مالم يكن بالحسبان؟

2K 195 30
                                    

بينما هما يسيران عائدان إلى المنزل ، توقفا عند أحد المتاجر بحكم أن ريو أحس بالعطش.
انتظرته يوباي خارجا وهي تتكئ على سور تواجد أمام رصيف المتجر.
كانت تنزل رأسها للأسفل مغلقة لعينيها ؛ فهي من عادتها فعل ذلك كلما شعرت بأنها ليست على ما يرام.
مر بعض الوقت ، ثم رفعت رأسها ليقع نظرها على الشجيرات أمامها.
قطبت حاجبيها متعجبة حال رؤيتها لظل شخص قد تحرك مبتعدا...
كان يقف بين تلك الشجيرات متخفيا يراقبها ، وحينما لاحظ أنها رأته ذهب من فوره...
هكذا فسرت الأمر لذاتها ، وبقيت تحدق بالمكان الذي تواجد به وعلامات الاستفهام بادية على وجهها.
عاد ريو وهو يرتشف من عصيره ليقف بجانبها.

حالما لاحظ تعابير وجهها وتقطيبها لحاجبيها ، نظر إلى ماكانت تنظر إليه مبعدا ماصة العصير عن ثغره ليتحدث:
"أهناك خطب ما؟"

وضع قنينة العصير الأخرى التي جلبها لها أمام وجهها ، لتأخذها منه مجيبة:
"لنعد إلى المنزل أولا"

عندما وصلا توجها مباشرة إلى حديقة المنزل وجلسا مقابل بعضيهما على العشب.

بدأ ريو الحديث من فور جلوسهم:
"هيا أخبريني ، ها نحن ذا في المنزل!"

"بدأ ذلك منذ فترة طويلة ، دائما ما كنت أشعر أن هناك من يراقبني ، حينما كنت أشعر بذلك كنت أحاول إقناع نفسي أنني أتوهم وأنه مجرد شعور ربما يكون بسبب ضغط ما أو شيء من هذا القبيل.
لكنني تأكدت من ذلك اليوم ، رأيت شخصا بين تلك الشجيرات متخفيا يراقبني ، رأيت عينيه فعلا"

"هذا غريب جدا ، ربما يكون لذلك الرجل وزوجته يد فيما رأيت؟"

"لا أعتقد ذلك ، فهذا الشعور يراودني منذ زمن ، منذ أن علمت أنهما ليسا والدي وبدآ في تعذيبي.
كنت أظن أنه أنت عندما ساعدتني وكنت أسميك بصاحب العينان واليدان ، لكن تبين لي أنك صاحب اليدان التي فتحت الباب لمينو في ذلك اليوم فقط.
أجهل ماتخفيه تلك العينان ؛ لذلك أشعر أحيانا ببعض القلق".

"توخي الحذر إذا وأعلميني إن رأيته مرة أخرى"

"على أي حال ، أريد الذهاب لأستريح قليلا ، أشعر ببعض الصداع. أراك في المساء"

أومأ لتنهض متوجة إلى غرفتها.
تبدلت ملاحمه وارتخت كثيرا ، أصبحت هادئة وباردة بشكل مفاجئ.
كان يحدق بما أمامه شاردا يفكر بعمق...

مر أسبوعان ، ومازالت يوباي مستمرة في البحث عن والديها بمساعدة ريو بالتأكيد.
كلما اقتربت من تحقيق مبتغاها ، وتجد خيطا  يوصلها لهما فتبدأ بسحبه ، يقطع في منتصفه لتفقد الأمل في كل مرة.

بعد آخر مرة قد طفح الكيل معها لتخرج من المنزل تحت أنظار ريو المتسائلة ، والذي قام باللحاق بها بعد أن أبت الرد على ندآته المتكرره لها.
توجهت إلى منزلها السابق لتقرع الجرس بتكرار حالما وصلت.
وقف ريو بجانبها ليخاطبها ببعض من الانزعاج:
"مالذي تفعلينه؟ هل جننتي أم م..."

قاطعته بغضب:
"أرجو أن تعود إلى المنزل إن كنت ستتحدث كثيرا ، عندما انتهي سأعود وأخبرك بما فعلت"

"بالتأكيد لن أتركك بمفردك وأعود"

"إذا رجاءا ابقى صامتا"

فتح الباب من قبل تلك المرأة لتبعدها يوباي من كتفها بهدوء لتدخل وخلفها ريو.
صرخت منادية لذلك الرجل ، والذي فزع لينزل متوجها إلى مصدر هذا الصراخ.
حالما وقع ناظره عليها اعتلا الغضب ملامحه.

وقف أمامها لتتحدث:
"أخبرني حالا من أين احضرتماني ، وأين والداي؟ كيف جئت إلى هنا؟"

"أخبرناكي أننا سنفعل إن عدتي إلى المنزل!"

"حقا أجهل سبب معاملتكما الغريبة تلك ، لايوجد تفسير لها سوى أنكما مختلان عقليا!"

ارتفع صوتهما كثيرا ، وبينما هما منغمسان في الشجار كانت تلك المرأة تقف بعيدا عنهما تبكي بصمت.
أما ريو فكان يراقبهما ، مدخلا كلا يديه في جيب كنزته القطنية بملامح باردة جادمة...

"أكرهك كثيرا!"
التفتت ناحية ريو بعد أن قالت هذه الجملة ، تحاول منع دموعها من الانهمار.
نظرت إليه ترجو منه التحدث ، لكنها تفاجأت من وجهه الغريب ذو الملامح الجامدة والتي تراها لأول مرة.
لفت انتباهها شخص قادم نحوها من خلف ريو ، لكنها لم تستطع رؤيته بسبب الدموع التي تجمعت في عينيها بشكل شوش عليها الرؤية.
أغمضت عينيها وفركتها بكفيها لتمسح دموعها وتخرجها.
فتحتها إثر شعورها المفاجئ بوخز في رقبتها ، وآخر ما رأته هو ظهر ريو الذي كان يسير مبتعدا ،
قبل أن تسقط مغشيا عليها...

بسبب تلك الإبرة المخدرة !



































_________________________________________
يتبع...

التعليق وطرح الرأي يهمني كثيرا ♥♡

{كل شيء يظهر على حقيقته بالفعل}...

اذا من أنا ؟  "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن