لاوجود لذرة أمل؟

2.2K 209 12
                                    


جلست على الرصيف تبكي ، وهي تضرب ركبتها بقبضة يدها.
تنهد الواقف بجانبها ، ثم تحدث ببعض الانزعاج:
"هل لي معرفة سبب هذا البكاء؟ سنجدهم بالتأكيد توقفي!"

نظرت إليه بعينيها الحمراوين إثر بكائها المتواصل ، والذي لم يتوقف منذ مغادرتهما المنزل ، لتخاطبه غاضبة:
"أخبرتنا تلك المرأة أنهما توفيا ، إذا كيف سألتقي بهما؟"

قلب عينيه بضجر ، ثم عاود النظر إليها ليجيب:
" لقد قالت ربما ، أي أنها ليست متأكدة وأنه مجرد افتراض لأنها وكما قالت أخبارهما انقطعت عنها ، أرجوكي توقفي وهيا بنا لنذهب للصيدلية التي أخبرتنا عنها ، ربما نجد مايوصلنا إليهما".

مسحت دموعها لتنهض وتسير أمامه ، بينما هو قد تنهد للمرة العاشرة ، ثم لحق بها.
فبعد أن أخذها لإجراء فحص الحمض النووي ، ومعرفة والديها ، بدآ في البحث عنهما ، وقد تبين أن والدها كان طبيبا ، ووالدتها كانت تمتلك صيدلية.
سعدت كثيرا لتمكنها من معرفتهما ، لكن يبدو أنها الآن ليست كذلك ؛ لأنه وحين ذهابها للمنزل الذي من المفترض أنهما يقطنان به ، أخبرتهما عجوز تقطن في المنزل المجاور أنهما غادراه منذ اكثر من ثمانية أعوام مضت.
وما جعلها تفقد الأمل أكثر ، أن تلك العجوز أخبرتها بأنهما ربما متوفيان!

هي الآن ذاهبة برفقة ريو إلى الصيدلية التي كانت تمتلكها والدتها ، علهما يجدان خيطا يوصلهما إليهما.
وصلا لوجهتهما ليدخلا ، فيستقبلهما رجل عجوز يعمل بها.
تقدم إليه ريو ليخبره بأنه يود التحدث إليه ، وقد وافق بسهولة.

عند السابعة مساءا ، كان كل من يوباي وريو ينتظران العجوز في أحد الحدائق ، ولم يمر سوى بعض الوقت حتى وصل ليجلس بجانبهما منتظرا تحدثهما.
تنهدت يوباي بقلق ، ثم بدأت الحوار:
"عمي أريد سؤالك عن مرأة تدعى بارك ليوي ، كانت مالكة للصيدلية التي تعمل بها؟"

ابتسم العجوز ثم أجاب:
"أجل أجل يابنتي ، بالتأكيد أعرفها ، لقد كانت صديقة قديمة لي ، أتذكر جيدا أول لقاء لنا منذ عشرين عاما مضى ، أيضا زوجها السيد بارك ميونغ دو ، لكن من أين تعرفينها؟"

اتسعت ابتسامتها لتجيب:
"إنهما والداي ، أنا لم أرهما من قبل لذلك أود سؤالك عن مكانهما؟"

"في الحقيقة لقد انقطعت أخبارهما منذ حوالي ثمانية سنوات ، أيضا لم أكن أعلم أنهما يملكان ابنة ، تبدين لي شابة"

تلاشت ابتسامتها حال ذكره لذلك ؛ فأنزلت رأسها بيأس ، فاقدة لما تبقى لها من أمل.
لاحظ ريو شحوبها ؛ فتحدث بدلا عنها:
"إنها قصة طويلة عمي ، نستأذنك بالذهاب الآن ، ونشكرك كثرا"

"على الرحب والسعة"

نهض ممسكا بمعصمها ، ثم انحنى بخفة للعجوز ،وباشر السير مبتعدا يسحبها خلفه.
طيلة الطريق كان الصمت سيد المكان.
يوباي لم تنطق بحرف ،وريو لم يحادثها لأنه يعلم أنها ليست على مايرام.
لقد كانت متلهفة لرؤية والديها ، لكن جميع الأبواب قد أقفلت بإحكام في وجهها...



































______________________________________
يتبع...

التعليق وطرح الرأي يهمني كثيرا♥♡

اذا من أنا ؟  "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن