بدات كاميل الحديث بعد جلوسهما مباشراً :( قالت لي غرازيلا انكتملكين محلاً فى شارع "توراك" . يجب ان ازورك لاتفحصه ).
قالت هانا بأدب :( أرجوك , أفعللا ذلك ).
وهل لها ان تقول غير ذلك ؟ فقد كان ميغيل مشغولاً بالحديث مع بيتر ترينتون , يتحرى أعراف القانون.
-هل لديك تشكيلة من "الأكسسوارات" ؟
وتقدم ساقٍ مأجور ليقدم الطبق الأول , حساء لذيذ رقيق صاف.
ردت هانا :( مجموعة مختارة صغيرة من الوشاحات والأحزمة والجزادين الغالية الثمن).
رفعت كاميل حاجباً معبراً :( الا يعترض ميغيل ؟).
ردت , كارهة ان تلعب لعبة كاميل :( يعترض على ماذا؟ حددي).
-على هوايتك الصغيرة .
نظراً الى خبرتها الطويلة , والمسؤوليات اتجاه زبائنها , والمهارة المطلوبة لادارة عمل ناجح . كانت كلمات المرأة الفرنسية تعبر عن إهانة تعنيها تماماً .
فاستجمعت هانا ابتسامة حلوة :( انه مرتاح لان لدى شئ مفيد أفعله وأملأ به وقتي).
-لابد أنه يفضل ان تكونى دائماً موجودة لأجله؟
نظرت هانا الى المرأة الفرنسية , ولمحت الوميض الجشع الظاهر فى عينيها... ومالت الى الصدق الجرئ :( لأكون حاضرة لتنفيذ أقل نزواته ؟).
فتحت كاميل يديها معبرة :( ولماذا السؤال ... هذا طبيعي يا حبيبتي , واذا لم تفعلي , فهناك اخريات يقدمن خدماتهن).
منتدى ليلاس
ليس هتاك ما يوازى القول الصريح والدخول فى صلب الموصوع .
-مثلك انت ؟
بدا ان كاميل تختار كلماتها بدقة :( انه رجل ثرى جداً... اليس كذلك؟ ).
-وهل الثراء هو كل شئ؟
ابتسامة كاميل لم تصل الى عينيها :( انه يشتري السلطة بحد ذاته).
لا داعى للتظاهر :( سلطة متبادلة ).
لم يكن سراً ان الزواج بين اسرتي سانتاناس ومارتينز مدبر بشكل ملائم لجمع ثروة العائلتين قانونياً.
وقالت كاميل :( السلطة مقابل الجاذبية الجسدية , اى من هذا يختار ميغيل برأيك؟)
ردت هانا على نظرة كاميل واجابت بلطف :( استطيع القول انه اختار)
نظرت الى خاتم الزواج الألماسي المستطيل الذى يزين يد هانا اليسرى . وقالت :( معظم الرجال يشردون عن الطريق اذا واجهوا إثارة كافية)
ارادت هانا ان تنفى هذا الكلام , وان تصر بثقة على ان ميغيل ليس كمعظم الرجال , واخلاصه لها راسخ .
رفعت أطباق الحساء , وقدم الطبق التالى . ونظرت هانا الى السلمون المدخن المعروض بفن , والمنقوع فى الخضار المخللة , مع طبقة من السلطة الناعمة التقطيع ...وأحست بقابليتها غلى الطعام تختفى .
وتلوى التوتر داخل معدتها ,فأخذت رشفة من العصير , ثم ألتقطت شوكتها محاولة اعطاء الطبق حقه.
ميغيل رجل جذاب , يمتلك رجولة بدائية تجذب النساء كالمغنطيس . مرت أوقات أحست خلالها بالتسلية لمحاولة نساء اخريات مغازلته ... وعرفت أن هذا العبث هو مجرد لعبة لا ضرر منها.
لكن حدسها حزرها من ان كاميل لا تتطابق مع لائحة "لا ضرر" منهن ... وهذا ما أزعجها أكثر من ان تعترف بذلك ... فقد أثارت هذه المرأة فى ذهنها أسئلة لا تمتلك إجابات عليها.
هل يمكن ان يغوى ميغيل ؟ هل سيكون متعجرفاً بما يكفى لينغمس فى غلاقة خارج الزواج ؟ بطريقة ما لا تعتقد ذلك ... لكن هل تعرف حقاً ؟.
زواجهما كان حلاً مناسباً مشتركاً أساسه العمل ... ولم يكن الحب مشكلة ... على الأقل , ليس من جهه ميغيل , فهو يهتم بها , وهذا يكفي كما تقول لنفسها .
شئ واحد كانت متأكدة منه ... أنها تريد علاقة مبنية على الثقة والأخلاص ... لا على الأدعاء والأعذار الفارغة.
-ألست جائعة ؟
استدارت هانا نحو زوجها , والتقت نظرتها بنظرته الثابتة ,فلمحت فى عينيه سؤالاً لم تستطع تحديده. استجمعن ابتسامة خفيفة :( قلق على ... ميغيل ؟).
كان لقربه منها تأثير مثير للأضطراب ... فقد جعلها تشم نوعية عطره الغالى الثمن , الذى يمتزج مع القطن المغسول حديثاً ... بشرته السمراء ناعمة , مع ذلك , هناك لمحة من ظل على خديه بالرغم من انه حلق ذقنه منذ ساعة فقط.
-قلق عليك ؟ دائماً .
منتدى ليلاس
فردت بهدوء :( أنت بذلك تحمى استثماراتك ).
ولمحت لمعان الغضب فى عينيه ,لكن مر بسرعة الى درجة اعتقدت معها انها واهمة .
وافق بنعومة :( طبعاً ).
وحاولت النظر بحماس الى طبق ممتاز من المعجنات .
وكانت كاميل منهمكة فى الحديث مع ميغيل . فاستدارت هانا الى الضيف الجالس الى جانبها الآخر , ووجدت نفسها عالقة فى نقاش حام حول مزايا التعليم فى المدارس الداخلية فى استراليا مقابل المؤسسات المرتفعة الأسعار فى ما وراء البحار ... واستمر هذا الحديث حتى الأنتهاء من تناول المعجنات , وازاله الأطباق وتقديم يخنة لذيذة من طعام البحر .
قالت هانا فى محاولة لجذب اهتمام كاميل عن ميغيل :( ذكرت غرازيلا انك مهتمة بالأزياء ).
-أنا عارضة ازياء .
ثلاث كلمات اوضحت كل شئ .
-هل تعملين لدار ازياء محدد ؟
رسمت كاميل ابتسامة متعالية :( لأى دار تقدم أجراً مرتفعاً أكثر )
-لقد حضرت فى باريس آخر عروضات الموسم .
وتتذكر جيداً انها لم ترَ صورة كاميل فى زوايا المعرض . فمثل هذا الجمال الصارخ , لا يمكن ان تفوتها ملاحظته ... أنها متأكدة.
-لقد عرضت فى ميلانو وروما .
رفعت يدها لترد الى الوراء خصلة شعر فى حركة هدفت الى تركيز على اظافرها وتقاسيم وجهها الرائعة .
لا شك انها صرفت ساعات لترتدى ملابسها وتصل زينتها حد الكمال ... وقت اطول بكثير من الغشرين دقيقة التى سمحت هانا بها لنفسها !
كان الطبق الرئيسي مؤلفاً من لحم السمك مع السلطة الشهية , فأكلت جزءاً يسيراً من لحم السمك اللذيذ , بإستمتاع مزيف .
قالت كاميل مع انهاء هانا ما فى طبقها من سلطة :( اعتقد ان لنا صديقاً مشتركاً ).
يبدو هذا ممكناً نظراً لمعرفتهما بصناعة الأزياء الأوربية , وقالت موافقة وهى ترفع كأس العصير لترتشف منه :( أنا واثقة من هذا ).
-لوك دوبوا .
ولمع الاسم كالفضة على الهواء , ولم يكن أقل توهجاً من طريقة تقديمه المحسوبة .
وشعرت هانا بسكون يشمل المائدة كلها , وكأن الحديث توقف فجأة ... أم أن هذا حدث فى مخيلتها فقط ؟
اشتدت اصابعها على الكأسوهى تعيده الى الطاولة , ولم يتحرك ميغيل . لكنها أحست بتحرك عضلات جسمه تحت البذلة الفاخرة .
قالت بهدوء :( لوك ليس واحداً من أصدقائي ... ولم يعد يحق له ان يدٍٍعي هذا منذ ثلاث سنوات ).
رفعت المرأة الفرنسية حاجباً فى حركة عدم تصديق ظاهر
-لقد طلب منى بشكل خاص ان أبلغك تحياته .
كان بأمكان هانا ان تطأطئ رأيها ببساطة وتنسحب من الحديث , لكن مثل هذا التصرف قد يفسر لصالح كاميل ... وما يجرى هنا حذرها منأنها بحاجة الى المواجهة .
قالت هانا لهدوء :( أجد هذا صعب التصديق ... فنحن لم نفترق على وفاق ). ولم يعلق احد الضيوف بكلمة .
فقالت كاميل :( حقاً ؟ لكنه يتكلم عنك ...).
وتعمدت الصمت واتسعت عيناها , ثم بدت وكأنها تختار كلماتها :( ... بعبارات تصويرية متوقدة ).
هذا هجوم محسوب . وأحست هانا بغضب متزايد لاختيار كاميل هذا الهجوم الكلامى العلنى ... ولأى غرض ؟
ردت هانا بهدوء لم تشعر به :( كان لوك فتي أوربياً مستهتراً ,يفترس أى أمرأة تستطيع تمويل نمط حياته الفاخر . ولقد تخليت عنه ما ان اكتشفت انه طفيلي مزيف ).
ورفعت كتفيها بهزة غير مكترثة :( وهذه هى نهاية القصة . وقد كتبت الصحافة عنها كثيراً فى ذلك الوقت ).
ثم أستجمعت ابتسامة خفيفة , تحمل مقدارأ من السخرية وتابعت تقول :( الوريثة الأوسترالية والمصور الفرنسي ).
وركزت نظرها على كاميل , واستطردت :( إذا أردت كافة التفاصيل , فأنا واثقة من انك ستجدينها فى أى ارشيف لصحيفة ).
وأكملت فى سرها , ولتكونى ملعونة , فهذه اخبار قديمة , من الماضي , وأسفها الوحيد انها خدعت بمهارة على يد سيد خداع ومتدرب .
قالت كاميل محاولة اظهار الندم :( أوه عزيزتي ...أنا آسفة جداً ... لم أكن أعرف ...).
وصمتت .
وفكرت هانا ... لا ... لست آسفة ... مع ذلك , انت تعرفين كل هذا ,لكنك تحاولين فقط خلق موقف مربك .
منتدى ليلاس
غطى ميغيل يد هانا بيده , ثم مال نحوها ولامس صدغها بفمه :( برافو ).
حركته خففت جو التوتر . وبعد لحظات , عاد الجميع للحديث مرة أخرى.
وقدمت الحلوى , فأجبرت هانا نفسها على تناول "توشيتو دو تشيلو" كاستر سمك , وشربت عصيراً ممتازاً , وتحدثت مع ضيف قريب , وأعطت كل الدلائل على انها تستمتع بوقتها .
ضحكت لنوادر مرحة , وتعاطفت مع الزوجين ترينتوس حول صعوبة إدخال ابنتهما البالغة شهرين من عمرها إلى مدرسة حضانة للنخبة .
وحاولت جاهدة تجاهل كاميل ومحاولاتها المستمرة للجوء إلى اللغة الفرنسية بشكل متواصل ... هل تتصور هذه المرأة أن لا أحد غيرها يفهم ؟ ام انها لا تهتم ان يفهم احد؟
كان ميغيل يتقن الفربسية والإيطالية إضافة الى لغته المحلية , الإسبانية . وكان لهانا ميزو معرفة اللغتين الأخرتين . لكن , حتى ولو لم تكن تعرف الكلمات المحكية , الا ان صوت كاميل وطريقتها المستفزة ,لم يترك اى شك بان ميغيل هو هدفها .
ولم يفعل ميغيل شيئاً يشجع هذا الاهتمام , لكن بعد ما يقرب الثلاث ساعات من مراقبة النظرات المختلسة , والاغراء الكلامى الوقح , تعبت هانا من التظاهر .
ابتسمت ... فى وقت كان كل ما تريد فعله هو ايقاع الاذى بكاميل . وتألم فكها , وتشوقت كفها لصفع وجه المرأة الفرنسية .
قدمت القهوة فى غرفة الاستقبال , ولم تعرف ما اذا كانت ستضحك ام تبكي بسخط حين تقدمت كاميل لتنضم اليهما .
ياللسماء ! المرأة متشبثة بعنادها !قالت :( سيكون من المستساغ جداً , لو اعتبرتمانى كضيفة ,اجتماعياً ).
وابتسمت ابتسامة معبرة :( خالتي ... واصدقاؤها ).
وصمتت , ثم رفعت كتفيها النحيلين فى حركة فرنسية مثالية .
-... لدينا اهتمامات مختلفة ... هل تفهماني ؟
ولم يكن هذا مفاجئاً , نظراً لان اهتمام كاميل الوحيد موجه نحوميغيل على ما يبدو !
