ابتسمت لي الحياة حقا؟

2.3K 237 38
                                    

عند تمام الساعة الرابعة فجرا ، استيقظت من نومها ، ولنكون أكثر صدقا هي لم تنم وإنما غفت لربع ساعة فقط.
نهضت وأخذت وشاحا كان يزين الكرسي الموضوع بالغرفة ووضعته عليها ، ثم خرجت إلى حديقة المنزل مباشرة.
حالما خرجت لمحت ذلك الشاب يجلس على كرسي يرتشف كوب قهوة ، ومينو يجلس أمامه على العشب نائما.
تحمحمت لتلفت انتباهه ، وبالفعل قد التفت إليها.
ابتسمت ليبادلها وهو يشير لها بالقدوم.
جلست بجانبه وهي تنظر أمامها.
عم الصمت لبعض الوقت ، ثم كسر من قبله قائلا :
"ألم تستطيعي النوم؟"

أومأت برأسها ، فأستكمل حديثه :
"لا تقلقي بشأن من كنت تقطنين معهم ، لقد أتيا وسألاني عنك لكنني أخبرتهم بأنني لم أرك ، وكانت إجابتهما هذا جيد"

نظرت إليه مقطبة لحاجبيها تستنكر ما قاله ، فتابع حينما لاحظ إلتفاتها ناحيته :
"ليس لي دافع للكذب ، إنني أقول الحقيقة!"

"أصدقك بالتأكيد ، لكن لما لم تخبرهما بتواجدي عندك؟"

"هل جننتي؟ أتريدين العودة إليهم؟"

ازداد تقطيبها لحاجبيها وظهرت ملامح التعجب والاستفهام على وجهها :
"أيمكنك إخباري بما تعرف ومن أين تعرف؟"

ارتبك قليلا يحك مؤخرة رأسه بخجل طفيف ، ثم أجاب :
"حسنا ، أعتذر أولا. في الحقيقة قبل مدة عندما أخبرتي مينو عن حياتك قبل أن يتعرض للحادث ، كنت أجلس بقرب نافذتي وقد رأيته ينبح لك ، ففتحتها وسمعت كل ماقلته ، منذ علمت بمدى تعلقك بمينو أصبحت أخرجه دائما إلى الحديقة كي تلتقيه ، هذا كل شيء وأكرر اعتذاري"

أنزل رأسه بعد أن ضحك في نهاية كلامه ، فابتسمت بخفة.
نقرت على كتفه باصبعها بتكرار ثم تحدثت :
"إذا كنت تراقبني؟"

"كلا لم أفعل ذلك ، فقط تلك المرة وأيضا عندما خرجتي من المنزل رأيتك عائدة صدفة فقمت بفتح الباب لمينو"

"هكذا إذا ! ، حقا أشكرك أنت لطيف"

ابتسم ينظر لها :
"جيد أن ذلك لم يزعجك"

"كلا لقد وفرت عناء سرد قصتي لك"

"بما أن لدي معرفة بسيطة بك ، أود إخبارك بأن تبدأي حياة جديدة وانسي ذلك الرجل وزوجته ، فالتسعي للبحث عن والديك ومعرفة من تكونين"

"هل ستساعدني؟"

اتسعت ابتسامته ليجيب :
"أجل بالتأكيد ، فأنا جارك وهذا واجبي ،لكن كيف لي مساعدتك وأنا أجهل اسمك حتى الآن؟"

ابتسمت هي الأخرى:
"ادعى يوباي سررت بلقائك"

"وأنا ريو ، كيم ريو ، سررت بك أيضا"

السعادة  والفرح غمراها.
شعرت أن الحياة أصبحت أفضل ، وأنها ستستطيع معرفة من تكون وستلتقي بوالديها.
إنها محظوظة جدا بهذا الجار الطيب ، لقد أحبت لطفه ولن تنسى جميله مطلقا.

بينما هما يتبادلان أطراف الحديث ، استوقفهما صوت قرع جرس الباب.
نهض ريو لفتحه ، وما إن فتحه حتى تلقى دفعة كاد يسقط إثرها.

دخل ذلك الرجل وخلفه زوجته ، وصرخ على الجالسة والتي تنظر له بغضب :
"كيف تجرئين على مغادرة المنزل دون إذن مني ، وأيضا مالذي تفعلينه لدى هذا الغريب؟"

ضحكت بسخرية ثم وقفت عاقدة لذراعيها :
"ما الذي تريدانه؟ ألم أخلصكما من تعب التعذيب والضرب؟ أذا لما أتيتما؟"

أجابتها المرأة :
"نحن لانقصد فعل ذلك ،وأيضا أنت ابن..."

قاطعتها :
"أنتما تعلمان أنني لست كذلك ، لذا أخبراني حالا من أين أحضرتماني ومن والداي"

"عودي معنا وسنخبرك بكل ماتردين"

"إذا كان كذلك ، فلن أفعل ، أخرجا حالا"

وقف ريو أمامهما ليخاطبهما بهدوء :
"كما سمعتما ، هيا قبل أن اضطر للاتصال بالشرطة ، لدي تقرير من المشفى يثبت أنها تعرضت للعنف وأنتما تعلمان ماهي العقوبة التي قد تتلقيانها"

سحبت المرأة زوجها من ذراعه وهو ينظر إليهما بعينان تحترق غضبا.
قبل خروجهم تحدث يصر على أسنانه :
"أعدك أنك ستموتين قبل أن تري والديك!"
































_______________________________________
يتبع...

التعليق وطرح الرأي يهمني كثيرا♥♡

اذا من أنا ؟  "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن