقة ، وهيا انهضي معي"...!
________________________________________
يتبع...التعليق وطرح الرأي يهمني كثيرا♥♡