سألتها هانا :( كم ستبقين هنا ؟).
رفعت الفرنسية يدها بحركة معبرة , ثم تركتها تهبط :( ليس لدى خطط فورية ... ربما بضعة اسابيع , أو أكثر , من يدرى ؟).
منتدى ليلاس
قال ميغيل متشدقاً :( أنا متأكد من ان غرازيلا قامت بالترتيبات المناسبة لتسليتك ).
وتلقى منها ابتسامة مثيرة , قبل ان تقول :
-اتمنى ان تكونا مشاركين فى مثل ...
وصمتت متعمدة ثم اضافت :( ... هذه الترتيبات ).
قررت هانا ... لا ... لن يحدث هذا ان استطعت منعه ... واحذ ميغيل منها فنجان القهوة الفارغ ليضعه مع فنجانه فوق طاوله جانبية قريبة ... وكانت تعابير وجهه مهذبة وهو يمسك يد زوجته , ويميل براسه نحو كاميل , قائلاً :
-لو سمحت لنا ؟
احتجت المرأة الفرنسية :( ستغادران ... الوقت مبكر جداً )
قال ميغيل بنعومة :( ليلة سعيدة ).
لكنه اكتشف ان كاميل لا تستسلم بسهولة .
-يجب ان تكونا ضيفي على العشاء , مع غرازيلا واتريكو , وخالتى .
صمتت لتبتسم ابتسامة حلوة , ونظرت الى ميغيل نظرت إغواء متعمدة :( ميغيل ... يجب ان تحضر معك إستيان , سنحدد موعداً ... أليس كذلك ؟).
ردت هانا بنعومة :( سنراجع مفكرتنا ال‘جتماعية , ونرد عليك ).
وعرفت ان هذا موعد لا تنوى الوفاء به .
لم تتغير تعابير كاميل , لكن هانا لمحت لمعاناً حاقداً فى العينين السوداةين ... وأحست ببداية الاضطراب .
المزاح العابث فى بعض المناسبات , جزء من لعبة يلعبها عددمن الناس ,فهى توفر لهم تبادلاً مسلياً للحديث لكن الحدث حذر هانا من ان هذه المرأة الفرنسية لا تلعب بحسب قوانين احد سوى نفسها .
وقال ميغيل متشدقاً وهو يخرج الجاغوار من الطريق الداخلية .
-أليس لديك ما تقولنه ؟
استدارت نحوه , ورأت ان انوار سيارة فى الأتجاة المعاكس أضاءت تعابير وجهه القوى ... ومالت لتجعل نبرتها مسلية :( وهل تنتظر ان لتغاضى عن تصرف كاميل الوقح ؟).
-اكاد اتصور انك تغارين .
انه يتسلى ؟؟؟ عليه اللعنة !
سألت ببرود :( وهل يفترض لن لرد على هذا ؟).
نظر اليها بسرعة , ولمح النظرة الزرقاء النارية الموجهة اليه ... ثم اعاد اهتمامه الى الطريق .
قال بأسترخاء :( محاولتك الرد قد تثير اهتمامى ).
وانفجرت فى كلام غاضب :( ماذا تريدنى ان اقول ؟ إننى اعترض على طريقة احتكار كاميل لأهتمتمك ؟ وعبثها المثير للسخط ؟).
جذبت نفساً عميقاً , ثم زفرته ببطء :( اللعنه ... انها تحيك المخططات حولك ! ومن لم يلاحظ هذا فهو أعمى ).
-وهل يجب ان اغتر ؟
-وهل تشعر بالغرور ؟
وكتمت نفسها انتظاراً لرده.
رد بأرتياح :( لا ).
قالت بغمض قاتم :( حافظ على هذه الفكرة ).
مازحها من دون رحمة وهو يصل الشارع الرئيسي :( لماذا أمانتي ؟ ماذا ستفعلين لو اننى خضعت لسحرها ؟).
-غراسياس .
منتدى ليلاس
-يالها من وصفة لزواج سعيد .
رد متشدقاً :( السخرية لا تناسبك , ياعزيزتي ).
-آه ... لكننى احب هذا الصدق الذى نتشاركه ... إنه جيد الا توافق ؟
-أستطيع التفكير بوصف ملائم اكثر .
لم يطل بهما الوقت للوصول الى شارعهما المحفوف بالأشجار ودخول الطريق الداخلية المؤدية الى المنزل . بعد دقائق لحقت بميغيل الى الداخل .
قال وهما يصلان البهو :( أخرجى كل تسجيلات بطاقات الائتمان من حقيبة اوراقك ).
ورداً على نظرتها الحائرة , أكمل :( تلك الزبونة التى توزع ديونها فى المدينة كلها , سوف اتولى امرها ).
ردت بأصرار :( لا .... لن تفعل , يمكننى فعل هذا بنفسي ).
سأل بثبات :( لماذا وانا استطيع هذا بسهولة اكبر ؟)
نظرت اليه بحده :( لأننى مستقلة ).
-وعنيدة .
لم توافق :( لا ... بل مكتفية ذاتياً ).
-ومتشبثة بعنادك .
-وهذا ايضاً ... لو واجهت مشكلة , أعدك ان اتصل بك.
وهذا يكفى .
-هل سنقف هنا نتبادل الكلمات , ام نذهب الى الفراش ؟
أحست برغبة فى الرفض ... فى ان تدير ظهرها وتصعد السلم بمفردها ... لكنها بحاجة لان تشعر بالأطمئنان الذى تشيعه فى كيانها لمسته , وبحاجة ال دفئه , والى معرفة انها تعنى له اكثر من مجرد جزء من حياته كزوجة ملائمة . ان تظهر ولو لبرهة , ان الزواج حقيقي , وان ما يتشاركان به مميز , وليس مجلاد واجب زوجى .
قالت موافقة :( أوه... إلى السرير ... بكل تأكيد ).
-وقحة ... ماذا لو كنت متعباً ؟)
سألت بجدية :( وهل انت متعب ؟).
ثم حركت أنفها :( لن افكر فى ارهاق قوتك ).
ضحك , فالتف صوته حول اعصابها ... وامسك يدها ليقودها صعوداً على السلم .
-دعينا نرى من سيصرخ طلباً للنجدة اولاً , هل يمكن ؟
تنفست هانا بارتجاف بعد دقائق , بينما ميغيل يضمها اليه ... عندما تكون معه تشعر بأنها فى الجنة ويحس قلبها بالرضا.
ولم تعد تسيطر على نفسها . كان هناك هذا الرجل فقط , وهذه اللحظة , ومشاعر غامرة لا تكاد تكبتها ... وانضمت اليه فى عالمه الدافئ الغريب .
إنها تحب الاحساس به , بقوته وحبه المشبوب الذى يلطفه السيطرة التى تريدها ان تفلت , ان تحطم الحواجز . ارادت ان يحبها بشغف لا يعرف الحدود !
وتحركت مجدداً بتململ نحوه .
قال ميغيل ممازحاً بصوت اجش :( ساحرة ماكرة ).
تمتمت برضى :( هه ؟ ).
شهقت مجدداً حين عاد يضمها اليه .
لكن , وبعد بضع ساعات من النوم انتليت هانا بأحلام جعلتها تنقلب متعبة حتى الفجر , تبع هذا نوم عميق حين بدأ النور يتسلل من الستائر .
ولم تشعر كذلك انه صحا باكراً واستند بأرتياح الى مرفقه يراقب نومها .
منتدى ليلاس
كانت قسمات وجهها رقيقة وبشرتها اكثر نعومة من بشرة اى امرأة أخرى ... طول شعرها المشعث كان يضفى عليها مظهراً جميلاً , ورمشها الطويلة , تنحنى كالقوس عند الأطراف . اما ثغرها فمكتنز بشفتين تتكوران قليلاً عند نومها ويداها قادرتان , نحيلتان , تعرضان مجموعة الألماس ,والخاتم الرائع الذى يؤكد انها له .
وكان يلفها جو هش مخادع : فهى تملك قوة داخلية , وصدقاً اصيلاً ,يرفض اى زيف او خداع .
ود ان يوقظها وان يقبلها , كى تسعى اليه , وتطلبه مجدداً .
وأحس ميغيل بمشاعره تتحرك , وعرف انه لو بقى فى السرير فلن يدعها تنام مدة اطول . وبآهة حارة استدار ونزل ليقف على قدميه ... ثم سار نحو الحمام ليستحم .* * * * *
أنت تقرأ
صرخة قلب للكاتبة/ هليين بيانشين
Romanceلقد وقعت فى حب زوجها ! فأين الخطأ ؟ زواج هانا بميغيل سانتانا امن لها حياة آمنة , مميزة .. فقد كانت تدير اعمالها فى النهار , وتقضي الليالي مع زوجها الجذاب.. لكن هذا الزواج ( الكامل ) كان مجرد عقد اجتماعي يوحد بين عائلتين قويتين ولم يكن للحب فيه يد و...