التفتت متفاجئة إثر سماعها لصوت نباحه...
شق وجهها بابتسامة واسعة حالما وقع نظرها عليه.
جلست على ركبتيها وضمته لها بقوة بينما هو ينبح ويلعقها معبرا عن فرحه برؤيتها مثلها.
فسعادتها اكتملت برؤيته عن قرب.
وجهت نظرها إلى ذلك الباب الفتوح ربعه ، وتساءلت ما إن كان الكلب خرج منه ، وإن كان كذلك فكيف استطاع فتحه؟
هي لاترى أي شخص يقف هناك؟
جزمت أن شخصا ما قام بذلك لأنه يستحيل على كلب فتح باب كهذا.
بينما هي تحدق بما خلف الباب ، والتي هي حديقة المنزل ، لمحت شخصا قادم نحوها بفزع ، وكما بدا لها أنها خادمة.وقفت أمامها وانحنت بارتباك واضح قبل أن تخاطبها:
"آسفة إن كان قد أزعجك ، لا أعلم كيف خرج"وقفت لتجيبها مبتسمة:
"كلا لم يزعجني ، إنه ودود"خاطبت الكلب هذه المرة وهي تشير له بالقدوم:
"هيا لندخل ، سيغضب سيدي كثيرا ، يكفي ماحدث لك قبل أسبوعين"لفت انتباهها آخر ماقلته الخادمه ،فاسترسلت:
"المعذرة على التطفل ، لكن مالذي حدث قبل أسبوعين؟""صدمته سيارة عندما كان يلهو هناك في الشارع ، لكن إصاباته لم تكن خطيره ، لازم المشفى لخمس أيام ثم منعه سيدي من مغادرة غرفته ، واليوم سمح له باللعب في الحديقة"
أومأت بتفهم ، وأدركت سبب اختفائه ، ثم نظرت للمقصود والذي يداعب قدمها فانحنت مخاطبة له:
" هيا عليك الدخول إلى المنزل كي لايقلق سيدك ، حسنا!"ابتسمت له ثم استقامت مستكملة:
"هل لي معرفة اسمه؟""أجل آنستي ، يدعى مينو ، أستأذنك الآن علي الذهاب فسيدي سريع الغضب"
لوحت لهما ثم عادت إلى منزلها.ودعنا النهار وهاهو الليل قد أقبل مرحبين به.
في ذات ذلك الوقت خرجت إلى شرفتها وقابلته بابتسامة كالعادة.
كانت تجلس على كرسي شرفتها وهي تحدق به وهو يقفز ويلعب في أرجاء الحديقة دليلا على فرحه برؤيتها مجددا.
وقفت لتسند كلتا ذراعيها على سور شرفتها.حدقت به لوهلة قبل أن تبدأ بالحديث:
"أتعلم مينو! مر أسبوعان وأنا لم أتلقى الضرب كما هي العادة ، أشعر أن الحياة ابتسمت لي من جديد بعد أن كانت تبغضني ، أتمنى ألا يعودوا لكن للأسف ، سيعودون قريبا"تنهدت لتكمل:
"أريد الخروج من هذا المنزل لكن أين من المفترض أن أذهب! ، كيف سأعيش؟ ، من هم في مثل عمري يدرسون الآن في الجامعة ليحققوا مبتغاهم، أو ربما حصلوا على وظائفهم ويعيشون أفضل حياة ، أما أنا فلا شيء يذكر"أنزلت رأسها لتسمح لدموعها بالخروج.
توقف ذلك الكلب عن اللهو وجلس يحدق بها وكأنه شعر بها.
رفعت رأسها تبتسم بانكسار ، لتتفاجأ تلك العينان في الخفاء من شحوب ملامحها...تابعت حديثها تنظر للكلب أمامها:
" إن لم تكن هذه عائلتي ، ولم أكن ابنتهم ، إذا من أنا؟ كيف ولدت ولماذا أعيش معهم؟ كيف وصلت إلى هنا ؟"بدأت بالبكاء بحرقة دافنة وجهها بين ذراعيها.
نبح الكلب قليلا ثم وقف ساكنا يكتفي بالنظر لها فقط.
بينما ذات تلك العينان كانتا تحدقان بها بألم ، وبينما اليدان عقدتا دليلا على الحيرة.
رفعت رأسها مجددا لتستقر تلك العينان عليها وتتحرك تلك اليدان لتستند على ما أمامها بغية الإنصات لما ستقوله الآن!نطقت بعد وهلة من الصمت:
"أنت الوحيد الذي أشعر بالارتياح معه مينو ، أحبك كثيرا"مسحت دموعها بكفيها ثم استكملت:
"هيا عد إلى الداخل ، سأراك غدا تصبح على خير "ارسلت قبلتها المعتادة ودخلت غرفتها مغلقة باب الشرفة.
وكل ذلك كان تحت أنظار تلك العينان والتي دايما ماتتواجد عندما تلتقي بمينو في كل مرة.
هي تشعر أحيانا بأن هناك من يراقبها ، لكنها لم تعي حتى الآن أن ذلك الشعور في محله وان ماتشعر به صحيح يحدث فعلا!____________________________________________
يتبع...التعليق وطرح الرأي يهمني كثيرا♥♡